باحثون يحذرون من استهداف اللغة العربية ويدعون إلى رد الاعتبار لها في القطاعات الحيوية

خلال ملتقى جهوي للغة العربية نظمته المنسقية الجهوية للائتلاف الوطني من أجل اللغة العربية بالشرق، نهاية الأسبوع الماضي على مدى يومين، وهو الثالث من نوعه تحت تحت شعار: “اللغة العربية والمجتمع المدني.. الواقع والمأمول”، دورة الراحل “عبد المجيد بنمسعود” رحمه الله، ناقش عددا من المحاور وشهد جلسات علمية مختلفة شارك فيها مثقفون وأساتذة وطلبة باحثون من مختلف الجامعات المغربية.

وتناولت مداخلات الملتقى عدة محاور نذكر منها: “اللغة العربية والمجتمع المدني: مقاربة نظرية تأسيسية، واقع اللغة العربية في القطاعات الحيوية بالمغرب”، “محطات تاريخية في مسألتي العربية والترافع عنها بالمغرب”، “مؤسسات وأعلام في خدمة العربية والدفاع عنها”. ليختتم الملتقى بقراءة التوصيات والبيان الختامي.
وأشارت المنسقية الجهوية للائتلاف الوطني من أجل اللغة العربية بجهة الشرق في بيانها الختامي إلى أنها آمنت منذ تأسيسها بالعلاقة الوثقى بين اللغة والمجتمع، وبأن اللغة هي عنوان وجود المجتمع، والدّفاع عن اللغة هو دفاع بالضرورة عن المجتمع، وعن هويته ووجوده، دفاع عن ذاكرته الجمعية وعن قيمه المتعددة، كما آمنت منذ انطلاقها بالدور الطلائعي للمجتمع أفرادا وهيئات ومؤسسات في الدفاع عن المشترك الجمعي للمجتمع المغربي وعن الهوية اللغوية الوطنية.

الملتقى الذي انعقد مع جمعية النبراس للثقافة والتنمية بوجدة كضيف شرف، نبه إلى أن اللغة العربية تواجه تحديات مختلفة، في التأليف والتعليم والإدارة والإعلام، وتعرف مُزاحمةً من طرف دعاة الدارجة والمدّ الفرنكفوني، وَيَنْبَغِي تكثيفُ الجهودِ لردّ الاعتبار والتمكينِ لها في مُختلِفِ هذه القطاعات الحيوية.
وشدد البيان الختامي للملتقى على أن مسألةُ اللغة مسألة الأمة والمجتمع المدني بكلّ أطرافه ومؤسّساته المختلفة، وهي لغة الجميع واستهدافها استهداف للمجتمع ولهويته وقيمه المتعددة، ولغة التماسك والتلاحم والوحدة المجتمعية.

وأشارت منسقية الائتلاف بجهة الشرق إلى أن النهضة الحقيقية لا تتم إلا بلسان الوطن والمجتمع، وأن واقع اللغة العربية يدعو إلى انخراط المجتمع المدني والتفكير في سبل التنسيق بين مختلف هيئاته ومؤسساته في الدّفاع عن اللغة العربية والنهوض بها توعية واقتراحا وترافعا.
ودعت المنسقية في بيانها الختامي إلى الرقي بالدّور الهام للمجتمع المدني في الدفاع عن اللغة العربية والتمكين لها في ظل ما أصبح يتمتع به المجتمع في الدستور الجديد بوصفه قوة اقتراحية، والدور الطلائعي من خلال مؤسساته المختلفة في الدفاع عن المشترك الجمعي للمجتمع المغربي وعن الهوية اللغوية الوطنية. وإعادة الاعتبار للمجتمع المدني نظرا لما يلعبه من دور ثابت ودور مركزي في صنع القرار اللغوي.
ونوه البيان الختامي إلى أنّ اللغة العربية إذا تبوأت المكانة اللائقة بها في المجتمع بجميعِ مؤسساته ومَرافِقهِ وهيئاته المختلفة، أمكن لها أن تؤكّد دَورَهَا الكامل في الحياة العامة لتصبح لغة الحياة داخل المجتمع أفرادا وهيئات ومؤسسات.

الإصلاح

أخبار / مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى