أحمد كافي: المطالبة بالمساواة في الإرث “مزايدة”
قال أستاذ التعليم العالي بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء أحمد كافي إن “نظام الإرث في الإسلام يخضع للاجتهاد البشري، وعندنا مدارس فقهية إرثية كثيرة وبينها خلاف فقهي كثير”.
وأضاف خلال حديثه في ندوة حول “مطالب تعديل مدونة الأسرة: قراءة في السياقات، المضامين والمآلات” أن من المعهود وجود مدارس مثل مدرسة زيد بن ثابت، المشهورة اليوم في العالمين العربي والإسلامي، ومدرسة أبو بكر الصديق ومدرسة ابن مسعود، ومدرسة ابن عباس ومدرسة معاذ بن جبل، موضحا أن كتب الخلاف الفقهي والفقه المقارن تحفل بمثل هذه المدارس.
وزاد كافي في مداخلته بالندوة التي نظمتها مؤسسة شيخ الإسلام محمد بلعربي العلوي للفكر والتراث يوم الثلاثاء 21 مارس 2023، أن هناك مكانا للاجتهاد في الإرث الإسلامي، مرجعا ذلك إلى كون الإرث مادة من مواد الفقه الإسلامي التي يسري عليها ما يسري على القضايا الفقهية من أن الأمور القطعية ثابتة، وأن الأمور الظنية متغيرة بحيث تتيح للناس الأخذ من هذا الرأي اليوم والاستغناء عنه غدا.
وبيّن المتحدث أن الاختلاف في الأخذ بالمدارس الفقهية في الإرث يتجلى اليوم بوضوح في مجموعة من الدول الاسلامية، ممثلا لذلك بالمغرب الذي يأخذ بالمذهب المالكي ويعتمد على الرسموكي في تقسيم الإرث، وبين السعودية التي تأخذ بالمذهب الحنبلي وتعتمد الرحيبية في تقسيم الإرث، ليخلص إلى أن ذلك الاختلاف لا حرج فيه من الناحية الشرعية.
واعتبر كافي أحد المساهمين في كتاب “نظام الإرث في الإسلام: ثوابته ومتغيراته” الدعوة إلى المساواة بين الذكر والإنثى في الإرث “مزايدة”، مستعرضا جميع توزيع الإرث في ألمانيا وفرنسا وإسبانيا والبرتغال وإيطاليا، مبينا أنها تحرم المرأة في إحدى درجاتها من الإرث، قائلا “أما المرأة عند اليهود فلا ترث أصلا”، موضحا أن ذلك يسري على المرأة اليهودية المغربية بناء على مدونة الأحوال الشخصية العبرية في المغرب.
وأوضح الأكاديمي أن استيعاب قضايا الإرث وفوائد القسمة في الإسلام، يقتضي الإطلاع على جميع مدونات الإرث في العالم، مفندا مزاعم المساواة في الإرث بين الذكر والأنثى حتى في الغرب، ممثلا لذلك بالقانون الفرنسي الذي يقسم الورثة إلى درجات الدرجة الأولى الأبناء، والثانية الأباء والثالثة الإخوة، فيجعل الإرث في درجة الأبناء فقط، بينما يحرم الأباء من الإرث رغم أن فيهم أنثى كذلك، موضحا أن مواطني عدة دول برغبون في القسمة الإسلامية لكن قوانينهم تقول غير ذلك.
ودعا كافي إلى منح المرأة ما فرضه الله تعالى، منتقدا ما يقع في حياة الناس من حرمان للنساء من الإرث أو تقليل أنصبته، موردا قصة أحد الأشخاص الذي كان يحاضر في قرية مغربية عن المناصفة بين الرجال والنساء، فرد عليه رجل بدوي عليه بالقول: يا فلان، الله أعطى للمرأة النصف، فاعطي لأختك ما أمرك الله به عوض حرمانها وأنت تتحدث عن المناصفة.