الاحتلال على صفيح ساخن.. صراع داخلي وضغوط لتوقيع اتفاق هدنة

تعيش حكومة الاحتلال الإسرائيلي اليمينية المتطرفة صراعات كبيرة، بات من الصعب إخفاؤها. وذكرت القناة 12 العبرية الخاصة اليوم الخميس، أن نقاشا حادا جرى بين رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت بخصوص المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.

صراع داخل حكومة الحرب

وقال غالانت في اجتماع مغلق مطلع الأسبوع الجاري: “المشكلة ليست في إحضار المواد، بل مع من يوزعها، يجب أن يتولى شخص ما زمام الأمور، ولن تكون السويد، إذ يجب أن تكون هناك سلطة فلسطينية.”

ومن جانبه، اتهم نتنياهو غالانت بإجراء تقييمات سياسية وقال: “لا أريد سماع أي شيء عن السلطة الفلسطينية”، لأنه يرفض أن تكون إدارة غزة تحت السلطة الفلسطينية بعد الحرب.

وفي السياق نفسه، هناك خلافات بين نتنياهو والوزير في حكومة الحرب بيني غانتس، حيث سافر الأخير الأسبوع الماضي إلى الولايات المتحدة وبريطانيا مما أغضب رئيس الحكومة وطلب من السفارتين في واشنطن ولندن بعدم المشاركة فيها.

وقد واجه انتقادات أمريكية شديدة، وأسئلة صعبة حول الأزمة الإنسانية الأليمة في غزة واستراتيجية الحرب. وذكر موقع “أكسيوس” الإخباري الأمريكي أن غانتس ” لاحظ الكثير من الإحباط، الذي يشعر به حاليا البيت الأبيض تجاه الحكومة الإسرائيلية”.

ونسبت وسائل إعلامية لمسؤول في كيان الاحتلال الإسرائيلي قوله “بدأ غانتس يدرك أن الحكومة الإسرائيلية في ورطة عميقة بشأن رؤية الولايات المتحدة لمسؤولية إسرائيل عن الأزمة الإنسانية في غزة”، مضيفا “غانتس لم يتفاجأ بقوة الانتقادات فحسب، بل فوجئ أيضًا بمدى التباعد بين إسرائيل والولايات المتحدة عندما يتعلق الأمر بعملية (اجتياح) محتملة في رفح”.

وفي سياق متصل، قال زعيم المعارضة يائير لابيد، اليوم الخميس، إنه لن يجلس في حكومة تضمّ وزيري المالية بتسلئيل سموتريتش والأمن القومي إيتمار بن غفير، لأنهما “خطر على الدولة وعلى شعب إسرائيل” ، معربا عن استعداده لأي تنازلات في سبيل التوصل لصفقة تعيد المحتجزين في غزة. وأضاف أنه “من أجل صفقة تعيد المختطفين أنا مستعد أن أحني رأسي لأي شيء”.

تجنيد اليهود المتشددين يقسم صفوف كيان الاحتلال

زادت تصريحات الحاخام الأكبر لليهود السفارديم (طائفة اليهود الشرقيين)، إسحاق يوسف الوضع سوءا في كيان الاحتلال، بعدما رفض تجنيد اليهود المتشددين (الحريديم) وهدد يوسف في حديث للقناة 12 العبرية بأنه في حال أجبر الحريديم على الخدمة العسكرية فإنهم سيغادرون جميعا إلى الخارج.

ورد عليه زعيم المعارضة يائير لابيد بالقول إن “الحريديم الذين هم في سن مناسبة للتجنيد هم بالضبط ما يفتقر إليه الجيش الإسرائيلي حاليًا، ويجب علينا تجنيدهم”. وأضاف في تدوينة على حسابه بمنصة إكس “أولئك الذين لن يؤدوا الخدمة العسكرية لن يحصلوا على أموال من الدولة”.

من جانبه، قال بيني غانتس رئيس حزب “معسكر الدولة” إن كلمات الحاخام يوسف “هي ضرر أخلاقي للدولة والمجتمع الإسرائيلي”. أما حزب “الصهيونية الدينية” بزعامة وزير المالية بتسلئيل سموتريتشة فقال إن “الخدمة العسكرية وصية عظيمة”.

وبالمقابل، قال وزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير، رئيس حزب ّقوة يهودية” : “لا نؤمن بإجبار الجمهور الحريدي إلى التجنيد، ويجب أن يتم ذلك من منطلق التفاهم والمحبة”.

وساند حزب “ديغيل هتوراه” الحاخام يوسف وقال : “الحاخام إسحاق يوسف على حق، وليس لدينا الحق في الوجود كأمة على أرض إسرائيل بدون دارسي التوراة”، موضحا أن “هذه التوراة منحتنا القوة خلال آلاف السنين من المنفى والمتاعب التي عانيناها، وجعلتنا نصمد حتى عدنا إلى بلادنا”.

وهاجم حزب “شاس” رئيس المعارضة لابيد، وقال في بيان له “اخلع نعليك قبل أن تتحدث باستخفاف عن الحاخام الأكبر الذي عبر عن رأي واضح وحاسم بشأن الحق الهائل لدارسي التوراة الذين يدافعون عن الأرض”.

مطالبات بتوقيع اتفاق مع حماس ورحيل نتنياهو

وزادت احتجاجات عائلات الأسرى متاعب حكومة الاحتلال ورئيسها، للضغط عليه لتوقيع اتفاق، إذ أغلقت عدة نساء (بينهم قريبات الأسرى) اليوم الخميس، طريقا رئيسيا في تل أبيب للمطالبة بالتوصل إلى صفقة لإعادة المحتجزين الإسرائيليين من غزة.

وقالت القناة 12 العبرية: ” وقفت المتظاهرات وهنّ يحملن صورا ضخمة للمختطفين، وهتفن “اتفاق الآن’”، مضيفة “أوضحت المتظاهرات أنهن لن ينسين إخوانهن وأخواتهن الذين ما زالوا محتجزين في الأنفاق”.

وطالبت المتظاهرات النساء من جميع أنحاء الكيان بالتذكير بأنه لا يوجد شيء أكثر أهمية وإلحاحاً من الأسرى، وقالت المتظاهرات للحكومة: “عندما يؤجل أصحاب القرار إبرام الصفقة، لسنا مستعدين للتراخي.. لا نيأس، لا نستسلم”.

وتأتي هذه المظاهرة في سياق احتجاجات يومية شهدتها العديد من مدن الكيان الإسرائيلي المحتل في الأسابيع الأخيرة، للضغط على الحكومة لإبرام صفقة مع حركة حماس لتبادل أسرى إسرائيليين، ووقف إطلاق نار في غزة، وإجراء انتخابات مبكرة.

و كانت صحيفة “هآرتس” العبرية دعت في افتتاحيتها يوم الجمعة الماضي للخروج إلى الشوارع من أجل الإطاحة برئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. وقال الصحيفة في افتتاحية عنونتها “املأوا شوارع إسرائيل وأعلنوا: يجب على نتنياهو أن يرحل”، إن نتنياهو “مسؤول عن أكبر كارثة تحل بإسرائيل منذ قيامها”، في إشارة لعملية طوفان الأقصى يوم 7 أكتوبر 2023.

وكالات

أخبار / مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى