“دبلوماسية دينية”.. المغرب يعزز روابطه مع الخارج في رمضان (تقرير)

خلال شهر رمضان من كل عام، يستثمر المغرب في “دبلوماسية دينية” لتعزيز روابطه مع الخارج عبر إرسال أئمة وأساتذة جامعيين إلى دول أخرى لخدمة الجاليات المغربية. ويحرص أيضا على تقوية روابطه الدينية مع بقية الدول الإفريقية باحتضانه مؤسسة العلماء الأفارقة التي تضم 32 دولة.

كما يقيم المغرب الدروس الحسنية الرمضانية؛ يترأسها ويحضرها ملك المغرب محمد السادس، وتستضيف علماء ومشايخ ودعاة وقراء كبار من دول مختلفة. و يساهم معهد محمد السادس لتكوين الأئمة المرشدين والمرشدات في العاصمة الرباط – الذي أطلق في مارس 2015- في تأهيل الأئمة من دول أخرى، حيث تم تأهيل 389 إماما أجنبيا في العام 2023.

وقال أكاديمي مغربي في حديث للأناضول، إن الدبلوماسية الدينية تتمثل في إرسال بعثات دينية لفائدة المغتربين خلال رمضان، وتأهيل أئمة أجانب داخل المملكة، في حين اعتبرت عضوة بالرابطة المحمدية للعلماء أن هذه الدبلوماسية تهدف إلى الانفتاح على الغير والتعايش والمصالحة مع الذات والآخر.

دبلوماسية ناجعة

ويرى الأستاذ في الكلية متعددة التخصصات بتارودانت، رضوان غنيمي أن الدبلوماسية الدينية لا تقل أهمية عن الدبلوماسيات الأخرى، قائلا “الدبلوماسية الدينية المغربية أثبتت نجاعتها، ويتجلى ذلك في أمور مثل إرسال بعثة دينية لفائدة المغتربين، بالإضافة إلى الحضور اللافت لعدد من الأئمة الأفارقة، الذين يتلقون معالم التأطير الديني بالمغرب”.

ويشدد غنيمي في حديثه لوكالة الأناضول على أن “الفهم الحقيقي لمعنى الدبلوماسية الدينية من شأنه أن يقوي روابط الانتماء وقيم انتماء المغاربة بوطنهم”.

انفتاح وتواصل

وتقول عضوة الرابطة المحمدية للعلماء أسماء المصمودي، إن “الدبلوماسية الدينية تهدف إلى تحقيق التواصل في مختلف أبعاده، والحرص على التلاقح الديني والمعرفي والحضاري، في إطار احترام الخصوصية والحفاظ على الهوية الدينية في إطار جمالي”. وتضيف “هذه الدبلوماسية تهدف أيضا إلى الانفتاح على الغير والتعايش والمصالحة مع الذات والآخر”.

و تعقد مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة أنشطة عديدة في شهر رمضان،، ويضم المجلس الأعلى للمؤسسة عشرات علماء الدين من 32 دولة إفريقية، إضافة إلى علماء مغاربة، ومقرها في مدينة فاس. وقد أُنشأت هذه المؤسسة في يوليو 2015 بهدف توحيد جهود العلماء المسلمين في المغرب وباقي الدول الإفريقية، والإسهام في تفعيل وترسيخ قيم التسامح والعيش المشترك والاعتدال في المجتمعات الإفريقية من أجل تنمية شاملة في القارة.

كما تعمل المؤسسة على إحياء التراث الإسلامي، وإقامة أنشطة فكرية وثقافية من شأنها إعطاء حركية جديدة في المجال الإسلامي، وفقا للقائمين على المؤسسة.

بعثة إلى 14 دولة
وتواكب مؤسسة الحسن الثاني للمغاربة المقيمين بالخارج منذ تأسيسها عام 1990 مواكبة دينية للمغتربين المغاربة طوال شهر رمضان، حيث أوفدت المؤسسة على غرار السنوات الماضية، بعثة مكونة من 274 جامعيا وواعظا ومقرئا من أجل إلقاء المحاضرات وممارسة الأنشطة الدينية طيلة شهر رمضان بفرنسا وألمانيا وهولندا وإسبانيا وإيطاليا وبلجيكا وكندا والولايات المتحدة والسويد والدنمارك وبريطانيا والمجر والنرويج وأيسلندا.

شدّ 364 فردا من المرشدات والمرشدين الدينيين المغاربة الرحال إلى الديار الأوروبية وبلدان أمريكا الشمالية، من أجل التأطير الديني لأفراد الجالي

وتوضح أسماء المصمودي أن “هذه البعثة تهدف التأطير الديني بشكل خاص، والمعرفي بشكل عام”. وتضيف أن “التأطير الديني يحقق مبتغاه من خلال التجربة والاحتكاك، والوقوف على احتياجات الجالية المغربية بالخارج والجالية المسلمة بشكل عام”.

وتؤكد المصمودي أن “المغتربين بحاجة إلى أمور تتلخص في مهارات تواصلية وفقه الحياة بشكل عام، بالإضافة إلى الاشتغال على الجانب الروحي. والبعثة الدينية تهدف إلى دعم الجانب الروحي والبعد الإحساني من الدين”.

عن وكالة ” الأناضول” بتصرف

أخبار / مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى