عليلو يكتب: شيء من الانصاف أيها…

الكل يعلم أن حزب العدالة والتنمية تولى إدارة الشأن العام وطنيا ومحليا في سياق عربي متغير ومضطرب وفي ظل حركية الشعوب العربية المطالبة بالحرية والكرامة والديمقراطية. ولاشك أنه في ظل هذه التحولات تكون الآمال المعقودة على قوى الإصلاح كبيرة ومختلفة.

ومن ثم لاشك أن تقييم أداء الحزب وحجم الانتقادات الموجهة إليه تختلف باختلاف زوايا النظر والانتظارات المتوقعة، فمثلا أنصار الهوية والمرجعية الإسلامية كانوا ينتظرون من الحزب الانتصار لقيم الإسلام في المجتمع واتخاذ تدابير وإجراءات في هذا المجال. وأنصار الانتقال الديمقراطي وتوسيع مجال حقوق الإنسان وإطلاق حرية الصحافة ومواجهة قوى النكوص، كانوا ينتظرون مقاومة وممانعة كبيرة من الحزب، ومن كان يراهن على إصلاحات اقتصادية واجتماعية كبيرة تفضي إلى توزيع عادل للثروة وتحقق عدالة مجالية بين الجهات والأقاليم، ومنهم من يقيم أداء الحزب بمدى استفادته الشخصية أو العائلية….

إن هذه الانتظارات الكبيرة والمتنوعة والمختلفة باختلاف شرائح المجتمع جعل الحزب يتعرض لانتقادات شديدة حتى من بعض أنصاره ومقربيه وهو ما يبدو مجانيا للصواب فالنظر الواقعي والموضوعي والعقلاني يبين أن الحزب حقق مكاسب وإنجازات أكيد أنها ليست في مستوى طموحات كل الفئات بفعل عوامل سياسية واقتصادية انضافت إليها جائحة كورونا وتداعياتها، ومع ذلك هناك ملفات اجتماعية تم تحريكها ولأول مرة تلتفت حكومة إلى الفئات المهمشة وبدأ عن الحديث الدعم المباشر وغيرها مما يعرضه الحزب في حصيلته في التدبير، اضافة إلى نظافة اليد والنجاح في تسيير المدن الكبرى…

والأكثر من ذلك هو الإسهام في الدفع بأوراش الإصلاح نحو الأمام، فالمغرب كما يؤكد ذلك عدد من السياسيين والمتابعين يشهد حالة إصلاحية في ظل استقرار سياسي وإجماع وطني على الثوابت ولاشك أن هذه الوضعية هي التي جعلته قويا بمؤسساته وقادرا على مواجهة خصومه. تقييم أداء العدالة والتنمية يحتاج إلى نظرة موضوعية وواقعية وتجردا من الذاتية وتستحضر كل التحديات الداخلية والخارجية. ودمتم سالمين.

ذ. محمد عليلو

-*-*-*-*-*-*-*-*-*

ملحوظة عامة: مقالات رأي المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الهيئة الناشرة

أخبار / مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى