أفضل الأعمال في العشر الأواخر من رمضان

تبدأ الليالي العشر الأواخر من رمضان من ليلة الحادي والعشرين منه، ولها مزايا تفضلها على غيرها من ليالي العام، وذلك أنها الليالي التي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحييها كلها بالعبادة، وفيها ليلة القدر التي هي “خير من ألف شهر”.

فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يخص العشر الأواخر بعناية واجتهاد كبيرين، ويجتهد فيها ما لا يجتهد في غيرها من العبادة والحرص على فعل الخير.

وفي الصحيحين عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: “كَانَ النبي صلى الله عليه وسلم إِذَا دَخَلَ الْعَشْرُ شَدَّ مِئْزَرَهُ، وَأَحْيَا لَيْلَهُ، وَأَيْقَظَ أَهْلَهُ”. و”شد مئزره” كناية عن اعتزال النساء، و”أَحْيَا لَيْلَهُ” معناه استغرقه بالسهر في العبادة صلاة وتلاوة.

فيستحب للمسلم أن يحقق في هذه العشر مفهوم العبودية لله عز وجل في حياته العامة والخاصة، وأن يركز على تزكية نفسه وإصلاح قلبه والتزود بالخيرات.

وإحياء هذه الليلة، تشـرع للمسلم طائفة من أعمال البر، من أهمها:

1 – تحري ليلة القدر: ليلة القدر هي أعظم ليالي العام لقوله تعالى إنها “خير من ألف شهر” (أي نحو 84 عاما)، ومن عظيم فضل العشر الأواخر من رمضان أنها فيها. فلو قُدّر للمؤمن أن يصادف ليلة القدر متعبدا لله مخلصا له الدين لكانت وحدها خيرا له من عبادة حياته كاملة.

2 – الاعتكاف: وهو عبادة من أجل الأعمال الصالحات المستحبة في العشر الأواخر، فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه “كَانَ يَعْتَكِفُ الْعَشْرَ الأَوَاخِرَ مِنْ رَمَضَانَ حَتَّى تَوَفَّاهُ اللَّهُ”.

3 – تلاوة القرآن: فرمضان هو شهر القرآن والإكثار من قراءته بتدبر وخشوع، قال تعالى: “شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان”, فينبغي استغلال أوقاته لا سيما عشره الأخيرة في التفرغ لمدارسته ومذاكرته. وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يدارسه جبريل عليه السلام القرآن في كل يوم من أيام رمضان.

4 – الإنفاق في سبيل الله: فيستحب الإكثار من الصدقة في رمضان عامة وفي العشر الأواخر منه خاصة في غير سرف ولا خيلاء، إذ ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه “كان أَجْوَدَ النَّاسِ بِالْخَيْرِ، وَكَانَ أَجْوَد مَا يَكُونُ في رَمَضَانَ”.

إن مما يزيد العشر الأواخر فضلا وبركة أن فيها ليلة القدر، وهي ليلة عظيمة وشريفة، ثبت عن النبي – صلى الله عليه وسلم – أنه قال: “من قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا، غُفر له ما تقدَّم من ذنبه”، قال الإمام مالك – رحمه الله -: بلغني أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – أُري أعمار الناس قبله، أو ما شاء الله من ذلك، فكأنه تقاصر أعمار أمتِه ألا يبلغوا من العمل مثل الذي بلَغَه غيرُهم في طول العمر، فأعطاه الله ليلةَ القدر، خير من ألف شهر.

وعلينا أن نكثر مِن الدعاء الذي علمه رسول الله – صلَّى الله عليه وسلَّم – أم المؤمنين عائشةَ – رضي الله عنها – فقدْ قالت: يا رسول الله: أرأيت إن علمت أي ليلة ليلة القدْر؛ ما أقول فيها؟ قال: (قولي: اللهمَّ إنَّكَ عفوٌّ تحبُّ العفوَ فاعفُ عنِّي)؛ رواه الترمذي.

س.ز/ الإصلاح

 

 

 

أخبار / مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى