مجلس المنافسة يرصد وضعية سوق الكتاب المدرسي بالمغرب
قال مجلس المنافسة إن رقم معاملات سوق الكتب المدرسية في المغرب “بلغ حوالي 400 مليون درهم سنويا، مع العلم أن 40 إلى 50 في المائة من الكتب تطبع في الخارج”.
وأوضح التقرير السنوي لمجلس المنافسة أن نظام الدعوة إلى المنافسة، المعطل منذ 2008، أتاح لبعض دور النشر الحفاظ على وضع مهيمن في السوق بالرغم من التفكك الظاهر للسوق.
وأشار التقرير إلى أن سوق الكتاب المدرسي تؤطره نصوص تنظيمية كثيرة تشرف عليها وزارة التربية الوطنية، بحيث تميز الكتب “الرسمية” الموجهة إلى القطاع العمومي والكتب “الموازية” الموجهة إلى التعليم الخصوصي.
السيادة الوطنية
واقترح المجلس أن تتحمل الدولة مسؤولية إنتاج الكتب المدرسية، معتبرا ذلك عملا يندرج ضمن السيادة الوطنية، داعيا إلى إشراك كافة الأطراف المعنية في مراجعة لبرامج المدرسية، بمن فيهم المدرسون والناشرون.
وطالب التقرير بإعادة النظر في آليات تمويل الكتاب المدرسي، ومكافحة هدر الموارد، مقترحا التحديث المستمر للكتاب المدرسي بغية ملاءمته مع التكنولوجيات الجديدة، علاوة على اعتماد إطار قانوني جديد لتوضيح المسؤوليات الموكولة للطراف الفاعلة.
و لاحظ رأي المجلس حول “سير المنافسة في سوق الكتاب المدرسي” أن أصحاب المطابع لا يتوفرون على قدرات كافية للطبع لتلبية الطلب القوي المتزامن مع الدخول المدرسي، موضحا أن مؤلفـي الكتاب المدرسي المشكلين أساسا من المفتشن والأساتذة التابعين لوزارة التعليـم (المزاولين أو المتقاعدين).
غلاء الكتاب الموازي
وسجل المجلس تجاوز سعر الكتاب المدرسي الموازي الذي تقرره المؤسسات الخصوصية سعر الكتاب المدرسي 10 مرات أو أكثر، موضحا أن سوق الكتاب المدرسي تفتقر للدينامية منذ تعليق الدعوات إلى المنافسة سنة 2008.
وأضاف المجلس أن سوق الكتاب المدرسي مفككة ظاهريا ومركزة بشدة من الناحية الاقتصادية، قائلا “لا تتوفر دار النشر الرائدة سوى على حصة تبلغ حوالي 11 في المائة، في حين تمتلك الغالبية العظمى من دور النشر حصصا تقل عن 3 في المائة.
وأوصى مجلس المنافسة بإجراء مراجعة جذرية للنموذج الاقتصادي الذي يقوم عليه سوق الكتاب المدرسي من خلال إدماجه كعنصر محوري في السياسات العمومية لإصلاح التعليم، وإجراء مراجعة معمقة للأدوار والمهام المنوطة بالوزارة المكلفة بالتربية الوطنية.
وطالب المجلس بمراجعة آليات تخصيص الموارد المالية العمومية وشبه العمومية الموجهة للكتاب المدرسي وإعادة توجيهها بصورة ملحوظة، مع بلورة سياسة عمومية تروم تحديث الكتاب المدرسي عبر تأهيله باستمرار لمسايرة عالم التكنولوجيات الجديدة للإعلام والتواصل.
موقع الإصلاح