27 رجب.. في مثل هذا اليوم دخل صلاح الدين الأيوبي القدس محررا

في مثل هذا اليوم وبتاريخ الثاني من أكتوبر 1187 الموافق 27 رجب 582هـ أي ليلة الاحتفال بالإسراء والمعراج، دخل  الناصر صلاح الدين محررا وأنهى بذلك احتلالا صليبيا دام 88 عاما ارتكبت خلاله مذبحة هائلة راح ضحيتها 70 ألف من المقدسيين.

وجاء يوم الفتح على يد صلاح الدين تتويجا لإعداد وتهيئة دامت عقودا بداية بعماد الدين الزنكي الذي وحد الأمة على هدف تحرير الأقصى، ونور الدين محمود الزنكي الذي صنع منبر الأقصى وجهزه قبل سنوات طويلة من تحريره، وصلاح الدين الذي قاد جيش الفتح.

ويحكي التاريخ أن جيش الفتح انطلق من قلعة دمشق في مارس 1187 بادئا بحصني الكرك والشوبك كي يؤمن طريق مصر فلسطين، وبقسم من جيشه خاض معارك صفورية وإقليم الجليل في مايو من تلك السنة وحسم المعركة مع الفرنجة في حطين في الثالث من يوليو من العام ذاته، وتلاه تحرير طبريا وعكا وعشرات المواقع قبل أن يُحكم الحصار حول القدس ويحررها.

تمَّ الاتفاق بين صلاح الدين وباليان على تسليم المدينة وفق شروط، ودخلها صلاح الدين يوم الجمعة في 27 رجب 583 هـ وذلك بعد أن أعطى بالباب الأوامر لحاميتها بإلقاء السلاح، والاستسلام لجند المسلمين، وكان يوما مشهودا ورفعت الأعلام الإسلامية على أسوار المدينة المقدسة.

إقرأ أيضا: عشرات الآلاف يُحيون ذكرى “الإسراء والمعراج” بالمسجد الأقصى

وقد استمر حصار صلاح الدين للمدينة 12 يوما، وبسقوط القدس انهارت أمام صلاح الدين معظم المدن، والمواقع التي كانت لا تزال تحت سيطرة الصَّليبيين في معظم أنحاء بلاد الشام، ودخل صلاح الدين القدس في 27 رجب وكانت ليلة الإسراء، فأمر بأن يوضع على كلِّ بابٍ من أبواب المدينة أمير من أمراء الجيش لكي يتسلَّم الفدية من الصليبيين الخارجين من المدينة، ويحتسبها. وكان في المدينة 60 ألف رجل ما بين فارس، وراجل، سوى من يتبعهم من النِّساء، والولدان (ياسين سويد، حروب القدس في التاريخ الإسلامي، ص 106).

وأما صلاح الدين؛ فإنه بعد أن استقر له الحكم في المدينة المقدسة؛ أمر بإعادتها إلى ما كانت عليه قبل احتلالها من الصليبيين، وكان هؤلاء قد أقدموا على تغيير الكثير من المعالم الإسلاميَّة للمدينة، فزرعوا صليبا كبيرا مذهبا على رأس قبة الصخرة، وأمر صلاح الدين بكشفها، وكان فرسان الدَّاوية قد بنوا مباني لهم غرب المسجد الأقصى لكي يسكنوها، وأنشؤوا فيها “هُري، ومستراح، وغير ذلك” وأدخلوا قسماً من هذا المسجد في أبنيتهم، فأمر صلاح الدين بإعادة الأبنية إلى حالها القديم، كما أمر بتطهير المسجد، والصخرة من الأقذار، والأنجاس، ثمَّ عين إماماً للمسجد الأقصى، وأقام فيه منبراً، ومحا ما كان فيه وفي الأبنية المجاورة من صور كان الصليبيون قد وضعوها أو رسموها، وأعاد المسيحيين الوطنيين من أهل القدس إلى مساكنهم، كما سمح لهم بشراء ما أراد الفرنج بيعه من ممتلكات، ومتاع، وأموال (ياسين سويد، حروب القدس في التاريخ الإسلامي، ص 108).

الإصلاح

أخبار / مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى