محمد سالم إنجيه يكتب: لحظةُ وعيٍ وإيقافٌ لغَيٍّ

أحيت بحمد الله وجميل توفيق منه، المقاومة الفلسطينية موات قلوب الأمة، وملّكتها سُبل رشدها، وأعطتها دروسا عظيمة في الصبر والصمود، ونهج إعداد العُدّة الذي لم تحُل دونه قِلة ذات اليد، ولا الحصار الطويل، ولا تكالب الأعداء، القريب منهم والبعيد.
وأظهر قادة المقاومة نكران ذات، وانتصارا على النفس، بحملها على الجد والاجتهاد، والكدح المتواصل لتحقيق العزة والكرامة، مع وحدة الصف وانسجام الكلمة..


نعم أيقظت المقاومة الوعي، ونمّت الشعور بالمسؤولية، كما كشفت زيف دعاوى الغرب وأذنابه فيما يخص رعاية حقوق الانسان والدفاع عن الحريات وطلب العدالة والانصاف؛ كل ذلك لم يتحقق منه شيء سوى التشدق بتمني وقف إطلاق النار لرفع خسيسة اليهود أساسا، ولَوْكِ عبارات التنديد في أحسن الأحوال، وقد شاهدتم كيف ترددوا في كف أيدي الصهاينة وآلتهم الحربية عن التدمير الممنهج والعبثي في آن..
لقد أذاقت المقاومة مشكورة اليهود علقم الذِّلة الذي هم أهلُه، وبيّنت احترافهم نقض العهود، والغلو الجِبِلِّي في عداوتهم لأمة التوحيد ومقدساتها، ولكل ما يتصل بها.
وألقمت المقاومة أحجارا لدعاة التعايش مع المحتلين الغاصبين تحت مسوغ الضعف؛ وأبرزت أن لا ضعف على الحقيقة سوى ضعف اليقين بنصر الله تعالى، وضعف العزيمة والإرادة..
ومن دروس المقاومة العظيمة، لشباب العمل الإسلامي خاصة ولقِوى الأمة الحية عامة، وجوب التحرر من قيود الحياة اليومية، ووجوب استعادة ألَقِ الدعوة إلى الخير، ومقارعة الباطل، ونصرة الحق، والوقوف الثابت إلى جانب المظلوم، وإظهار العزة، والترفع عن الدنايا…
فيا من تابعتم انتصار المقاومة، ويا من فرحتم بذلك، وتفاعلتم مع نكوص العدو الصهيوني، اعلموا أن وراء ذلك جهودا وتضحيات جليلة في الأنفس والأموال، معه توظيف العلوم وإنتاح الأفكار، واكتساب متواصل للخبرات والتجارب، فلا تبخلوا على أنفسكم بالمجاهدة الدائمة، والانخراط الواعي في الحفاظ على درجات التأهب واليقظة، فالكلام يحتاج فعلا، والفعل غني عن الكلام، وواجب الوقت استمرار المدافعة وتنويع وأساليبها وتجديد خططها حتى يأتيكم اليقين.
” وما النصر إلا من عند الله”.

بقلم : محمد سالم إنجيه

-*-*-*-*

مقالات راي المنشورة لا تعبر بالضرورة عن راي الهيئة الناشرة 

أخبار / مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى