187 هيئة عربية ودولية يدعون لحماية الشعب الفلسطيني وإنهاء الحصار على غزة

استنكرت 187 هيئة ومؤسسة وائتلافات عربية ودولية، جرائم الحرب التي يرتكبها جيش دولة الاحتلال والفصل العنصري بحق المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة، من عمليات قتل وقصف وتدمير للمنازل والابراج السكنية والمؤسسات المدنية ومنع دخول الوقود والسلع، وقطع الكهرباء عن قطاع غزة. يأتي ذلك في ظل استمرار الحصار المفروض على القطاع منذ أكثر من ستة عشر عاما.

وأكد بيان حمل توقيع جميع الهيئات والائتلافات أن الهجمات المستمرة غير المتكافئة للاحتلال “الإسرائيلي” ضد المدنيين المحميين في قطاع غزة تشكل جريمة حرب، محملة الاحتلال “الإسرائيلي”، بصفته القوة المحتلة، مسؤولية قانونية لضمان حماية أرواح وحيوات المدنيين الفلسطينيين المحميين في أوقات الحرب.

وأشار البيان -الذي وقعت عليه أيضا هيئات حقوقية مغربية من بينها منتدى الكرامة لحقوق الإنسان-  إلى أن الهجمات التي شنتها قوات دولة الاحتلال والفصل العنصري خلال يومين فقط، أودت بحياة أكثر من 800 فلسطينيا في قطاع غزة (بما في ذلك القضاء على أكثر من 10  أسر بأكملها وحياة أكثر من 140 طفلا واكثر من 100 امرأة)، وقد أعرب المجتمع الدولي باستمرار عن إدانته لانتهاكات الاحتلال لحقوق الإنسان الأساسية للفلسطينيين. ومع ذلك، تستمر حكومة الاحتلال في التوسع دون رادع، ودون التعرض لأي عواقب.

وأوضحت الهيئات والائتلافات الموقعة، أن الحصار الطويل الأمد المفروض على غزة تسبب في أزمات إنسانية حادة، كما جعل الفلسطينيين في غزة يعانون من ظروف قاسية، مما زاد من تصميمهم على السعي لتحقيق الحرية والعدالة وكسر الحصار، وقد أدت الهجمات الأخيرة التي شنها الاحتلال إلى التهجير القسري لعشرات الآلاف من المواطنين الفلسطينيين في غزة، مما دفعهم إلى النزوح الداخلي في مدارس الأونروا.

وبينت الهيئات المشار إليها، أن الاحتلال نفذ قرارا بقطع التيار الكهربائي عن قطاع غزة، مما تسبب في آثار مؤلمة على مرافق الرعاية الصحية. فالبنية التحتية للرعاية الصحية في غزة والمنهكة أصلا، بسبب الحصار، أصبحت مثقلة بشكل أكبر، مما يشكل تهديدا أكبر لحياة عدد لا يحصى من الأرواح، كما أن استهداف قوات الاحتلال  لسيارات الإسعاف والمستشفيات يشكل انتهاكا للقانون الدولي، ويتسبب في عواقب صحية خطيرة، إذ تواجه غزة، التي تفتقر إلى موارد الرعاية الصحية الأساسية للاستجابة بفعالية لمثل هذه الأزمات، المزيد من العواقب الإنسانية.

ونبه البيان إلى أن إغلاق الاحتلال للضفة الغربية، بما في ذلك إغلاق المعبر الحدودي الدولي الوحيد بين الضفة الغربية والأردن، وإغلاق مختلف الحواجز غير القانونية في الضفة الغربية المحتلة، وبالتالي عزل مدن وقرى بأكملها عن بقية المجتمعات الفلسطينية في الضفة الغربية المحتلة، هو مثال آخر على الانتهاكات الممنهجة لحقوق الفلسطينيين في التنقل والحرية. وعلى العكس من ذلك، يمنح المستوطنون غير الشرعيين في الضفة الغربية حرية التنقل والسفر، مما يشير إلى تطبيق نظام الفصل العنصري ذي المستويين القانونيين من قبل الكيان المحتل.

ولفت البيان إلى أن هجمات الاحتلال “الإسرائيلي” على الأماكن المقدسة في القدس مصدرا آخر للاستفزاز، حيث تتم رعاية هذه الهجمات وقيادتها من قبل العناصر الأكثر تطرفا في حكومة الاحتلال، ولذا من المهم وقف هذه الهجمات بأسرع وقت.

وطالب البيان بشكل عاجل من المجتمع الدولي والأمم المتحدة اتخاذ إجراءات فورية وفعالة لممارسة ضغوط كبيرة على الاحتلال “الإسرائيلي” لوقف أعماله الهجومية على غزة، وإنهاء التهجير القسري للسكان في الضفة الغربية المحتلة. كما نطالب بحماية أرواح المدنيين، ومنع وقوع المزيد من الخسائر في الأرواح، وتقديم المساعدة الإنسانية العاجلة لمعالجة عواقب العدوان المستمر، وتفاقم الأزمة الإنسانية في غزة.

ودعا البيان المجتمع الدولي إلى حماية المدنيين والضغط على دولة الاحتلال والفصل العنصري للامتثال للقانون الدولي المنصوص عليه في اتفاقيات جنيف، وخاصة اتفاقية جنيف الرابعة التي تركز على حماية المدنيين أثناء النزاعات والاحتلال. وبالإضافة إلى ذلك، نشدد على ضرورة الوقف الفوري للهجمات المنظمة على الأماكن المقدسة وإطلاق سراح كافة الأسرى الفلسطنيين وتسليم جثامين الشهداء الفلسطينيين لذويهم.

واعتبر البيان الدعم الصريح وغير المشروط الذي يقدمه المسؤولون الأمريكيون والأوروبيون للاحتلال الإسرائيلي، وتجاهل محنة الشعب الفلسطيني، مشاركة في الانتهاكات “الإسرائيلية” لحقوق الإنسان والجرائم ضد الإنسانية، بما في ذلك جريمة الفصل العنصري. إنّنا ندين تواطؤ بعض الدول مع الكيان المحتلّ بدعوى حقّ الدفاع عن النفس ونسجّل فشل المجتمع الدولي في محاسبة الاحتلال “الإسرائيلي” على جرائمه وإفلاته من العقاب ونعتبره السبب فيما اصبحت عليه  الحالة الراهنة.

وفي هذا السياق، أكد البيان ذاته على حقّ الفلسطينيين في مقاومة الاحتلال  والتصدّي لاعتداءاته وانتهاكه لحقوق الوطنيّة الفلسطينية، ومن واجب الشعوب والضمائر الحية في جميع أنحاء العالم تكثيف جهودها لوقف العدوان فورا وحماية الفلسطينيين وإنهاء الاحتلال وضمان حق الشعب الفلسطيني في الحصول على حريته وحقوقه وفي مقدمتها حقه في العودة وتقرير المصير واقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني.

موقع الإصلاح

أخبار / مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى