في ذكراها الـ40.. مجزرة صبرا وشاتيلا إرهاب بلا حدود وفظائع لا تنسى
بعد مرور 40 سنة، لا تزال آلام مجزرة “صبرا وشاتيلا” تسكن ذاكرة اللبنانيين والفلسطينيين الذين تشاركوا الآلام في صورة موحدة لكل أشكال الظلم والاضطهاد.
ويعتبر بعض الباحثين أن المجزرة التي وقعت في لبنان إبان الاحتلال الصهيوني عام 1982، من أبشع مجازر القرن العشرين، وأقذر كارثة خلفها غزو قوات الاحتلال الصهيوني للبنان عام 1982، عندما انهار أطباء وصحفيون، وأصيب بعضهم بالجنون أمام هول ما عاينوه من فظائع في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين ببيروت بعد انسحاب القتلة.
في مخيمي “صبرا” و”شاتيلا” للاجئين الفلسطينيين غربي العاصمة اللبنانية بيروت، وقعت مجزرة مساء 16 سبتمبر 1982، واستمرت لـ3 أيام، خلال فترة الاجتياح الصهيوني في العام نفسه، والحرب اللبنانية الأهلية (1975 ـ 1990).
بدأت المجزرة مع شروق الشمس، بعد أن فرض جيش الاحتلال الصهيوني حصارا على أبواب المخيمين تمهيدا للاقتحام، وذلك بعد أن سهّل الطريق أمام “مليشيا حزب الكتائب” اللبنانية المسلحة، الشريكة في الهجوم، إضافة إلى “جيش لبنان الجنوبي” الذي كان له دور أيضا فيما جرى.
وكانت المليشيا مكونة من منتمين لـ”حزب الكتائب اللبناني” المسيحي اليميني، إضافة إلى مليشيا “جيش لبنان الجنوبي”، وقُدر عدد الضحايا بين 750 و3500 قتيل، أغلبهم من الفلسطينيين.
وتروي شهادات الناجين كيف قضى المسلحون على كل شكل للحياة في المخيم، فالأطفال حتى الرضع منهم، لم يسلموا من القتل. بُقرت بطون النساء الحوامل، وأخرجت الأجنّة منها.
واستمرت المجزرة حتى اليوم الثاني، حيث كان المهاجمون ينادون سكان المخيمين عبر مكبرات الصوت للاستسلام حتى يسلموا من القتل، ولدى تسليم الأهالي أنفسهم كانت مجموعات من المسلحين تقوم باصطحابهم بشاحنات إلى جهات مجهولة، ولم يعرف مصيرهم منذ ذلك الوقت.
وصنّف الباحثون والرواة الشفويون جنسيات ضحايا مذبحة صبرا وشاتيلا: 75% فلسطينيون، 20% لبنانيون، 5% من جنسيات أخرى (سوريون، وإيرانيون، وبنغال، وأتراك، وكرد، ومصريون، وجزائريون، وباكستانيون)، وآخرون لم تحدد جنسياتهم.
وقد أدان مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة فورا المجزرة الإجرامية بحق المدنيين الفلسطينيين في بيروت بقرار رقم 521 في 19 سبتمبر 1982. كما أعلنت الجمعية العامة في 16 ديسمبر 1982 أن المذبحة “عمل إبادة جماعية” (القرار 37/123). وطلب بعض الأعضاء إنشاء سلطة تحقيق رسمية للأمم المتحدة، لكن دون جدوى.
ولا يزال مخيم شاتيلا ومدينة صبرا حتى اليوم قائمين يشهدان على المذبحة، بينما يتذكر كبار السن في المخيم الدائم التفاصيل، ووفقا لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، فإن هنالك قرابة 10 آلاف لاجئ يعيشون في المخيم (إحصاء 2015)، وانضم إليهم عدد من اللاجئين السوريين هربا من الحرب، يعانون من نقص الخدمات الصحية والتعليمية ورداءة البنية التحتية حتى يومنا هذا.
موقع الإصلاح