محمد يتيم يكتب: صناعة ترويج الشذوذ الجنسي والتطبيع معه.. المعركة التي تنتظر البشرية المتطهرة

إن من أخطر ما تواجهه البشرية اليوم هو الخطط الجهنمية الهادفة إلى تدمير مقومات الفطرة الإنسانية .. والعمل الحثيث والمنظم للتطبيع مع الشذوذ الجنسي، الذي لم يعد اليوم انحرافا فرديا نحتاج فيه إلى دراسات علمية بيولوجية ونفسية واجتماعية وتربوية لفهمه وفهم العوامل التي تنتجه .. كما أنه لم يعد بنحصر في هذا المستوى أي باعتباره انحرافا فرديا ومن ثم يظل ” شذوذا ” عن القاعدة وظاهرة محاصرة وتصرفا مرضيا فرديا.

إن أخطر ما في الشذوذ الجنسي اليوم هو أنه أصبح صناعة ..ومخططات مدروسة لا تستهدف فقط الدفاع عن “حق ” المبتلين به في ” التصرف في الجسد “، ولا ظاهرة ناتجة عن اضطراب بيولوحي أو فيزيولوجي، ولا مجرد خلل في نمط التربية والتنشئة كما يذهب لذلك البعض .. وكل هذه الاحتمالات التي يغسر بها هؤلاء الظاهرة تحتاج الى تحقيق وتمحيص .

إن الشذوذ أصبح اليوم صناعة تقف وراءها شبكات ومنظمات ومؤسسات ولوبيات تدافع عنه، ومخططات مدروسة تنقلها من ظاهرة فردية محدودة الى ثقافة وصناعة … ولا يكاد الملاحظ النبيه أن يخطئ أن تلك المؤسسات والتنظيمات والشبكات أصبحت تشتغل وفق استراتيجيات ومخططات بعضها في الأمد المنظور وبعضها على الأمد البعيد .. أصبح للشذوذ رموز وهوية بصرية وحِجاج يسعى إلى تطبيعهـ بل يسعى إلى اعتبار أي محاولة تجريمه هو الشذوذ بعينه .

ومن الملفت للنظر في الآونة الأخيرة، كيف أصبح الشذوذ يختار مجالات النشاط الأكثر تتبعا من الجمهور مثل الأنشطة الرياضية .. وفي الشهور الأخيرة تعمد نادي رياضي كبير في كرة القدم، هو نادي باري سان جيرمان الفرنسي – الذي استقطب أبرز نجوم كرة القدم في العالم مثل نايمار البرزيلي وميسي الارجنتيني وحكيمي المغربي علما أن النادي أصبح مجالا ل” استثمار عربي “- أن يفرض على لاعبيه ارتداء أقمصة فيها ألوان قوس قزح التي ترمز إلى الشذوذ الجنسي فى خطوة واضحة للدعاية له والدفاع عن “الحق “فيه !!

وتعرض لاعب مسلم جراء ذلك، هو نجم المنتخب السنغالي إدريسا غاي، للمساءلة والمحاسبة بسبب غيابه عن مباراة فريقه باري سان جيرمان أمام فريق مونبلييه، بسبب رفضه ارتداء قميص يحمل ألوان علم المثلية الجنسية، الذي يسمى “علم الرينبو” أو “علم قوس قزح”، وأرسل مجلس الأخلاقيات في الاتحاد الفرنسي رسالة إلى غاي، ، يحثه فيها على توضيح سبب غيابه عن المباراة المذكورة رغم أن “جايا “لم يعلن أنه رفض اللعب أو علله برفض حمل قميص يظهر فيه رمز الشذوذ الجنسي.

وقال المجلس في رسالته: “هناك أمران، إما أن هذه الافتراضات لا أساس لها من الصحة ونحن ندعوك للتحدث علانية من أجل إسكات هذه الشائعات. ندعوك، على سبيل المثال، إلى إرفاق رسالتك بصورة لك وأنت ترتدي القميص المعني”.!!!
وفي مباراة ودية بين المنتخب المغربي ومنتخب الولايات المتحدة، ظهر الفريق الأمريكي بأقمصة تحمل ألوان قزح .. كما ظهرت نفس الألوان على إحدى اللوحات التي وقف أمامها الفريقان من أجل أخذ صور تذكارية .

كما أصبح للأسف من بني جلدتنا ” كتاب ” و”روائيون ” يسعون للترويج له من قبيل كتاب عرض في المعرض الدولي بالرباط تحت عنوان “مذكرات مثلية” لكاتبة مغربية غير معروفة وكان من المبرمج تنظيم حفل توقيع للرواية بالمعرض الكتاب، قبل أن يمنع النشاط المذكور . وفي تركيا اعتقلت الشرطة التركية في الآونة الأخيرة العشرات من المثليين جنسيا وأحد الصحفيين خلال مسيرة للشواذ (مسيرة فخر إسطنبول) حين تجمع المتظاهرون من المثليين جنسيا بالقرب من ميدان تقسيم، على الرغم من حظر مكتب الحاكم المسيرة بالقرب من معلم اسطنبول الشهير.

وفي التداول الإعلامي أصبح مصطلح الهوموفوبيا شائعا homophobie ويقصد به كراهية المثليين …وأصبح سيفا مسلطا على كل من استنكر الشذوذ الجنسي !! أما عن الصناعة السينيمائية فحدث ولا حرج، حيث أصبحت عدد من شركات الإنتاج متخصصة في أنتاج مسلسلات اجتماعية وبوليسية تتناول قضايا الجريمة والاغتصاب والبيدوفيليا، ومتابعة مقترفيها ولكنها في المقابل تدس السم في الدسم وتبرز أبطالها المتخصصين في كشف هذه الجرائم ” شواذ وشادات ” جنسيا ويشكل بعضهم ” أسرا ” من امرأتين أو رجلين أو” أسرا” مركبة !!! ويعيشون هذه الوضعية وكأنها حالات عادية … وظهرت مصطلحات من قبيل ” متعدد الميل الجنسي ” … وهلم جرا ..

إن الخطر الحقيقي، والخطر الأكبر ليس هو الشذوذ كحالة فردية … وهو موضوع يحتاج لدراسة وتحليل ومعرفة العوامل التي تنتجه، وخاصة تفنيد بعض المغالطات التي تسعى الى تبريره باعتباره خللا بيولوجيا أو هرمونيا .. أو باعتباره ناشئا عن نمط الترببة .. هذه وغيرها من الأسئلة والقضايا والشبهات تحتاج إلى مقاربات علمية من متخصصين في البيولوجيا والفيسيولوحيا والتربية وعلم النفس وعلم الاجتماع …

هذا من جهة ومن جهة أخرى، الحاجة إلى دراسات رصدية للتبع المخططات التي تشتغل من أجل التطبيع مع الشذوذ، وتستهدف النظام الأخلاقي والاجتماعي … وقلب المعادلة أي التطبيع مع الشذوذ واستهداف من يستكر ويتصدى للحرب على الفطرة لإشاعة فاحشة قوم لوط، وقلب الموازين من خلال مخططات تشتغل على واجهات متعددة شعارها محاربة الطهارة، وإخراج أهلها من دائرة التأثير والتوجيه كما في قوله تعالى : ” أخرجوا آل لوط من قريتكم إنهم أناس يتطهرون ” وهي من أكبر الخدمات التي يمكن أن يقدمها المسلمون في العالم عوض الخوض في جدل عقيم حول قضايا خلافية ..

أخبار / مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى