خبراء فلسطينيون: اغتيال العاروري يضع الحرب على مفترق طرق (تحليل)

أجمع خبراء فلسطينيون أن اغتيال القيادي في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) صالح العاروري مساء الثلاثاء الماضي 2 يناير2024 قد يدفع الكيان الإسرائيلي إلى أحد الاحتمالين: الأول هو ارتكاب مجازر جديدة، منتشية بنصر حققته باغتيال العاروري، والثاني يتمثل بنزول الكيان عن الشجرة والقبول بتسوية مع “حماس”، متسلحة أمام شعبها بتحقيق نصر.

و قال أستاذ العلوم السياسية في الجامعة العربية الأمريكية في جنين، أيمن يوسف، إنه “سيترتب على عملية الاغتيال 3 تداعيات، أولها وقف أي مسار تفاوضي وهدنات بين المقاومة وإسرائيل، واختلاق مجموعة من الأزمات، وتأجيل العديد من المبادرات، بحكم نقل إسرائيل المعركة إلى مربع وفضاء جديد”.

ويتمثل الثاني في “تصعيد العدوان وحرب الإبادة الإسرائيلية في قطاع غزة، حيث من الممكن أن تستثمر إسرائيل عملية الاغتيال على أنها نصر، باعتبار أن العاروري الرجل الثاني في حركة حماس، وتترجم ذلك بمزيد من المجازر”. أما الثالث فقد ” ينعكس على الضفة الغربية كون العاروري ابن الضفة، ولديه شعبية في قواعد الحركة والفصائل الأخرى، وبالتالي قد يكون هناك ردود فعل عسكرية تنطلق من الضفة الغربية ضد أهداف إسرائيلية”.

وعلى الجبهة اللبنانية، يقول يوسف إن “حزب الله متعقل، وبالغالب لن يذهب إلى معركة واسعة وشاملة مع إسرائيل، ولكن قد يخطط إلى عمليات أكثر نوعية واستهداف مواقع وجبهات غير تقليدية وبشكل محدود”ن مضيفا “العملية تفضي إلى مرحلة جديدة من الأزمة، وقد تشمل كل الساحات، كل الخيارات مفتوحة”.

مفرق طرق
من جانبه، قال مدير مركز يبوس للدراسات سليمان بشارات، إن عملية الاغتيال تضع الصراع على مفترق طرق، أولهم يتمثل في اتساع وامتداد الصراع ليشمل كافة الساحات، واتساع رقعة المواجهة. أما الثاني بحسب بشارات، “يكون هذا الاغتيال ثمنا للقبول الإسرائيلي بأثمان سياسية لحزب الله والمقاومة بغزة”.

وأكد بشارات أنه “بعد أن فشلت إسرائيل في تحقيق أية أهداف في قطاع غزة، ذهبت لهذا الخيار كخيار أخير للنزول عن الشجرة والقبول بتسوية”، مشيرا إلى أن “عملية اغتيال العاروري قد تعمل على تعزيز روح المقاومة في الضفة الغربية، وتدفع بالحالة الوطنية فيها لتنفيذ عمليات مسلحة، واستهدافات ليست من حماس وحدها، بل من جماعات وتنظيمات أخرى”.

نزول عن الشجرة
وتوقع الخبير الفلسطيني أحمد رفيق عوض أن يكون لعملية الاغتيال تداعيات كثيرة، قد تدفع إسرائيل للنزول عن الشجرة، والقبول بتسوية سياسة مع فصائل المقاومة الفلسطينية، قائلا “إسرائيل ترى أنها حققت نصرا وقد وصلت إلى أحد أهم أهدافها بقتل العاروري، وستطلب من الوسطاء ومن أصدقائها البحث عن سيناريو لإنهاء الحرب”.

وأضاف “منذ بدء الحرب، تكبدت إسرائيل خسائر كبيرة، وذهبت صورتها أمام العالم وأمام شعبها، واليوم تعيد بحسب رأيها شيء من هذه القوة الرادعة”، لكنه يرى أن “العملية بالنسبة للفلسطينيين إعادة للمربع الأول وهو مربع الحرب، وهنا إسرائيل قد ترتكب مزيدا من الجرائم”.

يذكر أن جيش الاحتلال الإسرائيلي كان اعتقل الشهيد صالح العروري خلال الفترة الممتدة بين عامي (1990 ـ 1992) إداريا (دون محاكمة) لفترات محدودة على خلفية نشاطه بحركة “حماس”. ويعتبر العاروري من مؤسسي كتائب عز الدين القسام في الضفة الغربية.​​​​​​​

وكالة الأناضول بتصرف

أخبار / مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى