متخصصون يسلطون الضوء على تاريخ حي المغاربة في القدس
سلط متخصصون في التاريخ أمس الأربعاء 04 يناير 2023 بالرباط، الضوء على تاريخ حي المغاربة في مدينة القدس خلال لقاء نظمته مؤسسة عبد الرحيم بوعبيد بتعاون مع وزارة الشباب والثقافة والتواصل.
وذكر المؤرخ الفرنسي فانسون لومير، أن حي المغاربة بالمدينة المقدسة، الذي تم بناؤه قبل ثمانية قرون، تأسس على يد صلاح الدين الأيوبي وابنه سنة 1187، مبرزا أن هذا الحي كان مخصصا لاستقبال الحجاج المغاربة في طريقهم إلى مكة.
واستنادا إلى أرشيفات محلية وعثمانية وفرنسية، كشف مدير مركز الأبحاث الفرنسي في القدس أن هذا الحي الذي يقع إلى الجنوب الغربي من ساحة المسجد الاقصى، كان يحتضن الزوايا والمساجد، مضيفا أن سكانه وبحسب الأرشيفات، شغلوا مناصب مهمة جدا في القدس كقضاة كبار ورؤساء محكمة القدس ورجال قانون.
وأضاف لومير، أن “هذا الحي كان بالتأكيد (مغربا مصغرا) في القدس لكنه كان مندمجا بشكل جيد في المجتمع”، ولم يكن بأي حال من الأحوال ”حيا هامشيا”، مضيفا أن تدمير الحي الذي كان يقطنه 800 شخص بعد حرب الأيام الستة عام 1967 “كان صدمة لسكان المدينة بالنظر إلى أنه تم في ليلة واحدة”.
من جهته، قال المؤرخ الفلسطيني والأستاذ بجامعة بيرزيت، نظمي الجعبة إنه كان يقطن على بعد أمتار من حي المغاربة بالقدس، الذي كان يضم أزيد من 200 عمارة سكنية، وهو ما جعله يقدم لمحة عن تاريخ الحي استنادا إلى العديد من ذكريات الطفولة.
وأبرز صاحب كتاب “حارة اليهود وحارة المغاربة في القدس القديمة: التاريخ والمصير ما بين التدمير والتهويد” أنه حاول من خلال أبحاثه إحياء ذاكرة هذا الحي الغني بالثقافة المغاربية، مضيفا أن أعماله استندت إلى العديد من الأرشيفات، ولاسيما أرشيف محكمة الشريعة بالقدس.
وكشف الجعبة أنه سيشتغل قريبا على إحداث نموذج ثلاثي الأبعاد لحي المغاربة بالقدس، وذلك قصد تمكين الأجيال المقبلة من اكتشافه والحفاظ عليه في الذاكرة.
و م ع (بتصرف)