منسق مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين في حوار لموقع “الإصلاح” حول مستجدات القضية الفلسطينية

أجرى موقع الإصلاح حوارا مع الأستاذ عبد القادر العلمي منسق مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين، حول مستجدات القضية الفلسطينية وما تعيشه في الآونة الأخيرة من تطورات متسارعة على الأرض، في إطار ما بات يعرف ب”صفقة القرن”.

وكان آخر هذه التطورات توقيع اتفاق التطبيع بين الإمارات والبحرين والكيان الغاصب بواشنطن في 15 شتنبر 2020، وهو ما رفضته جميع القوى الحية داخل فلسطين وخارجه، وانخرطت على إثره في مشاريع نضالية متنوعة، حيث انطلقت في فلسطين فعاليات دعت إليها القيادة الموحدة للمقاومة الشعبية الفلسطينية، وتم إطلاق عريضة “ميثاق فلسطين” والتي تجاوز عدد الموقعين عليها ال5 مليون شخص.

ومن جهتها، تفاعلت حركة التوحيد والإصلاح مع هيئات مدنية أخرى في بلادنا بتنظيم وقفة شعبية بالرباط بتاريخ 18 شتنبر 2020، جددت خلالها موقفها الرافض للاتفاقيات الخيانية والتطبيعية مع الكيان الصهيوني، ودعمها لصمود الشعب الفلسطيني.

وفي هذا الحوار يجيبنا العلمي عن كل ما يشغل الساحة الفلسطينية وتطوراتها الأخيرة في ظل جائحة كورونا، كما سيعطينا لمحة عن برنامج المجموعة النضالي، وما يجب القيام به للتصدي لحملات التطبيع الصهيونية التي تهدد بلادنا ودور الشعوب في هذه المرحلة العصيبة.

وفيما يلي نص الحوار كاملا:

تعرف القضية الفلسطينية في الآونة الأخيرة عددا من التطورات المتسارعة من قبل الاحتلال لم تشهدها من قبل خاصة مع انتشار فيروس كورونا. ما هي في نظركم أسباب هذه التطورات وهل تم استغلال الجائحة بشأنها ؟

التطورات المتسارعة التي تعرفها القضية الفلسطينية تأتي في سياق انكشاف أبعاد المخطط الصهيو_أمريكي في المنطقة الرامي للإجهاز على الحقوق الوطنية الثابتة للشعب الفلسطيني كحقه في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس وحق اللاجئين في المخيمات والشتات في العودة إلى وطنهم وديارهم، وبالتالي يكون الهدف هو تصفية القضية الفلسطينية وتكريس الاحتلال الصهيوني وتوسيع مستوطناته في الأراضي الفلسطينية المحتلة بدعم من (ترامب) بناء على منطق القوة والتحدي وفي تنكر تام لحقوق أصحاب الأرض الشرعيين وتجاوز للمواثيق الدولية والقرارات الأممية.

ومما يساعد الكيان الغاصب على التمادي في سياسته العدوانية وممارساته الإجرامية في حق الشعب الفلسطيني ليس فقط ما يتلقاه من دعم ومشاركة من طرف الإدارة الأمريكية، وإنما كذلك تهلهل الوضع العربي وخيانة بعض حكام العرب للقضية الفلسطينية وتخاذل وخنوع البعض الآخر، وغياب أي مواقف جادة وصارمة في الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني، والتخلي عن المبادرة العربية التي كانت بمثابة حد أدنى بالنسبة للفلسطينيين.

وإذا كانت جائحة (كورونا) التي شغلت العالم في الشهور الأخيرة قد شجعت على تسريع خطوات الاحتلال في المخطط التصفوي، فإنه حتى لو لم تكن الجائحة كان الكيان الغاصب سيسير في الطريق الذي رسمه مع شريكه (ترامب) في إطار تنفيذ ما سمي بصفقة القرن التي رفضها الشعب الفلسطيني بسلطته وكل فصائله ورفضتها الشعوب العربية وأحرار العالم.

 

بعد صفقة القرن، انطلق قطار التطبيع مع الكيان الصهيوني الذي أصبح معلنا اليوم مع دول عربية. كيف تنظرون لهذه الحمى التطبيعية وما أسبابها الحقيقة؟

موجة التطبيع مع الكيان الغاصب بدأت منذ مدة ليست بالقصيرة ولو أن البداية كانت بالتستر، ثم بدأت تنكشف شيئا فشيئا إلى أن وصلت لمرحلة الإعلان الرسمي عنها بالنسبة لحكام الإمارات ثم حكام البحرين والذي هو بمثابة إعلان خيانة هؤلاء الحكام ضدا على إرادة الشعوب وضدا على مصالح الأمة وطعنا في ظهر الشعب الفلسطيني.

والاختراق الصهيوني يتواصل داخل المجتمعات العربية لخلق التناقضات في صفوفها لجر بعض ضعاف النفوس لمنزلق التطبيع في بعض المجالات كخطوة نحو التطبيع الرسمي ونشر الهيمنة الصهيونية على المنطقة.

وإذا كان هناك بعض المهرولين، أفرادا أو “جمعيات”، نحو الأحضان الصهيونية، فإن الشعوب العربية عامة ترفض التطبيع مع الكيان الغاصب المحتل وتساند حق الشعب الفلسطيني في التحرير والعودة، والشعب المغربي بصفة خاصة عبر، بمكوناته المختلفة، في عدة مناسبات عن رفض أي شكل من أشكال التطبيع الذي نعتبره خيانة للشعب الفلسطيني وخيانة لقضية القدس.

 

بصفتكم منسق مجموعة العمل الوطنية لأجل فلسطين. ما هو برنامج المجموعة النضالي الذي سطرته للتصدي لما تتعرض له فلسطين حاليا وخاصة بعد التطبيع الإمارتي – البحريني؟

مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين، سواء في مبادراتها على انفراد أو بشراكة مع الهيئات الوطنية الداعمة للقضية الفلسطينية، أدانت بشدة خيانة حكام الإمارات والبحرين مع فضح الأبعاد الخطيرة لما أقدم عليه المطبعون، وفي إطار العمل على مواصلة والتعبئة واليقظة نقوم بإجراء لقاءات مع قيادات الأحزاب السياسية والمركزيات النقابية والمنظمات الحقوقية والمدنية والفرق البرلمانية لتقاسم المعطيات حول ما يحدث وما يحاك ضد الحقوق الوطنية الثابتة للشعب الفلسطيني وتأكيد الدعم المغربي الدائم للقضية الفلسطينية العادلة وتجديد العزم على المساندة المتواصلة لكفاح الشعب الفلسطيني من أجل تحرير أرضه وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس. كما نتوخى من هذه اللقاءات القيام بمبادرات وتنظيم أنشطة مشتركة لصالح قضية فلسطين التي كان وما يزال الشعب المغربي يعتبرها قضية وطنية. وسنعلن في بلاغات خاصة عن كل الأعمال التي نقوم بها في هذه المرحلة.

وتنظم مجموعة العمل ندوات ومهرجانات على الصعيدين الوطني والعربي في إطار المواجهة الشاملة لما يسمى صفقة القرن والمخطط التصفوي للقضية الفلسطينية، وتصدر بيانات إعلامية لدعم وحدة الصف الفلسطيني وفضح التطبيع والتنديد به والتنبيه لخطورته.

 

في نظركم، هل مازالت الشعوب على عهدها مع القضية بعد نضالها الطويل إلى جانب الشعب الفلسطيني؟ وما هي الأساليب الممكنة اليوم لفضح للتطبيع في بلادنا والتصدي له؟

الشعب المغربي كما هو الحال بالنسبة للشعوب العربية عامة كان وما زال مع الشعب الفلسطيني في كفاحه العادل من أجل استعادة حقوقه الوطنية المغصوبة، غير أن التعبير الحماسي عن هذا الموقف بدأ يعرف تراجعا وخفوتا في السنوات الأخيرة ويرجع ذلك لعدة أسباب منها الانشغال بالمشاكل الاقتصادية والاجتماعية المتراكمة، وانسداد الآفاق أمام الشباب، يضاف إلى ذلك تراجع التأطير السياسي الذي كانت تضطلع به الأحزاب الوطنية وطغيان التفاهة والرداءة والتجهيل في كثير من البرامج الإعلامية، فضلا عن الدور الذي تقوم به كمشة من المأجورين والمغرضين في التغليط والتشكيك في عدد من الثوابت الوطنية بما في ذلك القضية الفلسطينية مما يجعل مسؤولية القوى الحية في البلاد أكثر جسامة في مجال التوعية وتوضيح الحقائق والتعبئة والتمسك بمبادئ التحرر والعدل والإنصاف والقيم الإنسانية التي تؤدي للانخراط التلقائي في مناصرة الشعب الفلسطيني في قضيته العادلة.

وفيما يرجع لفضح التطبيع والتصدي له فإن المرصد المغربي لمناهضة التطبيع يضطلع بدور هام في هذا المجال إلى جانب مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين حيث يتم كشف حالات التطبيع والعناصر المطبعة تحت غطاءات ثقافية أو رياضية أو غيرها مع التنبيه المتواصل لخطورة وعواقب الاختراق الصهيوني للمجتمع المغربي، ومن أخطر الحالات التطبيعية التي تم الكشف عنها من طرف المرصد والمجموعة ما يسمى “معهد ألفا” الذي كان يدرب الشباب على حمل السلاح على أرض المغرب بتأطير إسرائيلي صهيوني، وسبق للمرصد والمجموعة أن أعدا مقترح قانون بتجريم التطبيع صادقت عليه أربع فرق برلمانية بمجلس النواب. وهناك بعض الهيئات وعدد من المنابر تساهم في كشف حالات من التطبيع والتنديد بالاستهداف الصهيوني لبلادنا.

 

كيف يمكننا تثقيف جيل اليوم بخصوص القضية الفلسطينية في ظل ما أصبحت تتلقاه من طعنات من حكام دول عربية اعترفت علانية بالكيان الغاصب؟

إذا كان بعض الحكام العرب قد انحدروا في منزلق الخيانة للقضية الفلسطينية باعتبارها القضية المركزية لأمتنا وهرولتهم نحو أحضان الصهيونية فإن مسؤولية كل من يؤمنون بالحق والعدل تتزايد ليس فقط في مجال التنديد بالخيانة وإنما أيضا بمواجهة حملات التغليط أيا كان مصدرها والمساهمة في إيقاظ الضمائر والتعبئة الوطنية من أجل الثبات على مناصرة الحق والعدل ودعم الشعب الفلسطيني في مقاومته المشروعة للاحتلال الصهيوني المتورط في جرائم الحرب وجرائم الإبادة الجماعية وجرائم ضد الإنسانية، كما أنه يمثل أفظع وآخر نظام للفصل العنصري في العالم.

ولابد للمدرسة الوطنية أن تضطلع بدورها في تلقين الناشئة الحقائق التاريخية لفلسطين وللتآمر الاستعماري ضد أمتنا العربية والإسلامية وإشباع الأجيال بقيم التحرر والعدل وبحتمية أفول قوى الشر والطغيان والفساد، وأن العدوان واحتلال أرض الغير لا يصبح مشروعا مع الزمن فقط لكونه مدعوما بقوى الطغيان الدولي وأن مآله الزوال طال الزمن أو قصر.

ولا يخف طبعا في مجال التوعية والتكوين دور الأحزاب السياسية والجمعيات التربوية والثقافية ووسائل الإعلام المختلفة، ويبقى دور مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين مركزيا في التحسيس والتعبئة والسهر على استمرارية الإجماع الوطني في الدفاع عن القضية الفلسطينية وتعبير الشعب المغربي دائما بصوت واحد عن دعمه المتواصل لحق الشعب الفلسطيني في مقاومة الاحتلال الغاصب وتحرير أرضه وإقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني وعاصمتها الأبدية القدس.

س.ز/ الإصلاح

 

أخبار / مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى