حقوق الطفل في الإسلام

من فضل الله تبارك وتعالى على هذه البشرية أن من الله عليها بهذا الدِين الإسلامي الحنيف، وهذا الدين الذي جاء بمنهاج شامل قويم في تربية النفوس وتنشئة الأجيال، وتكوين الأمم، وبناء الحضارات، وإرساء قواعد المجد والمدنية… وما ذاك إلا لتحويل الإنسانية التائهة من ظلمات الشرك والجهالة والضلال والفَوضى إلى نور التوحيد والعلم والهدى والاستقرار، قال تعالى: ﴿ قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ * يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ﴾.

إن الله الذي خلق فسوى، والذي قدر فهدى، بث في قلوب خلقه المودة والرحمة، نحو ما يلدون وما ينجبون، وجعل دينه القيم شرائع وأحكاما وهب من خلالها للطفولة حقوقا لم يعرفها الإنسان من قبل، ولن يصل درجتها من بعد؛ فشريعة الخالق تأتي كجلاله وكماله في العظمة والكمال؛ لأنه العالم بخلقه الخبير بما يحتاجون وبما ينتفعون، وهو الذي بيده ملكوت كل شيء وهو المتصرِّف، وهو المانح والواهب؛ يقول – جلَّ جلالُه -: ﴿ لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيمًا إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ ﴾.

من أجل ذلك اعتنى الإسلام بالطفل من قبْل وجود الطفل، فهيّأ له أسرة طيبة تتكون من والد تقي ووالدة صالحة، فحث رسول الله – صلى الله عليْه وسلم – الزوجة وأهلَها بقوله: (إذَا خَطَبَ إلَيْكُم مَنْ تَرْضَوْنَ دِينَهُ وخُلُقَهُ، فزَوِّجُوه)؛ وحث الزوج بقوله – صلى الله عليْه وسلم – كما جاء في الصَّحيحَين: (فاظْفَرْ بِذَاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يداك)، كل ذلك من أجل تنشئة الطفل بين أبوين كريمين يطبقان شرع الله، ويرسمان الطريق السوية لحياة الأبناء.

وللطفل حقوق على والديه يجب عليهما مراعاتها والعمل بها :

أولا: بناء الأسرة المسلمة بناء سليما على أساس من الخلق والدين.

ثانيا: ومن حق الطفل في الإسلام إذا أراد الرجل أن يجامِع زوجته أنْ يتعوذ بالله من الشيطان الرجيم.

ثالثا: ومن حقِه أن يبتعد الوالدان عن التدخين.

رابعا: ومن حقه الاقتداء بالنبي – صلى الله عليه وسلّم – بعد الولادة، ومن ذلك:

1- استحبابُ البشارة به والأذان في أذنه اليمنى والإقامة في أذنه اليسرى؛  

2- ومن ذلك تحنيكُه وتسميتُه اسمًا حسنًا والدعاء له بالبركة؛

3- ومن ذلك العقيقة عنه يومَ سابعة، وحلق رأسه وختانه؛

خامسا: ومن حقه الرضاعة من أمه إلى حين يتقوى.

سادسا: ومن حقه تدريبه على الكلام وتسهيله عليه وقت التكلم

سابعا: ومن حقه توفير الراحة والهدوء والغذاء الطيب وتجنيبه مجالس اللهو.

ثامنا: ومن حقه تأديبه وتعليمه والرأفة والرحمة به.

تاسعا: ومن حقه تعليمه الصلاة والذهاب به إلى المسجد.

عاشرا: ومن حقه العدل بينه وبين إخوانه.

تلك بعض حقوق الأطفال في الإسلام، وهم أمانة نتحمل جميعا مسؤولية رعايتهم وحسن تربيتِهم، والبلوغ بهم إلى سن رشدهم؛ ليكونوا خير خلف لخير سلف.

الإصلاح

أخبار / مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى