دراسة دولية: الأغنياء يستهلكون المياه بشكل مفرط للترفيه مقابل حرمان وصولها لملايين الفقراء

سلطت دراسة دولية جديدة نشرت الإثنين الماضي بمجلة Nature Sustainability بقيادة مجموعة من الخبراء من المملكة المتحدة والسويد وهولندا الضوء على الفجوة الاجتماعية بين الأغنياء والفقراء في استخدام المياه.

وأظهرت الدراسة أن النخب الغنية تستهلك المياه بشكل مفرط من أجل الترفيه كملء حمامات السباحة وري الحدائق وغسل السيارات، فيما يترك الملايين من الفقراء دون إمكانية الوصول إلى المياه.

واتخذ الفريق الدولي من مدينة كيب تاون بجنوب أفريقيا نموذجا لإظهار هذا التفاوت، وتبين أن أكثر من 80 مدينة حول العالم، تعاني من المشكلة نفسها بما في ذلك كل من لندن وميامي وبرشلونة وبكين وطوكيو وملبورن وإسطنبول والقاهرة وموسكو.

وقام الخبراء بتحليل الاستخدامات المنزلية للمياه في كيب تاون جنوب أفريقيا، لفهم الاختلافات بين الطبقات الاجتماعية، وقسموها إلى خمس مجموعات تتراوح من النخبة، فوق متوسط الدخل، دخل متوسط منخفض، دخل منخفض، في نهاية المطاف، المناطق العشوائية أو غير الرسمية.

وفق تعداد عام 2020، ينتمي 1.4 في المائة من سكان المدينة في كيب تاون إلى النخبة و12.3 في المائة إلى مجموعة الدخل المتوسط الأعلى. في حين تم تصنيف 24.6 في المائة على أنها فئة ذات دخل متوسط منخفض. يعيش حوالي 40.5 في المائة من السكان في مناطق منخفضة الدخل و21 في المائة يسكنون أكواخ العشوائيات المنتشرة على أطراف المدينة.

ووفقا للدراسة، تعيش هذه المجموعات الغنية عادة في منازل واسعة بها حدائق وأحواض سباحة وتستهلك مستويات غير مستدامة من المياه، في حين أن الكثير من السكان ليس لديهم صنابير أو مراحيض داخل مبانيهم. في المتوسط ، يقدر النموذج أن أسر النخبة وذات الدخل المتوسط الأعلى قد تستهلك نحو 2161 لترا من الماء يوميا، في حين أن الأسر ذات الدخل المنخفض من المقدر أن تستهلك ما بين 178 لترا من الماء للأسر منخفضة الدخل، و41 لترا للأسر الأفقر.

ويعتقد الباحثون أن الاختلاف الشاسع في استخدام المياه بين الأغنياء والفقراء يتم تجاهله عند مناقشة أي حلول لنقص المياه، فيما يتم التركيز بدلا من ذلك على محاولات زيادة العرض وارتفاع أسعار المياه، وطالب الباحثون بضرورة إعادة توزيع موارد المياه بشكل متساو.

واستخدمت الدراسة البيانات لتطوير نموذج لاستخدام مياه المدينة من خلال مراقبة مستويات الدخل. في كيب تاون، وجدت المجموعة الأغنى – 14 في المائة من سكان المدينة – تستخدم 51 في المائة من المياه المستهلكة في المدينة. في المقابل، يستخدم الفقراء الذين يشكلون نحو – 62 في المائة من إجمالي عدد السكان – ما يقارب من 27 في المائة فقط من المياه.

وبدأت المملكة المتحدة السعي إلى تقديم بعض الخطط لمواجهة مشكلة ندرة المياه، وحسب صحيفة “ذي إندبندنت” البريطانية فإن الحكومة ستسعى إلى خفض الاستهلاك المنزلي في المملكة المتحدة إلى 110 لترات للفرد يوميا بحلول عام 2050، انخفاضا من المستوى الحالي البالغ 144 لترا. ولفتت إلى أنها، تسعى أيضا إلى خفض نسبة التسرب المائي بنحو 50 في المائة من البنية التحتية لشركة المياه، و15 في المائة لاستخدام المياه غير المنزلية.

 

أخبار / مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى