ذ يتيم يكتب:باسمك اللهم.. بشائر النصر في المعركة مع العدوان الصهيوني

كل المؤشرات تدل على قرب النصر في معركة الأمة وقرب نهاية الكيان الصهيوني.. وهي مؤشرات نستنبطها من القرآن الكريم، ونستنبطها من عدة تحولات ومؤشرات في الواقع واقع المعركة وتحولات الوعي العالمي.

أما الأدلة القرآنية فهي كثيرة ومنها، قوله تعالى: “ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله وتلك الأيام نداولها بين الناس وليلعلم الله الذين آمنوا ويتخذ منكم شهداء والله لا يحب الظالمين أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين “، وقوله تعالى : “ولا تهنوا في ابتغاء القوم إن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون وترجون من الله ما لا يرجون ”
وفي هاتين الآيتين عدة حقائق نحسب أنها تنطبق على المعركة القائمة اليوم في فلسطين ومنها :-

– نهي المؤمنين عن الوهن والحزن، وتأكيد على أن المؤمنين المجاهدين هم الأعلون قدرا عند الله، والأعلى قدرا بميزان الحق والعدل وميزان الإنسانية السليمة الإدراك، والتقدير وبميزان القيم النبيلة هي الأعلى قدرا عند العقلاء من الناس.

– أن شدة البلاء وشدة القرح الذي يتحمله الشعب الفلسطيني المجاهد يتحمل مثله أو أشد منه الكيان الصهيوني كما في قوله تعالى:” إن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون وترجون من الله ما لا يرجون “.

– تقرير سنة التداول بين الناس؛ تداول القوة وتداول التمكين وتداول العلو والغلبة.. وتداول الصعود والهبوط وتداول النصر والغلبة.

– ومعنى ذلك أن التمكين للمؤمنين الصابرين المجاهدين في فلسطين قادم وقريب، وأنه مهما اشتد البلاء واشتدت البأساء والضراء، واشتدت الزلزلة فإن في ذلك دلالة على قرب النصر كما في قوله تعالى :” أم حسبتم أن تتركوا ولما ياتكم مثل الذين خلوا مز قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين معه متى نصر الله ألا إن نصر الله قريب ” أي أنه كلما ضاق الحال بالمؤمنين واشتد البأس وتساءلوا عن النصر الموعود إلا ودل ذلك على قرب النصر.

– أن المحن والمعاناة الناتجين عن ذلك التدافع و الصراع، إنما هي اختبار لمعدن الإيمان في الأمة والكشف عن المخذلين والمتخاذلين والمنافقين والمرجفين.. ولتمحيص حقيقة الأيمان في قلوب أبناء الأمة (وليعلم الذين آمنوا) ؛ وهذا التمييز والتميز أصبح اليوم بارزا واضحا وفاضحا .. وانكشف المجاهدون وانصارهم في مقابل المخذلين والمثبطين والمسارعين لنيل رضا مفهوم للعم سام وبين صهيون !!

– أن المحن اختبار واصطفاء من خلالها يرفع نخبة من المؤمنين إلى مقام الشهداء، وإقامة الحجة على الظالمين وانصارهم والمتواطئين معهم لقوله تعالى :” ويتخذ منهم شهداء والله لا يحب الظالمين ” وفيها إشارة لطيفة أن من سنن الله في الوجود الاجتماعي؛ سنة التدافع وابتلاء المؤمنين بالظالمين وابتلاء الظالمين بالمؤمنين.

فهذا الابتلاء والقرح هو مناسبة لكشف هذه الحقيقة أمام الملأ الإنساني كما تكشفت الحقيقة أمام ملأ قوم أصحاب الأخذوذ في مشهد إحراق الغلام وإحراق قومه الذين قالوا آمنا برب الغلام.

إن فلسطين وجهادها اليوم في غزة والضفة الغربية بكل التضحيات وبكل الإلام والصمود  تقف اليوم شاهدة على البشرية، تضرب بعمق في القلوب والضمائر الميتة لأهلها وشعوبها وحكامها ومحكوميها لتوقظها.. وفي الضمائر الحية التي لا تخلو منها أمة لتحركها من أجل انتفاضة ووعي وانجلاء حقيقة الصهيونية مما لم يكن ممكنا خلال عقود وجهود من التوعية والتعريف بالقضية وحقيقة الصهيونية.

فما يقع من ملحمة في فلسطين رغم الالام والتضحيات الجسام؛ هو الآن في طور توليد صحوة ضمير عالمية وإنسانية ، وعند شعوب العالم كلها شرقها وغربها؛ صحوة أصبحت الآن عنصرا من عناصر المعادلة لدرجة أن بعض حكام القوى الكبرى الداعمة للكيان الصهيوني من قبيل الولايات المتحدة الأمريكية، ورئيسها الخرف المخرف الشريك في جريمة إبادة الشعب الفلسطيني، قد قررت قرارا مسرحيا سخيفا يتمثل في إنشاء منصة عائمة على ساحل غزة لإدخال المساعدات ” الإنسانية “..

ولو صدق وصدق من يحيطون به من المتصهينين لضغط من أجل فتح معبر رفح لتدفق المساعدات، وضغط على الكيان الصهيوني لردعه عن استهداف الجوعى من أهل غزة، الذين يتهافتون على المساعدات الهزيلة والشاحنات القليلة التي يسمح لها بالعبور. ولو صدقوا لما كانوا شركاء في العدوان، وإنها لمهزلة حين نقارن بين تحريك حاملات طائرات في البحر الأبيض المتوسط عند بداية العدوان ومسرحية بناء منصة عائمة!!

أخيرا سيسقط الحصار الظالم المفروض على غزة، كما سقط حصار مشركي قريش الذي فرض على النبي صلى الله عليه وسلم والمؤمنين، ومن معه من بني هاشم وبني المطلب في بداية السنة السابعة من البعثة النبوية واستمر نحو ثلاث سنين. انتفض بعض العرب بنخوتهم وليس بإيمانهم لنقض الحصار والتمرد عليه، وهبوا لنزع وثيقة الحصار من جدران الكعبة،  ففوجئوا بأن الأرضة قد أكلتها باستثناء جملة واحدة :”باسمك اللهم” ستتهاوى أسطورة العلو الصهيوني؛ وستسقط أسطورة الكيان الصهيوني المصطنع بعد أن سقطت الأساطير المؤسسة له ويتأكد وعد الله القائل :“ضربت عليهم الذلة أين ما ثقفوا إلا بحبل من الله وحبل من الناس وباءوا بغضب من الله وضربت عليهم المسكنة ذلك بأنهم كانوا يكفرون بآيات الله ويقتلون الأنبياء بغير حق ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون “، وقوله تعالى “: لن يضروكم إلا أذى وإن يقاتلوكم يولوكم الأدبار ثم لا ينصرون “.

وعد صادق أن الصهاينة لا يمكن أن ينتصروا على أمة مجاهدة صابرة مصطبرة.. ولعل ما يحدث في غزة من مقاومة وصبر ومصابرة خارقين يؤشر على ذلك. ألا إن نصر الله قريب.

أخبار / مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى