الهدر المدرسي يطال آلاف الأطفال بالمغرب سنويا ويكرس الفوارق المجالية

تشير إحصائيات وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة إلى انقطاع حوالي 300 ألف تلميذ وتلميذة سنويا عن الدراسة في التعليم الأساسي، وغالبيتهم العظمى من المناطق القروية والنائية.

ووضعت الوزارة خطة عمل متعددة الجوانب لسن قوانين تلزم الأسر لتعليم أبنائهم، وإطلاق مدارس الفرصة الثانية للمنقطعين للحد من نسب الانقطاع عن الدراسة، في إطار خارطة إصلاح منظومة التربية والتعليم التي قدمها وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة مؤخرا بالدورة الأولى للمجلس الأعلى للتربية والتكوين.

ونقلت وسائل إعلام وضعية الحاج أحمد مع أحفاده في احد المناطق النائية القروية بالمغرب ومقاومته لظروف الانقطاع عن المدرسة، وظروف الفقر والبعد وانسداد الأفق الدراسي بسبب بعد مدارس المراحل التعليمية الإعدادي والثانوي.

وأكد الصياد بندحمان عضو المكتب الوطني للجامعة الوطنية للتعليم في تصريح للقناة، أن ظاهرة الهدر المدرسي بالمغرب هي ظاهرة عامة في جميع أسلاك التعليم، وأسبابها متعددة بالرغم من الجهود التي تبذلها الدولة خصوصا من خلال برنامج تيسير الذي يساعد أبناء الأسر على مواصلة دراستهم خصوصا على مستوى الابتدائي وتشجيع الفنيات على التمدرس.

وأشار إلى أنه على مدار الإصلاحات التي قام بها المغرب في قطاع التعليم منذ الاستقلال، مازال لم يصل إلى تعميم التعليم وفي مقابل هذا التعميم يوجد هدر مدرسي، كما أن الدولة لم توفر بعد بنية لاستقبال الأعداد الهائلة من الملتحقين سنويا إلى القاعات الدراسية.

ودعا بندحمان الدولة إلى ربط تطور المدرسة بتطوير البنيات التحتية خاصة على مستوى العالم القروي عبر توفير النقل للمتعلمين وبناء المدارس وتوفير داخليات للمبيت لحل مشكل البعد.

وكان وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة شكيب بنموسى قد كشف في عرض له حول “خارطة الطريق 2022-2026، من أجل مدرسة عمومية ذات جودة للجميع” عن أنه منذ 2016 يطال الهدر المدرسي سنويا حوالي 300 ألف تلميذة وتلميذ في المتوسط وخاصة بالأوسط الهشة مما يكرس الفوارق المجالية. ودعا الوزير في هذا الإطار إلى قطيعة مع الأساليب السابقة في أجرأة الإصلاح من أجل الارتقاء الفعلي بجودة المدرسة العمومية.

وتنبني خارطة الطريق لإصلاح المدرسة العمومية -حسب الوزير – على 4 مكونات أساسية: ثلاثة أهداف استراتيجية في أفق 2026 تركز على التعلمات الأساس، والأنشطة الموازية والحد من الهدر المدرسي. وتركيز التدخل على ثلاثية المنظومة التعليمية (التلميذ الأستاذ المؤسسة التعليمية)، و 12 التزاما ملموسا لإحداث تغيير ملحوظ على التلاميذ، الأساتذة والمؤسسة التعليمية، والمكون الرابع والأخير تحقيق هذه الالتزامات يتطلب توفير ثلاثة شروط للنجاح الحكامة، التزام الفاعلين والتمويل.

وسائل إعلام

أخبار / مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى