تقرير يربط بين غياب المؤسسات الديمقراطية وارتفاع الجريمة بإفريقيا
توصَّل مؤشر “إناكت” للجريمة المنظمة لإفريقيا لعام 2023 إلى وجود علاقة صريحة بين الصراع المسلح وغياب المؤسسات الديمقراطية وبين ارتفاع معدلات الجريمة المنظمة.
وكشف التقرير الذي أعدته المبادرة العالمية لمكافحة الجريمة المنظمة العابرة للحدود الوطنية بتمويل من الاتحاد الأوروبي، وصدر في أواخر نونبر، أن الأسواق الإجرامية، كالاتجار بالبشر والاتجار بالأسلحة، انتشرت في أرجاء القارة في الخمس سنوات الماضية.
وحسب مواقع إعلامية، توصَّل التقرير إلى أن القارة لا تزال تتمتع بأدنى مستويات القدرة على مواجهة الجريمة على مستوى العالم ولئن ارتفعت قليلا في مواجهتها بين عامي 2021 و2023.
ووجد التقرير أن الصراع الدائر في محافظة كابو ديلجادو بموزمبيق، على سبيل المثال، ”خلق أرضاً خصبة لتوسع عدة اقتصادات غير مشروعة، مثل تجارة المخدرات“. ويعد الاتجار بالبشر السوق الإجرامية الأكثر انتشاراً في القارة، ولا يزال ينتشر ويتوسع كلما احتدم الصراع.
وكشفت معلومات مشروع بيانات مواقع وأحداث النزاعات المسلحة المستخدمة في التقرير أن بعض البلدان التي سجلت أعلى معدلات الجريمة، مثل جمهورية الكونغو الديمقراطية وكينيا وليبيا ونيجيريا، لم تسلم من الصراع في عام 2022.
وشهدت كينيا ارتفاع أعمال العنف حول الانتخابات في عام 2022 ونيجيريا في عام 2023. وكشف المشروع أنهما شهدا أيضاً أكبر عدد من أحداث العنف التي استهدفت المدنيين، كالتمرد المسلح وحرب العصابات وقطاع الطرق وأعمال الشغب.
وكشفت نتائج وحدة الإيكونوميست للاستخبارات لعام 2022 ومؤشر إناكت الجديد أن الدول الديمقراطية مثل بوتسوانا والرأس الأخضر وموريشيوس أقدر على مواجهة الجريمة من الدول الاستبدادية.
وتوصل تقرير “إناكت” إلى أن الجرائم المالية، كالاحتيال والتهرب الضريبي والاختلاس وإساءة استخدام الأموال العامة، كانت ثاني أكبر سوق إجرامية. وقد تحسنت مستويات القدرة على مواجهة الجريمة في وسط إفريقيا وغرب إفريقيا بين عامي 2021 و2023، ويرجع ذلك بالدرجة الأولى إلى زيادة التعاون الدولي للتصدي لنمو الأسواق غير المشروعة.
وانخفضت قدرة دول جنوب إفريقيا هذا العام بسبب تراجع القدرات الاقتصادية والقدرات التنظيمية لمكافحة غسل الأموال. كما اهتزت قدرة شرق إفريقيا قليلا بين عامي 2021 و2023، ويرجع ذلك في الغالب إلى استمرار عدم الاستقرار. وكانت بلدان مثل إريتريا والصومال وجنوب السودان من بين الدول الأقل قدرة على مواجهة الجريمة في القارة.
مواقع إعلامية