“العمل الإسلامي وجائحة كورونا”.. شورى التوحيد والإصلاح تناقش قضايا مركزية في ندوتها السنوية

انعقدت نهاية الأسبوع الماضي الندوة السنوية لمجلس شورى حركة التوحيد والإصلاح بتقنية التواصل عن بعد وذلك طيلة يومي السبت والأحد 10 و11 أكتوبر 2020.

وتأتي هذه المحطة السنوية ضمن سلسلة ندوات سابقة انطلقت سنة 2007 مع إطلاق مبادرة السؤال قصد تقيم الممارسة وتقويم العمل واستشراف الممارسة حيث يؤطر سلسلة جلسات هذه الندوة ثلة من قيادات الحركة من داخل وخارج المجلس.

كما تنعقد الندوة من أجل توسيع النقاش في القضايا التي تتعلق بالحركة وتصوراتها ومن أجل تجديد النظر وتجديد آليات الاشتغال باعتبارها فضاء للتداول والحوار الموسع وباعتبار أن الدورة العادية التي يعقدها مجلس الشورى يكون فيها المجال ضيقا وينصب النقاش بالدرجة الأساسية على تقييم أداء الحركة في السنة الماضية والمصادقة على البرنامج السنوي والميزانية للسنة المقبلة.

انعقاد الندوة في شهر أكتوبر بدل أبريل بسبب ظروف الجائحة

يقول الأستاذ محمد عليلو؛ منسق مجلس شورى حركة التوحيد والإصلاح في حوار خص به موقع “الإصلاح” بمناسبة انعقاد الندوة، أن الحركة عقدت خلال هذه المرحلة الندوة الأولى التي كانت تحت عنوان “حركة التوحيد والإصلاح وأسئلة المستقبل: أية رؤية؟”.

 وأوضح عليلو أنه كان من المقرر أن تنعقد الندوة الثانية خلال هذه المرحلة كذلك خلال شهر أبريل الماضي ولكن بسبب ظروف الجائحة وحالة الطوارئ الصحية التي اعتمدها المغرب في مواجهة تفشي جائحة كورونا فقد ارتأت الحركة سواء على مستوى المنسقية أو على مستوى المكتب التنفيذي تأجيل هذه الندوة إلى حين أن تتبين الظروف والأحوال.

وأضاف منسق مجلس الشورى “لكن يبدو أن الجائحة ستعمر وقد تطول والحديث عن أواخر 2021 أو أن اللقاح لن يكون متوفرا إلا في نهاية 2020 فتقرر أن نعقد الندوة الفكرية لمجلس الشورى يومي السبت والأحد 10 و11 أكتوبر 2020”.

موضوع الندوة “العمل والإسلامي وجائحة كورونا”

وعن سبب اختيار الندوة، يشير الأستاذ محمد عليلو أن موضوع الندوة “العمل الإسلامي وجائحة كورنا” جاء على اعتبار أنه هناك حديث مسهب منذ ظهرت الجائحة عن “ما بعد كورونا؟”، وعلى أن العالم سيشهد تحولات اقتصادية واجتماعية وفكرية وفلسفية.

وأشار عليلو أنه لا شك أن الحركة الإسلامية عموما وحركة التوحيد والإصلاح هي في عمق هذه التحولات، يعني أن الحركة في الأصل تشتغل على الإنسان وإلى جانب الإنسان وقضيتها الأساسية هي الإصلاح وإقامة الدين.

كما أفاد القيادي في حركة التوحيد والإصلاح أن الحركة وجدت نفسها بين عشية وضحاها مضطرة إلى أن تتكيف مع هذا الواقع وتنقل أعمال مباشرة إلى أعمال عن طريق العالم الرقمي سواء كانت ملتقيات تأطيرية أو لقاءات تنظيمية وغير ذلك بالإضافة إلى التحولات التي يشهدها العالم اليوم”.

قضايا للنقاش من داخل الندوة

وعن أبرز القضايا التي ناقشتها الندوة من خلال الأوراق والعروض التي قدمها مجموعة من الباحثين سواء من أعضاء مجلس الشورى أو من غير أعضاء المجلس، يستعرض عليلو جملة من القضايا من بينها ما يتعلق بمآل النيوليبرالية وما يتعلق بالتحولات الاقتصادية والاجتماعية سواء على المستوى الدولي أو على المستوى الاجتماعي وما يتعلق بتأثيرات الجائحة على نظام الأسرة سواء ما يتعلق بالعنف الأسرة أو دور الأسرة على مستوى التعليم خصوصا في ظل الحديث اليوم عن التعليم عن بعد،

بالإضافة إلى ذلك الحديث عن تجديد الخطاب الدعوي وماهية الأولويات التي يجب أن يركز عليها هذا الخطاب، وهل جائحة كورونا ستعيد الاعتبار للدين والتصالح مع الله على مستوى العالم أم أن الأمر غير ذلك تماما؟ والحركة الإسلامية والإعلام الرقمي لأن هذا فرض على الحركة الإسلامية أن تولي لهذا الإعلام أهميته وتتبناه.

مخرجات الندوة

أما عن مخرجات الندوة،  يبين عليلو أنه كما هو معلوم المرحلة التي نعيشها اليوم هي آخر مرحلة ضمن المخطط الاستراتيجي التي اعتمدته الحركة، فالجمع العام المقبل الذي سيكون في 2022 سيكون بداية لمرحلة جديدة والحركة بدأت منذ مدة في نقاش سواء على مستوى مجلس الشورى من خلال الندوة السابقة للمجلس التي ناقشت “حركة التوحيد والإصلاح وأسئلة المستقبل: أية رؤية؟” أو على مستوى اللجنة التي تشتغل على المخطط الاستراتيجي المقبل، حيث تهدف الندوة من الاستفادة على مستوى مخرجاتها من أجل تطوير الحركة وخطابها وأدوات اشتغالها وتحديد معالم حركة إسلامية للمستقبل.

ويضيف منسق مجلس شورى حركة التوحيد والإصلاح أنه “لا شك أن التحولات التي يعرفها العالم والعالم العربي والتحولات المتعلقة لما بعد كورونا ستفرض على الحركة الإسلامية أن تتجدد وتتطور إذا أرادت أن تواكب العصر وأن تستجيب للتحديات ولأسئلة المستقبل”.

الجدير بالذكر أن حركة التوحيد والإصلاح دأبت على فتح ورش المراجعة والنقد الذاتيين وطرح سؤالي التجديد والمستقبل للوقوف على كسبها وعطائها من جهة، ونجاحها وإخفاقها من جهة ثانية، من خلال ندوات فكرية سنوية يعقدها مجلس شورى الحركة أعلى هيئة تقريرية للحركة بعد الجمع العام وذلك لممارسة السؤال ومناقشة الخطاب وتقيم الممارسة، وتقويم الأداء، واستشراف المستقبل.

الإصلاح

أخبار / مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى