البقالي: المجتمع المدني مطالب بالتكتل من أجل سياسات عمومية مندمجة لاحتياجات الأسرة تحمي تماسكها وتسيج قيمها

أكدت الأستاذة عزيزة البقالي رئيسة منتدى الزهراء للمرأة المغربية، أن من بين أهداف المنتدى هي الأسرة باعتباره جمعية نسائية حقوقية أخذت على عاتقها الاشتغال بتركيز على كل القضايا المتعلقة بالمرأة من أجل أن تحصل على حقوقها المشروعة كشريكة أساسية في بناء مؤسسة الأسرة، بل إن الهدف المركزي لمنتدى الزهراء يتمثل في قيامه إلى جانب مختلف الفاعلين في النهوض بمؤسسة الأسرة والحفاظ على حقوقها وحمايتها ودعم تماسكها، ومن هنا جاء انخراطه في هذه الحملة المهمة والتي تعكس هذه الانتقائية لمختلف الفاعلين من مختلف التخصصات على خدمة قضايا الأسرة انطلاقا من كون الأسرة بهذه الأهمية وهذا العمق، تحتاج إلى أن يشترك الجميع لخدمتها لأنها مسؤولية المجتمع والدولة كذلك، ولذلك كان من أهداف منتدى الزهراء وينبغي أن تكون من أهداف الفاعلين في إطار الأسرة، التوجه في اتجاه خدمة المجتمع وكل قضاياه انطلاقا من بوابة الأسرة وكذلك الترافع لدى الدولة ولدى الحكومات لكي تعتمد سياسات وبرامج خادمة ومستجيبة تأخذ بعين الاعتبار هذا المكون الحيوي.

وأضافت البقالي في كلمتها في الندوة الافتتاحية للحملة الوطنية “أسرنا مسؤوليتنا”، أن حضور المنتدى في هذا اللقاء هو تأكيد من جديد على ضرورة إعادة الاعتبار لهذه المؤسسة ومكانتها في النسيج الاجتماعي والتعبئة لأجل النهوض بحقوقها وحماية نظامها وتفعيل أدوارها وإعادة الاعتبار لوظيفتي الأمومة والأبوة وتقوية أواصر علاقات الرحم والقرابة، وكذلك دعم وتطوير جهود الفاعلين لتحسين وضعية الأسرة وتحصينها وتقوية مناعتها تجاه التحديات المعاصرة من عولمة جارحة ومن تحولات اجتماعية وقيمية عميقة.

وأشارت البقالي أن المجتمع المدني اليوم في خدمة قضايا الأسرة لا بد أن يتعاون من أجل إيجاد الحلول المسعفة للمجتمع، والفضاءات الداعمة لقدرات المجتمع وقدرات أبناءه وبناته لإعادة الاعتبار لهذه المؤسسة بتوفير كل الوسائل والفضاءات المؤهلة للوعي والمساهمة في التربية والحصول على الثقافة الأسرية السليمة وتنقيتها من كل الشوائب وتحقيق التكتل المجتمعي في اتجاه حماية الأسرة وتعزيز العمل من أجل الأسرة، مضيفة أن هذا التكتل لا ينبغي أن يبقى وطنيا وإنما يكون عالميا لأننا بحاجة الى مناصرين للأسرة تتظافر جهودهم عبر العالم لكي نكون حاضرين في كل المواثيق والقوانين الكونية التي أصبحت اليوم تفرض نفسها على الدول وتنفذ إلى قوانينها وتغير الكثير من قيمها، وهو ما يحتاج لتقوية الجهد المدني اتجاه خدمة قضايا المجتمع وإعطاء بدائل وحلول لهذا المجتمع في إطار مواكبة الإشكالات التي تعرفها الأسرة، وقد ساهم منتدى الزهراء من جهته إلى جانب الفاعلين في هذا السياق بتأسيس مراكز للإرشاد الأسري وتقديم الخدمات للأسرة بكل مكوناتها، والاشتغال في الوساطة الأسرية والتأهيل للزواج والتشجيع عليه، ومشاريع لمساندة الأسرة ومواكبتها لحل المشاكل من خلال مشاريع لتنمية القدرات المالية للأسرة لتجاوز الأزمات الاقتصادية.

إقرأ أيضا: لشهب: خصوصية المدخل الثقافي تتمثل في كونه مدخل لتمليك القيم التي تسيج وتحمي الأسرة

ودعت رئيسة منتدى الزهراء إلى أهمية الاشتغال بمنطق الفريق وبمنطق التكامل في اتجاه المجتمع بالإنصات الى قضاياه الجوهرية والحقيقية وإبداع حلول مسعفة ومجيبة للاحتياجات مع احترام خصوصياتنا ومرجعيتنا، وبالاجتهاد انطلاقا من هذا الإطار المرجعي الذي يمكن في إطاره أن نجد الاجتهادات المريحة لكي نبقى منسجمين مع هويتنا وقيمنا ونعيش عصرنا والتحولات التي يعرفها هذا المجال، وهو ما يتطلب منا معرفة مسؤولياتنا تجاه المجتمع كمجتمع مدني وكذلك الوقوف على الأدوار التي تقوم بها الدولة، والترافع لكي تقوم هذه الدولة وبرامجها ومخططاتها بإسعاف هذه المؤسسة على اعتبار الدستور اليوم في فصله 32 يؤكد على هذه المسؤولية وينص عليها صراحة، لكي تكون لنا سياسات عمومية مندمجة لاحتياجات الأسرة ترسخ حمايتها، وتحمي تماسكها وتسيج قيمها، بالتأهيل والتكوين والانفتاح والإنتاج المواكب للعصر والمراعي في نفس الوقت للخصوصية، مؤكدة على  سياسات التعليم والإعلام ودعم الأسرة وتطوير قدراتها لاستيعاب إشكالاتها والتي هي مسؤولية الدولة من جهة، ومسؤولية المجتمع المدني الذي عليه أن يكون حريصا مترافعا عن هذه القضايا في إطار الشمولية المطلوبة، فالدفاع عن حقوق الأسرة والوصول الى أسر متماسكة ومتضامنة ومتعاونة سيحل الكثير من الإشكالات الفئوية.

وختمت البقالي كلمتها بالتأكيد على أن ما يطمح إليه المنتدى من خلال هذه الحملة ومن خلال الحراك الذي يمكن أن تخلقه، أن يكون هناك مزيد من التكتل ومزيد من الانتقائية ومزيد من تقوية جبهة المدافعين عن الأسرة ، بحيث تمتد جسور التعاون والتنسيق والتكتل إلى كل الشرفاء وكل المناضلين والمناضلات الذين تهمهم هذه المؤسسة ويهمهم استقرارها ويهمهم استمرارها وتهمهم أن تكون النهضة والاقلاع المجتمعي لمغربنا الحبيب انطلاقا من هذه الزاوية المهمة، وانطلاقا من كل القيم الأصيلة التي نملكها كمغاربة بالانفتاح على كل التجارب الدولية والممارسات الفضلى.

يذكر أن حركة التوحيد والإصلاح أطلقت عبر ندوة افتتاحية الحملة الوطنية “أسرنا مسؤوليتنا”، وذلك مساء السبت 6 مارس 2021 عبر تطبيقي زووم والفيسبوك، أطرها كل من: المهندس عبد الرحيم شيخي؛ ونائبته الدكتورة حنان الإدريسي، والدكتور محمد لبراهمي، بمشاركة الهيئات الشريكة للحركة في الحملة وهم : بيت الثقافة، جمعية مغرب الفن، منتدى الزهراء للمرأة المغربية، قسم العمل المدني المركزي، وقسم الإعلام المركزي.

الإصلاح

أخبار / مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى