خبير في البنك الإفريقي: المغرب يشهد نقصا متفاقما في المياه العذبة
قال البنك الإفريقي للتنمية، إن الوضع في المغرب يشهد نقصا نقصت متفاقما في المياه العذبة بسبب الضغوط الديموغرافية. ونشر الموقع الرسمي للبنك حوارا بعنوان “في المغرب، الاستجابة لتحدي الإجهاد المائي تشكل قضية رئيسية” أجراه مع الخبير بقطاع الماء بمكتب البنك الإفريقي محمد الوهابي.
وأبرزالخبير أن المملكة المغربية تدخل عامها السادس على التوالي من الجفاف، وهي مرحلة لم تشهدها البلاد من قبل. فالسدود لا تمتلئ، في المتوسط إلا بربع طاقتها الاستيعابية، في حين تنخفض مستويات المياه الجوفية. واليوم، يبلغ معدل إمدادات المياه السنوية للفرد في المملكة ما يزيد قليلاً عن 600 متر مكعب، أي أقل بأربع مرات مما كان عليه قبل 60 عامًا.
وأشار الخبير إلى أن الحكومة المغربية تمكنت منذ عدة سنوات من تقييم المشكلة، وهي تضاعف جهودها لمواجهة هذا التحدي. وتنفذ البلاد العديد من المشاريع لتعزيز وتأمين الوصول إلى المياه، وتسريع بناء السدود ومحطات تحلية مياه البحر، والاستثمار في إعادة استخدام مياه الصرف الصحي وكذلك في مشاريع توفير المياه لمياه الشرب وشبكات الري.
وأكد الخبير أن قضية المياه تتجاوز الحدود الجغرافية، إذ تغير مسألة تغير المناخ علاقتنا بهذا المورد الحيويـ وتتضاعف كوارثه في أشكال متناقضة من الجفاف إلى الفيضانات، وحتى أشكالا جديدة، تتمثل في التربة المتشققة في القرن الأفريقي، والعاصفة الثلجية التي تغطي أشجار النخيل في لوس أنجلوس بالثلوج، أو حتى جندول البندقية الملقاة في القنوات الجافة.
ولفت الخبير إلى أن تغير المناخ أصبح اليوم حقيقة واقعة، وأصبح التكيف ضرورة. وأصبحت مسألة مكافحته مسألة عالمية كون حالة الطوارئ المناخية الحالية، تعبر على أننا نواجه الآن صدمة مناخية. وأشاد الخبير بالشراكة بين البنك والمملكة التي تكتسب زخما، إذ يجري استكشاف طريق جديد على وجه الخصوص، وهو ربط الأحواض وإنشاء شبكة لنقل المياه لضمان التوزيع العادل للموارد بين المناطق. وهكذا، في حالة وجود نقص في منطقة ما، يمكن نقل المياه من الأحواض الفائضة إلى تلك التي تعاني من عجز أكبر.
ويساهم البنك الإفريقي للتنمية في تحقيق هذا الطموح من خلال تمويل دراسات نقل المياه من الأحواض من الشمال إلى الجنوب من جهة، وتصميم السدود وهياكل الربط من جهة أخرى. ومن أجل النهوض، تمكن المغرب من الاعتماد على شركاء أقوياء، مثل مؤسسة تمويل التنمية الرائدة في أفريقيا.
ومنذ نهاية السبعينيات، ساهم البنك الأفريقي للتنمية في تحسين شبكات المياه في حوالي ثلاثين مدينة مغربية، مما يغطي الاحتياجات المائية لأكثر من 15 مليون نسمة. وفي المجموع، هناك 15 مشروعا هيكليًا بقيمة 1.2 مليار أورو مستثمرة.