عليلو: اختيار موضوع ندوة “مجلس الشورى” نابع من وجود الحركة في عمق التحولات واشتغالها من أجل الإنسان

أكد الأستاذ محمد عليلو؛ منسق مجلس شورى “التوحيد والإصلاح”، أن الحركة دأبت في كل سنة على تنظيم ندوة فكرية لمجلس الشورى من أجل توسيع النقاش في القضايا التي تتعلق بالحركة وتصوراتها ومن أجل تجديد النظر وتجديد آليات الاشتغال باعتبارها فضاء للتداول والحوار الموسع وباعتبار أن الدورة العادية التي يعقدها مجلس الشورى يكون فيها المجال ضيقا وينصب النقاش بالدرجة الأساسية على تقييم أداء الحركة في السنة الماضية والمصادقة على البرنامج السنوي والميزانية للسنة المقبلة.

وأوضح عليلو؛ في حوار خص به موقع “الإصلاح” بمناسبة انعقاد الندوة السنوية الفكرية للمجلس نهاية الأسبوع، أن الحركة عقدت خلال هذه المرحلة الندوة الأولى التي كانت تحت عنوان “حركة التوحيد والإصلاح وأسئلة المستقبل: أية رؤية؟” وكان من المقرر أن تنعقد الندوة الثاني خلال هذه المرحلة كذلك خلال شهر أبريل الماضي ولكن بسبب ظروف الجائحة وحالة الطوارئ الصحية التي اعتمدها المغرب في مواجهة تفشي جائحة كورونا فقد ارتأت الحركة سواء على مستوى المنسقية أو على مستوى المكتب التنفيذي تأجيل هذه الندوة إلى حين أن تتبين الظروف والأحوال.

وأضاف منسق مجلس الشورى “لكن يبدو أن الجائحة ستعمر وقد تطول والحديث عن أواخر 2021 أو أن اللقاح لن يكون متوفرا إلا في نهاية 2020 فتقرر أن نعقد الندوة الفكرية لمجلس الشورى في نهاية هذا الأسبوع السبت والأحد القادمين 10 و11 أكتوبر 2020”.

وكشف عليلو أن موضوع الندوة هذه السنة هو “العمل الإسلامي وجائحة كورونا” وجاء اختيار هذا المحور على اعتبار أنه هناك حديث مسهب منذ ظهرت الجائحة عن “ما بعد كورونا؟”، وعلى أن العالم سيشهد تحولات اقتصادية واجتماعية وفكرية وفلسفية، ولا شك أن الحركة الإسلامية عموما وحركة التوحيد والإصلاح هي في عمق هذه التحولات، يعني أن الحركة في الأصل تشتغل على الإنسان وإلى جانب الإنسان وقضيتها الأساسية هي الإصلاح وإقامة الدين.

وأشار القيادي في حركة التوحيد والإصلاح أن الحركة وجدت نفسها بين عشية وضحاها مضطرة إلى أن تتكيف مع هذا الواقع وتنقل أعمال مباشرة إلى أعمال عن طريق العالم الرقمي سواء كانت ملتقيات تأطيرية أو لقاءات تنظيمية وغير ذلك بالإضافة إلى التحولات التي يشهدها العالم اليوم”.

وعن أبرز القضايا التي ستناقشها الندوة من خلال الأوراق والعروض التي سيقدمها مجموعة من الباحثين سواء من أعضاء مجلس الشورى أو من غير أعضاء المجلس، استعرض عليلو جملة من القضايا من بينها ما يتعلق بمآل النيوليبرالية وما يتعلق بالتحولات الاقتصادية والاجتماعية سواء على المستوى الدولي أو على المستوى الاجتماعي وما يتعلق بتأثيرات الجائحة على نظام الأسرة سواء ما يتعلق بالعنف الأسرة أو دور الأسرة على مستوى التعليم خصوصا في ظل الحديث اليوم عن التعليم عن بعد، والحديث عن تجديد الخطاب الدعوي وماهية الأولويات التي يجب أن يركز عليها هذا الخطاب، وهل جائحة كورونا ستعيد الاعتبار للدين والتصالح مع الله على مستوى العالم أم أن الأمر غير ذلك تماما؟ والحركة الإسلامية والإعلام الرقمي لأن هذا فرض على الحركة الإسلامية أن تولي لهذا الإعلام أهميته وتتبناه.

أما عن المخرجات المرتقب أن تختتم الندوة بها أشغالها،  بين عليلو أنه كما هو معلوم المرحلة التي نعيشها اليوم هي آخر مرحلة ضمن المخطط الاستراتيجي التي اعتمدته الحركة، فالجمع العام المقبل الذي سيكون في 2022 سيكون بداية لمرحلة جديدة والحركة بدأت منذ مدة في نقاش سواء على مستوى مجلس الشورى من خلال الندوة السابقة للمجلس التي ناقشت “حركة التوحيد والإصلاح وأسئلة المستقبل: أية رؤية؟” أو على مستوى اللجنة التي تشتغل على المخطط الاستراتيجي المقبل، فتهدف الندوة من الاستفادة على مستوى مخرجاتها من أجل تطوير الحركة وخطابها وأدوات اشتغالها وتحديد معالم حركة إسلامية للمستقبل،

ويضيف عليلو أنه “لا شك أن التحولات التي يعرفها العالم والعالم العربي والتحولات المتعلقة لما بعد كورونا ستفرض على الحركة الإسلامية أن تتجدد وتتطور إذا أرادت أن تواكب العصر وأن تستجيب للتحديات ولأسئلة المستقبل”.

الجدير بالذكر أن حركة التوحيد والإصلاح دأبت على فتح ورش المراجعة والنقد الذاتيين وطرح سؤالي التجديد والمستقبل للوقوف على كسبها وعطائها من جهة، ونجاحها وإخفاقها من جهة ثانية، من خلال ندوات فكرية سنوية يعقدها مجلس شورى الحركة أعلى هيئة تقريرية للحركة بعد الجمع العام وذلك لممارسة السؤال ومناقشة الخطاب وتقيم الممارسة، وتقويم الأداء، واستشراف المستقبل.

الإصلاح

إقرأ أيضا:

“شورى التوحيد والإصلاح” تعقد ندوتها السنوية في موضوع “العمل الإسلامي وجائحة كورونا”

أخبار / مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى