قرطاح في دردشة رمضانية: رمضان يسهم في تغيير عوائد المسلم الاستهلاكية، ورمضان شهر الرحمة

يسر موقع الإصلاح أن يقدم لزواره ومتصفحيه، من خلال هذه النافذة طيلة رمضان المبارك، دردشات رمضانية مع وجوه دعوية وقيادات تنظيمية في قضايا مختلفة، دردشة اليوم مع الدكتور مصطفى قرطاح أحد العاملين في مجال الدعوة والفكر والثقافة بمدينة القنيطرة، 

وفيما يلي نص هذه الدردشة: 

الدكتور مصطفى قرطاح، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، ورمضان مبارك سعيد، وشكرا لكم على قبول دعوة موقع الإصلاح، وهذه بعض الأسئلة يمكن أن نوجهها إليكم:

1ـ نحن في اليوم الثاني عشر من رمضان، كيف قضيتم  الأيام التي مرت من رمضان؟

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، حاولت قضاء هذه الأيام من رمضان متمسكا بالتوازن بين حقوق الله تعالى المتمثلة في عبادته، والمشاركة في الأنشطة الدعوية والتربوية العامة والخاصة، وبين حقوق الأسرة إذ أشارك أفراد أسرتي في شؤون البيت تنظيفا وإعدادا للطعام وغير ذلك، وبين حقوق العائلة الكبرى المتمثلة في صلة الرحم، وبين الحقوق الشخصية المتمثلة في القراءة والتعلم.

2ـ في نظركم ما هي أبرز رسالة لرمضان في ظل الجائحة؟

أبرز رسالة لرمضان في ظل الجائحة هي أن عبادة الله تعالى يجب أن تتم في توافق مع سنة الله تعالى في الابتلاء  “ونبلوكم بالشر والخير فتنة وإلينا ترجعون”؛ فالابتلاء يؤثر على عبادة المسلم حيث يدعوه إلى تمحيص إيمانه وإعادة ترتيب أولوياته. وكما يسهم رمضان في تغيير عوائد المسلم سواء منها الاستهلاكية أو غيرها، فإن الجائحة وما صاحبها من منع للتنقل بالليل ستكرس هذا التغيير الذي نرجو أن يكون إيجابيا، حيث سيجد المسلم نفسه ملزما بالمكوث في البيت مع أفراد أسرته ومجالستهم أو النوم المبكر  أو الانخراط في بعض الأنشطة الهادفة كالقراءة الفردية.

3ـ برأيكم، ما هو الدور الذي يمكن لرمضان أن يسهم به في تقوية التلاحم الأسري؟

لرمضان بأجوائه الروحية والعادات الاجتماعية والأسرية التي تصاحبه له دور مهم في تقوية التلاحم الأسري، فاجتماع أفراد الأسرة على مائدة الإفطار وتبادلهم أطراف الحديث يعزز مشاعر المحبة والارتباط الأسري. فإذا أضفنا إلى ذلك ما فرضته الجائحة من منع التنقل وضرورة إقامة صلوات العشاء والتراويح والصبح في البيت، فإن قيام الأسرة بتلك الصلوات جماعة سيزيد من تعزيز ذلك التلاحم. وهذا التلاحم من شأنه أن يشكل فرصة للأسر لمكافحة النزوعات الفردية وبعض المظاهر السلوكية السلبية كالإدمان الالكتروني أو الانغماس في متابعة البرامج التلفزية التافهة.

4ـ ما الرسالة التي تريدون توجيهها إلى المغاربة بمناسبة رمضان؟

الرسالة التي أود توجيهها إلى المغاربة في رمضان هي الدعوة إلى التراحم امتثالا لقول النبي صلى الله عليه وسلم: “الراحمون يرحمهم الرحمن، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء”. فالجائحة ومنع التنقل الليلي ضيق على كثير من المغاربة أرزاقهم، فالواجب هو المبادرة إلى إغاثة هؤلاء الناس وإعانتهم على تجاوز هذه المحنة.

كما أدعو المغاربة إلى مكافحة الشائعات و عدم الخوض في القضايا العامة بغير علم. فالله تعالى الذي أمرنا بالصلاة والصيام هو الذي أمرنا بالالتزام بمجموعة من الضوابط العلمية منها قوله تعالى: “‌وَلَا ‌تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا” [الإسراء: 36] وقوله تعالى:”‌ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ” [النحل: 43].

كلمة ختامية: أشكر موقع الإصلاح على هذه الدردشة الرمضانية الخفيفة.

موقع الإصلاح: شكرا لكم دكتور مصطفى قرطاح  على هذا الوقت التي خصصتموه لموقع الإصلاح، وتقبل الله صيامكم وقيامكم، وجزاكم الله خيرا.

الإصلاح

 

ذات الصلة: 

محمد حقي في دردشة رمضانية، هكذا يخدمُ رمضانُ الأسرةَ، وهذه أبرز اهتماماتي في هذا الشهر

الأستاذ فوزي بهداوي في دردشة رمضانية 

بنينير في دردشة رمضانية: هذه أبرز رسالة لرمضان في ظل الجائحة

مستور في دردشة رمضانية: الإيمان يحرر الإنسان لكي لا تأسره الدنيا أو العادات أو الشبهات أو الشهوات

                                                                                             

أخبار / مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى