قطر تستنكر تهديدات نتنياهو بانتهاك سيادتها مستقبلا وتدعو لمحاسبته

استنكرت قطر مساء أمس الأربعاء بأشد العبارات التصريحات المتهورة التي أدلى بها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، و تضمنت “تهديدات صريحة بانتهاكات مستقبلية لسيادة الدولة”.

وقالت إنها “ستعمل مع شركائها لضمان محاسبة نتنياهو ووقف ممارساته المتهورة وغير المسؤولة”. جاء ذلك في بيان للخارجية القطرية، تعقيبا على تهديد نتنياهو، مساء الأربعاء، لقطر والدول التي تستضيف قادة من حركة “حماس”، داعيا إياهم إلى طردهم “أو ستفعل إسرائيل ذلك”.

وفي كلمة مصورة ألقاها باللغة بالإنجليزية، هدد نتنياهو: “أقول لقطر وجميع الدول التي تؤوي (وفق زعمه) إرهابيين: إما أن ترحلوهم أو تقدموهم للعدالة، أو سنفعل نحن ذلك” حسب تعبيره.

وفي خطابه، حاول نتنياهو تبرير الهجوم على وفد حماس في الدوحة، بالزعم خلال كلمته أن الكيان الإسرائيلي “لا تختلف عن أمريكا التي طاردت الإرهابيين بعد أحداث 11 سبتمبر”.

وشبّه نتنياهو تحرك الكيان بعمليات الولايات المتحدة ضد تنظيم القاعدة زاعما: “فعلنا بالضبط ما فعلته أمريكا بعد أحداث 11 سبتمبر، عندما لاحقت الإرهابيين في أفغانستان، وعندما قتلت (الزعيم السابق لتنظيم القاعدة) أسامة بن لادن في باكستان (في مايو 2011)”.

وردا على ذلك، قالت الخارجية القطرية إن بلادها “تستنكر وبأشد العبارات التصريحات المتهورة التي أدلى بها نتنياهو بشأن استضافة دولة قطر لمكتب حركة حماس، وما تضمنته من محاولة مشينة لتبرير الهجوم الجبان الذي استهدف الأراضي القطرية، إضافة إلى التهديدات الصريحة بانتهاكات مستقبلية لسيادة الدولة”.

وأوضحت الوزارة إلى أن “المقارنة المغلوطة مع ملاحقة تنظيم القاعدة بعد الأحداث الإرهابية في 11 سبتمبر (أيلول 2001)، هي محاولة بائسة جديدة لتبرير ممارساته الغادرة، إذ لم يكن هناك وساطة دولية يشارك فيها وفد تفاوضي من تنظيم القاعدة تتعامل معها الولايات المتحدة بدعم دولي في سبيل إحلال السلام بالمنطقة”.

وأكدت أن “استضافة مكتب حماس تمت في إطار جهود الوساطة التي طُلبت من دولة قطر من قبل الولايات المتحدة وإسرائيل”.

وأضافت أن “نتنياهو يدرك تماما أن لهذا المكتب دورا محوريا في إنجاح العديد من عمليات التبادل والتهدئة التي حظيت بتقدير المجتمع الدولي، وأسهمت في التخفيف من معاناة المدنيين الفلسطينيين والأسرى الإسرائيليين الذين يواجهون ظروفاً إنسانية مأساوية منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول 2023)”.

وشددت الخاجرية القطرية على أن “المفاوضات كانت تُعقد بشكل رسمي وعلني، وبدعم دولي، وبمشاركة وفود أمريكية وإسرائيلية، وأن محاولة نتنياهو الإيحاء بأن قطر كانت تؤوي وفد حماس سراً لا تُفهم إلا كمسعى يائس لتبرير جريمة أدانها العالم أجمع”.

وقالت الخارجية القطرية، إن مثل هذه التصريحات “لا تستغرب عن شخص يعتمد على خطاب متطرف لحشد الأصوات الانتخابية، ومطلوب للعدالة الدولية ويواجه عقوبات متزايدة يومياً، ما يعمّق من عزلته على الساحة العالمية”.

وأضافت أن التضامن الدولي الواسع مع دولة قطر يكشف أن التهديدات الرعناء الموجهة ضد سيادة الدول مرفوضة جملة وتفصيلا، مشددة على أن “دولة قطر، على الرغم من محاولات نتنياهو للنيل من مصداقيتها وجهودها، ماضية في القيام بدورها كشريك دولي موثوق ونزيه من أجل ترسيخ الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم”.

وأكدت الوزارة أن قطر “ستتخذ كافة التدابير اللازمة للدفاع عن سيادتها وأراضيها، ولن تدخر جهداً في مواجهة أي مساعٍ للمساس بمكانتها ودورها، كما ستعمل مع شركائها لضمان محاسبة نتنياهو ووقف ممارساته المتهورة وغير المسؤولة”.

ودعت “المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته عبر رفض خطاب نتنياهو التحريضي والإسلاموفوبي، ووضع حد لمحاولات التضليل السياسي التي تقوض جهود الوساطة وتعطل مساعي تحقيق السلام”.

وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي أعلن الثلاثاء الماضي أنه شن هجوما جويا على قيادة حركة حماس بالدوحة، دون أن يتطرق إلى نتيجته حتى اللحظة. وأدانت قطر الهجوم وأكدت احتفاظها بحق الرد على هذا العدوان الذي قتل عنصرا من قوى الأمن الداخلي.

وكالة الأناضول

أخبار / مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى