القدس بين الحق العربي والباطل اليهودي – غازي حسين

تعتبر مدينة القدس من أهم الأماكن المقدسة التي ارتبط بها العرب من مسلمين ومسيحيين على مر العصور. فالقدس عندهم رمز الأرض والوطن و القومية والديانتين المسيحية والإسلام وأولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين ومدينة الإسراء والمعراج والمسجد الأقصى المبارك ومهد السيد المسيح وجوهر قضية فلسطين والصراع العربي الصهيوني .

وتحتل مكانة مركزية عند العرب لأهميتها التاريخية والدينية لديهم ولدى المسلمين في جميع إنحاء العالم.

فالعرب هم أول من أسس المدينة حوالي 3000 ق م ، ومن اسمها العربي اوروسالم أي مدينة سالم أو السلام جاء اسمها الحالي جيروزاليم.

وجاء الفتح الإسلامي للقدس إبان عهد الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه وحررها من الرومان ولا يوجد فيها يهودي واحد.

ووقع العهدة العمرية لبطريرك المدينة صفرونيوس الدمشقي حيث اشترط سكانها العرب على الخليفة ألا يسكنها اليهود وتضمنت العهدة هذا الشرط، وأصبحت مدينة عربية- إسلامية .

الأطماع اليهوديــــــــة

زعم اليهود انطلاقا من أطماعهم الدنيوية في الأرض والثروات العربية وإيمانهم بالاستعمار الاستيطاني وتسخيرهم اليهودية لخدمة مصالحهم أن للقدس لديهم أهمية خاصة. ورسخ الحاخامات وقادة الحركة الصهيونية هذه المزاعم والخرافات والأطماع في أذهان اليهود على الرغم من عدم و جود أي اثر ديني لهم فيها على الإطلاق.

ووصلت الوحشية والهمجية بمؤسس الحركة الصهيونية تيودور هرتسل حدا كتب فيه يقول :

” إذا حصلنا يوما على القدس وكنت لا أزال حيا وقادرا على القيام بأي شيء فسوف أزيل كل شيء ليس مقدسا لدى اليهود فيها وسوف احرق الآثار التي مر عليها قرونا “.

سخّر الخامات و المؤسسون الصهاينة والاستعمار الدين اليهودي كسلاح حاد في تهويد فلسطين والهيمنة على منطقة الشرق الأوسط كمقدمة للهيمنة على العالم، وبالتالي استخدموه لإنجاح الاستعمار الاستيطاني اليهودي في فلسطين وتحويل كيان الاستعمار الاستيطاني كمركز لليهودية العالمية و عاصمة للقدس بشطريها المحتلين .

ويهدف المستعمرون اليهود من استخدام الدين كسلاح هو سلب سكان فلسطين الأصليين وأصحابها الشرعيين حقهم التاريخي في وطنهم وترحيلهم منه وتوطينهم خارجه، وفرض التجزئة والتخلف  وعرقلة التنمية والتطور في المنطقة ومحاربة العروبة والإسلام.

بلور اليهود أطماعهم في مدينة القدس في دائرة المعارف اليهودية ( الموسوعة اليهودية ) والتي تضمنت أنهم يهدفون إلى السيطرة على القدس وتدمير المسجد الأقصى، حيث جاء تحت كلمة الصهيونية :”أن اليهود يبغون أن يجمعوا أمرهم وأن يذهبوا إلى القدس ويتغلبوا على قوة الأعداء وأن يعيدوا العبادة إلى الهيكل و يقيموا ملكهم هناك ” .

لذلك خطط القادة الصهاينة إلى تهجير اليهود إلى فلسطين و ترحيل العرب منها بإلمجازر والحروب وتحقيق الاستعمار الاستيطاني وتهويد القدس وتدمير المسجد الأقصى وإقامة الهيكل المزعوم على أنقاضه، وزعموا أن المسجد الأقصى المبارك ” القائم على قدس الأقداس في الهيكل إنما هو لليهود “، وذلك لتبرير احتلاله والسيطرة عليه وهدمه تحقيقا للمخطط الذي أرساه هرتسل وبن غوريون .

ملكية حائط البراق(حائط البكى)

حاول اليهود في آب 1929 الاستيلاء على حائط البراق أي الحائط الغربي لساحة المسجد الأقصى المبارك 0 بحجة انه حائط المبكى المزعوم، فقاوم الفلسطينيون الأطماع اليهودية في المسجد الأقصى وتصدوا لها وواجهوها وحدهم كما يواجهون اليوم وحدهم أطماع اليهودية العالمية في تهويد القدس وفلسطين والهولوكوست والحصار الجائر على قطاع غزة.

واشتعلت انتفاضة البراق ضد الأطماع اليهودية في المقدسات الإسلامية وضد الانتداب البريطاني المتواطئ مع اليهودية العالمية.   

عرضت حكومة الانتداب البريطاني قضية ملكية حائط البراق أي ما يسمونه كذبا و بهتانا كعادة اليهود في الكذب على عصبة الأمم، وشكلت عصبة الأمم لجنة تحقيق دولية للتحقيق في ملكية الحائط الذي يسميه المسلمون حائط البراق  ويطلق عليه اليهود اسم حائط المبكى .

أثبت أهالي القدس للجنة الدولية أن الحائط هو حائط البراق وهو بناء إسلامي لا علاقة له بهيكل سليمان المزعوم على الإطلاق، وقررت لجنة التحقيق الدولية التي شكّلتها عصبة الامم للتحقيق في إنتفاضة البراق عام1929في كانون الأول 1930جاء فيه :

أولا”: للمسلمين حق الملكية وحدهم دون منازع في امتلاك الحائط الغربي ( حائط البراق حائط المبكى المزعوم) كجزء لا يتجزأ من منطقة الحرم القدسي الشريف.

ثانيا “: تعود ملكية الساحة أمام الحائط الغربي  (ما تطلق عليه إسرائيل ساحة المبكى )  للمسلمين أيضا” , و كذلك حي المغاربة المجاور و المقابل الذي يعتبر وقفا ثابتا وفق الشريعة الإسلامية “.

وأصبح القرار فيما بعد وثيقة من وثائق مجلس الأمن الدولي.

القدس مدينة عربية إسلامية

مضت أكثر من ستة عقود على احتلال “إسرائيل” للشطر الغربي من القدس، وأكثر من أربعة عقود على احتلال الشطر الشرقي من المدينة العربية الإسلامية . وكان ولا يزال تدمير المقدسات العربية الإسلامية منها والمسيحية وتهويد القدس بشطريها المحتلين , وجعلها عاصمة عالمية لجميع اليهود في العالم , الهدف الأساسي لليهودية العالمية و الكيان الصهيوني والكنائس الإنجيلية والصهيونية المسيحية في الولايات المتحدة .

القدس بالنسبة للعرب والمسلمين مدينة عربية إسلامية أسسها العرب قبل ظهور اليهودية والمسيحية والإسلام، وهي مسرى النبي العربي عليه الصلاة والسلام ومعراجه الى السموات العلا، وهي بشطريها ومع أكنافها منطقة عربية إسلامية مسيحية مقدسة ووقف إسلامي وأرض محتلة ويمتزج فيها البعدان الروحي والسياسي، وتمتزج فيها أبعاد السيادة الفلسطينية والعربية والإسلامية . فالتاريخ فيها يختلط بالماضي والحاضر بالجغرافيا والديموغرافيا وبالأبعاد الوطنية و القومية والدينية وتختلط السياسة بالدين والتراث بالحداثة .

وجاءت انتفاضة الأقصى ودماء الشهداء الغالية التي تدفقت في الدفاع عن المسجد الأقصى برهانا جديدا يقدمه الشعب الفلسطيني للعرب والمسلمين على تمسكه بالأمانة التي شرفه الله بها المولى عز وجل وهي المحافظة على قدسية المسجد الأقصى المبارك والدفاع عنه أمام الخطر اليهودي الداهم .

وتخطط اليهودية العالمية منذ مدة طويلة لبناء هيكل سليمان المزعوم بدعم من الماسونية وشهود يهوه والمسيحية المتهودة والكنائس الإنجيلية في الولايات المتحدة الأميركية التي ينتمي إليها مجرم الحرب جورج بوش الابن .

ولكن المعضلة المستعصية التي تواجههم هي أن مكان الهيكل المزعوم يوجد فيه أقدس مقدسات العرب والمسلمين وهو المسجد الأقصى ومسجد قبة الصخرة وبها أيضا كنيسة القيامة أهم وأقدم كنيسة في العالم.

سكنت القبائل الكنعانية العربية فلسطين قبل ظهور اليهودية ثم فتحها العرب المسلمون من الرومان واستلم الخليفة عمر بن الخطاب مفاتيح القدس من بطريرك المدينة الدمشقي صفرونيوص .

وزادت حادثة الإسراء والمعراج وما ورد في القران الكريم والأحاديث النبوية الشريفة عنها من قداستها واهتمام العرب والمسلمين بها .

ويعتبر المسجد الأقصى المبارك ومسجد قبة الصخرة المشرفة التي بناها الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان من اهم وأقدم المعالم العربية و الإسلامية في المدينة المقدسة، وغدت جزءا أساسيا من التراث الإسلامي ومن أكثره قدسية .

وصلى صلاح الدين الايوبي في المسجد الأقصى بعد تحرير المدينة من الفرنجة على يديه . ونقل اليه المحراب الذي سمي باسمه من الجامع الأموي بحلب . وبقي فيه إلى أن حرقه اليهود في محاولة إحراق المسجد الاقصى في 21 اب 1969 .

فالدمشقيون الأمويون أقاموا قبة الصخرة والمسجد الاقصى واستخدمت أموال سبع سنوات من خراج مصر لإقامة قبة الصخرة ومداخل المسجد الاقصى وأبوابه وقبته، أما تخطيط المسجد الاقصى الذي نراه اليوم فهو هندسة عباسية بغدادية، والأيوبيون هم من رمموا حيطان الحرم والأتراك جهزوا الكسوة بالقاشاني الملون على أرضية زرقاء. وكان قبلها مزينا بالفسيفساء التي اشتهرت بها المدرسة السورية. وبنى الأتراك سور المدينة القديمة مما جسد مساهمة الأمة الإسلامية بأسرها في بناء المسجد الأقصى والمحافظة عليه وعلى تاريخ القدس العريق وطابعا الحضاري العربي والإسلامي .

وهكذا تتعلق أهمية القدس بالنسبة للعرب والمسلمين بطابعها الوطني والقومي والديني وأسسها العرب واحتل داوود احد تلال المدينة وطرد منها ولا يوجد لليهود أي أثر ديني أو غير ديني على الإطلاق، لذلك يجب أن تعود بشطريها المحتلين للسيادة العربية .

احتلال القدس بالحروب العدوانية

بدأت المرحلة الأولى من تهويد القدس المدينة العربية الإسلامية بعد مجزرة دير ياسين في التاسع من نيسان 1948 ، حيث أبادت المنظمات اليهودية الإرهابية المسلحة جميع سكان القرية من أطفال ونساء وشيوخ الذين كانوا متواجدين في القرية، وبلغ عدد ضحايا المجزرة (264 )، وذلك لأهمية موقعها الاستراتيجي لاحتلال الشطر الغربي من القدس.

وتمكنت العصابات الإرهابية بالتعاون مع الجيش الإسرائيلي باحتلال الشطر الغربي من المدينة في منتصف أيار 1948 ، وطردت (60 ) ألفا من سكانها الفلسطينيين، ومنعتهم من العودة إلى منازلهم خلافا لقرارات الأمم المتحدة و المواثيق الدولية، وصادرت أراضيهم ومنازلهم وأملاكهم والممتلكات العامة والجوامع والكنائس الموجودة في الشطر الغربي المحتل من المدينة.

وأعلن دافيد بن غوريون مؤسس الكيان الصهيوني عزم “إسرائيل ” على احتلال القدس بأسرها بما فيها المسجد الأقصى وتدميره وقال : “أن لا معنى لإسرائيل بدون القدس ولا معنى للقدس بدون الهيكل .”

وأعلنت “إسرائيل” في نهاية 1949 نقل مقر الحكومة من تل أبيب إلى القدس المحتلة، وتبع ذلك نقل العديد من الوزارات مما اضطر مجلس الوصاية التابع للأمم المتحدة أن يتخذ القرارين  ت 426وت 427 لعام 1949 يشجب فيهما قرار “إسرائيل” القاضي بنقل عاصمتها إلى القدس، ويعتبر إجراءاتها عرقلة لمهمة مجلس الأمن و يطالبها بالرجوع عما قامت به .

وتابعت ” إسرائيل تحديها للعرب ولقرارات الأمم المتحدة ومبادئ القانون الدولي فانعقدت الكنيست في القدس المحتلة في 22/12/1949 وأعلنت أن القدس عاصمة ” إسرائيل “.

وانتقلت الكنيست من تل أبيب إلى القدس المحتلة في 13/3/1950، وصدر قانون أملاك الغائبين في 31/3/1950 والذي بموجبه صادرت ” إسرائيل ” الأموال المنقولة وغير المنقولة للستين ألفا” الذين قامت بترحيلهم خارج المدينة إلى أريحا والضفة الشرقية لنهر الأردن .

واحتلت” إسرائيل” القدس الشرقية في الحرب التي أشعلتها في السابع من حزيران عام 1967  وأصدرت في 11/6/1967قرارا استعماريا ضمت فيه الضفة الغربية بما فيها مدينة القدس إليها.  وأصدرت الكنيست والحكومة في 27و28 حزيران 1967 عدة قرارات جعلت القدس الشرقية جزءا لا يتجزأ من القدس المحتلة عام 1948 أي جزءا من إسرائيل “.

تهويد القدس الشرقيـــــة

بدأت الجرافات الإسرائيلية بتغيير معالم القدس الشرقية منذ الساعات الأولى للاحتلال لتهويدها وخلق حقائق الأمر الواقع، وذلك بتدمير المنازل والأحياء العربية وبناء الأحياء اليهودية وسلسلة من المستعمرات داخلها وحولها وتحيط بها من جميع الجهات وتحويل سكانها العرب إلى أقلية، وخلق التواصل بينها وبين بلدية القدس المحتلة عام 1948 والمستعمرات اليهودية حولها.

وأخذت إسرائيل تعمل على تغيير المدينة العربية الإسلامية وتهويدها تحت شعار كاذب ومضلل وهو “إعادة توحيد المدينة “، وضمت أحياء صور باهر والشيخ جراح ومطار قلنديا وجبل سكوبس ومنطقة شفعاط إلى الشطر الغربي المحتل من القدس عن طريق استخدام القوة والاحتلال والتهويد وفرض الأمر الواقع خلافا لمبادئ القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة.

أقام وزير الحرب موشي ديان بعد احتلال القدس الشرقية مباشرة الصلاة أمام حائط البراق أي الحائط الغربي من سور المسجد الأقصى المبارك وهو وقف إسلامي ويزعم اليهود انه حائط المبكى .

ووصلت همجية وعدوانية اليهود لحرمة المقدسات الإسلامية وأطماعهم فيها حدا طالب فيه بن غوريون في 20 حزيران 1967 بهدم سور القدس التاريخي لأسباب ثلاثة أوردها  وهي :

1-        لأننا نريد قدسا واحدة لا اثنتين : يهودية وعربية

2-        يجب هدم السور فهو غير يهودي  إذ بناه سلطان تركي

3-        سيكون لهدم السور قيمة سياسية عالمية إذ عندها سيعرف العالم أن هناك قدسا واحدة

وعقد عدد كبير من حاخامات اليهود في العالم اجتماعا في القدس المحتلة طالبوا فيه ببناء هيكل سليمان المزعوم على أنقاض المسجد الأقصى ورد عليهم فارها فتج وزير الأديان آنذاك :” أنه لا يناقش احد في أن الهدف النهائي لنا هو إقامة الهيكل ولكن لم يحن الأوان بعد وعندما يحين الموعد لابد من حدوث زلزال يهدم المسجد الأقصى ونبني الهيكل على أنقاضه “.

ومن هنا ننظر بخطورة بالغة للحفريات والأنفاق تحته وحوله بحثا عن أي اثر يمت الى الهيكل المزعوم بصلة .

وأكد حاخام الجيش شلومو غورين على الهدف اليهودي بأنهم سيزيلون المسجد الأقصى ويستعيدون الهيكل.

وقامت إسرائيل منذ اليوم الأول للاحتلال بالاعتداء على المسجد الأقصى بالعديد من الحفريات والأنفاق تحته وحوله بحثا عن أي أثر يمت إلى الهيكل المزعوم بصلة.

وحلت دولة الاحتلال مجلس أمانة القدس المنتخب وصادرت أملاكه المنقولة وغير المنقولة وأبعد امين العاصمة الثانية للمملكة الأردنية روحي الخطيب إلى عمان وعينت موظفين يهود بدلا من الموظفين المقدسيين العرب.

وألغت الدوائر والمؤسسات والمحاكم العربية وألحقت بعضها بالدوائر ( الإسرائيلية ).

وحلت المحكمة الشرعية الإسلامية في القدس وألحقت مواطني القدس المحتلة بالمحكمة الشرعية الإسلامية في يافا.

وألغت القوانين الأردنية واستبدلتها بالقوانين الإسرائيلية كما ألغت المناهج الدراسية في المدارس العربية وفرضت المناهج ( الإسرائيلية ) في جميع المراحل الدراسية .

وأغلقت المصارف العربية وصادرت أموالها ودمجت اقتصاد القدس المحتلة بالاقتصاد الإسرائيلي بعد أن فصلت اقتصاد القدس عن اقتصاد الضفة الغربية، وأصدرت بطاقات شخصية لمواطني القدس من وزارة الداخلية ( الإسرائيلية ).

تذرعت إسرائيل بحائط المبكى المزعوم للاستيلاء على القدس بشطريها الغربي والشرقي وهو حائط البراق أي الحائط الغربي للمسجد الأقصى المبارك وهو وقف إسلامي تعود ملكيته للمسلمين وحدهم.

استغلت إسرائيل الزعم الديني الذي رسخه كتبة التوراة للتمويه على أطماعها وأهدافها الإستراتيجية والسياسية والاقتصادية نظرا للدخل المادي الهائل الذي تجلبه السياحة الدينية من المدينة القديمة المقدسة. وقامت بتوسيع حدود بلدية القدس على حساب الأحياء والقرى العربية المحيطة بالقدس الشرقية وتهويدها على غرار ما فعلت في القدس الغربية والأراضي الفلسطينية الأخرى التي احتلتها عام 1948 ويبلغ عدد المستعمرين اليهود الذين غرستهم دولة الاحتلال في القدس  الشرقية حوالي (200) ألف مستعمر  وذلك خلافا لقرارات الشرعية الدولية و مبادئ القانون الدولي.

حدد مجلس الأمن الدولي الوضع القانوني للقدس الشرقية بانها منطقة محتلة وضمها غير قانوني ومخالف للقرارات والقوانين والمواثيق الدولية . ويجب الانسحاب منها وإزالة جميع الإجراءات الإدارية و الجغرافية و الديموغرافية التي اتخذتها “إسرائيل” بما فيها ازالة المستعمرات والأحياء اليهودية لأنها غير شرعية وباطلة .

إن استمرار احتلال “إسرائيل” للقدس المدينة العربية الاسلامية التي أسسها العرب منذ فجر التاريخ لا يستند على الإطلاق الى أساس تاريخي أو قانوني وإنما ينتهك مبادئ القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية وتجسد الأطماع والأكاذيب التوراتية ، والصهيونية والاستعمار الاستيطاني اليهودي . ويجسد قرار المتهور والحقير ترامب بنقل السفارة الى القدس العربية المحتلة  وصفقة القرن ذروة العداء للعروبة والإسلام والشعب الفلسطيني والبشرية جمعاء، وتفتح إدارة ترامب اليهودية الشرق الاوسط على الحروب الدينية وعلى جهنم لعشرات السنين.

فالمسجد الأقصى المبارك في خطر حقيقي. فأين لجنة إنقاذ القدس ؟ وأين الملوك والرؤساء والأمراء العرب؟ وأين العالم العربي والإسلامي لإنقاذه من التدمير والتهويد ومن أعداء الله والوطن والمواطن  والعروبة والاسلام؟

وسيستمر الصراع عليها وتندلع الانتفاضة تلو الانتفاضة مهما طال الزمن وغلا الثمن إلى أن يتم تحريرها من المحتلين والمستعمرين اليهود أعداء الله وأعداء الإنسانية ومبادئ الحق والعدالة والانصاف والقانون الدولي العام والقانون الدولي الانساني.

أخبار / مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى