عيد الاستقلال ذكرى وطنية يستحضر فيها المغاربة بفخر وقوفهم في مواجهة الوجود الاستعماري

يخلد المغرب، الذكرى الخامسة والستين (65) لعيد الاستقلال المجيد، الذي يمثل أحد المنعطفات التاريخية التي طبعت مسار المملكة وجسدت لالتحام العرش والشعب من أجل الانتصار على المستعمر واسترجاع الحقوق المسلوبة، والكفاح من أجل الحرية والكرامة والسيادة، والدفاع عن المقدسات الوطنية.

وتجسد هذه المناسبة أسمى مظاهر التلاحم والترابط التي تجمع بين العرش العلوي الشريف والشعب المغربي الأبي، وبرهانا على العهد الوثيق القائم بين الطرفين، للمضي قدما على درب تحقيق النمو والازدهار في كل المجالات وبلوغ المملكة المكانة التي تستحقها بين دول العالم.

ورغم محاولات المستعمر الدؤوبة، سواء الفرنسي أو الإسباني، في طمس هوية المغاربة ونهب خيراتهم ومواردهم والسيطرة على مؤسساتهم وتزوير تاريخهم، إلا أنه اصطدم بمقاومة شرسة من قبل الشعب المغربي، ومن أبشع هذه المحاولات الاستعمارية، مشروع التفرقة بين أبناء الشعب المغربي الواحد وتفكيك وحدتهم وطمس هويتهم الدينية والوطنية بإصدار ما سمي بالظهير البربري يوم 16 ماي 1930. لكن سرعان ما باء المخطط العنصري والتمييزي بالفشل، حيث وقف الشعب المغربي وقفة رجل واحد في مواجهة ومناهضة الوجود الاستعماري، وبرهنوا على تمسكهم بالشريعة الإسلامية السمحاء وبالهوية المغربية وبالوحدة الوطنية.

إقرأ أيضا: شيخي ينوه بموقف المغرب في ضبط النفس وتحمل المسؤوليات في الكركرات، ويذكر بمواقف الحركة

لقد خاص أبناء الشعب المغربي بكافة ربوع المملكة معارك شرسة في مواجهة التسلط الاستعماري، منها معارك الهري وأنوال وبوغافر وجبل بادو وسيدي بوعثمان وانتفاضة قبائل آيت باعمران والأقاليم الجنوبية وغيرها من المحطات التاريخية التي برهن فيها المغاربة كافة عن تشبتهم بوطنيتهم وقابليتهم للتضحية بما هو أغلى من أجل وحدة الوطن ومن أجل الدفاع عن العرش العلوي المجيد.

ويبقى نفي جلالة محمد الخامس رحمه الله والعائلة الملكية إلى كورسيكا ثم إلى مدغشقر الحدث الأبرز الذي أفاض كأس الغضب الشعبي، وهو الحدث الذي ساهم في اندلاع ثورة الملك والشعب في 20 غشت 1953، حيث تعبأ المغاربة بكافة أقطابهم وناضلوا بشتى الطرق، حتى تحقق المراد وعاد رمز الوحدة الوطنية جلالة المغفور له محمد الخامس والأسرة الملكية من المنفى، معلنا بذلك انتهاء نظام الوصاية والحماية الفرنسية وبزوغ فجر الحرية والاستقلال.

إقرأ أيضا: تضامن واسع مع المغرب في تحركه لحماية أراضيه ومصالحه الوطنية

لقد شكل الاستقلال نصرا مبينا وحدثا تاريخيا حاسما، وتتويجا لمراحل الكفاح المرير الذي خاضه العرش والشعب في مواجهة الوجود الاستعماري المفروض منذ 30 مارس سنة 1912، حيث خلد المغاربة أروع صور الغيرة الوطنية ونكران الذات والالتزام والوفاء، وبذلوا أغلى التضحيات في سبيل عزة المملكة وكرامتها والدفاع عن مقدساتها.

الإصلاح

أخبار / مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى