الروكي: إيقاف صلاة الجماعة حفظ للنفس التي تعد من الكليات الأساسية للشريعة

قال الدكتور محمد الروكي عضو المجلس العلمي الأعلى أن الله اخبرنا انه يبتلينا ويختبرنا بما أراد وبما شاء من الخير ومن الشر ليبين حالنا إن كنا سنشكر عند الخير وهل سنصبر أم لا  عند الشر، يقول تعالى :”ولنبلونكم بالخير والشر فتنة”، ومن هذه الابتلاءات التي يبتلينا الله قضية الوباء وهو وباء عام في كل البلدان.

وأضاف الروكي في كلمة بخصوص انتشار فيروس (كورونا) في بلادنا، أنه علينا أخذ موعظة من هذا الفيروس وذلك بأنه نجعله سببا حقيقيا في الإنابة إلى الله والاستغفار من ذنوبنا وتجديد الصلة بالله وبديننا وبشريعتنا، لا أن نسخط أو ننقم، فشان المؤمن أنه يستفيد مما ابتلي به، وقد سبق للمسلمين في العهود السابقة أن ابتلوا بمثل هذه الأوبئة العامة والخطيرة كالطاعون، وكانت التوجيهات النبوية آنذاك بأن الأرض التي أصابها الطاعون لا يدخلها ولا يخرج منها أحد، لحصار الوباء ومنع انتشاره بهدف التخلص منه، وهو ما يسمى اليوم بالحجر الصحي.

ومن أهم الوسائل التي يجب الالتجاء إليها في هذه المرحلة يقول الروكي، الدعاء، قال تعالى “ادعوني استجب لكم”، وقال :” وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداعي إذا دعان”، وفي الحديث (الدعاء عبادة)، فعلينا أن نفر إلى الله وندعوه أن يكشف عنا هذا البلاء وهذا السوء، وهي الوسيلة التي يجب أن نضرع بها إلى الله عز وجل لأنه لا يمكن أن يُرفع إلا بإذن الله وبمشيئته.

وفيما يتعلق بالأحكام الشرعية في هذا المقام أكد الروكي أن هذا الوباء سريع الانتشار وحيثما كان اثنان فقد يحمله احدهما إلى الآخر، وبالتالي فحيثما كان تجمع فداك مضنة أن ينتشر في هذا التجمع الوباء، لأنه لا ينحصر في مكان معين، خاصة في زماننا حيث صارت البلدان والقارات منفتحة على بعض، وعليه فان أهم ما يجب علينا الوعي به والاحتياط وأن نوقف التجمع ونكف عنه الى ان ينحصر ويرفعه الله عز وجل، ومنها بيوت الله لأنها أماكن لالقتاء الناس للصلوات فيكون سببا لانتشار الوباء وتعميقه، لذلك فإن حفظ النفس واجب، وهو من الكليات الخمس التي قامت عليها شريعتنا، ولو تأملنا في الكليات الخمس نجدها ترجع إلى كليتين هما الدين والنفس، فإذا تعارض حفظ الدين مع حفظ النفس نقدم حفظ النفس لأننا إذا حافظنا على النفس فإننا حافظنا على الدين، وعلى كل حال فقد تم إيقاف صلاة الجماعة فقط حتى لا نسرع من نشر هذا البلاء إلى حين، فدرأ المفسدة مقدم على جلب المصلحة، بل إن درأ المفسدة نفسه مصلحة.

ونصح العلامة الروكي المسلمين أن يتفهموا هذا الأمر وأن يأخذوه من جانب صحيح ويعلموا أن هذا أمر يحتاج إلى عقل العاقل ووعي الواعي والمتعقل وإلى رزانة الرزين وألا يسفه الإنسان ويجهل ويقول ما ليس من الدين، خاصة وأنه جاء بأمر من أمير المؤمنين، والفتوى صدرت من منبعها الذي له الشرعية وهي مؤسسة المجلس العلمي الأعلى.

الإصلاح

 

 

أخبار / مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى