المجلس الاقتصادي والاجتماعي يدعو لإحداث مؤسسة استراتیجیة لمغاربة العالم
دعا المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبیئي إلى تحویل مؤسسة الحسن الثاني للمغاربة المقیمین بالخارج إلى مؤسسة عمومیة استراتیجیة تمثل الفاعل والذراع العملیاتي لتنزیل استراتیجیة مغاربة العالم، موصيا بإحداث فروع للمؤسسة العمومیة الاستراتیجیة الـمسؤولة عن تنزیل الاستراتیجیة على صعید البلدان المضیفة داخل سفارات المملكة.
وطالب المجلس في رأي بعنوان “نحو تمتين الرابط الجيلي مع مغاربة العالم: الفرص والتحديات”، بتطوير مشاركة وتمثيلية مغاربة العالم في المؤسسات الاستشارية وهيئات الحكامة الجيدة المحدثة بموجب الدستور أو القانون، مشددا على ضرورة وضع الترتيبات التنظيمية والتقنية، ولا سيما الرقمية منها والكفيلة بتيسير التسجيل في اللوائح الانتخابية الوطنية والتصويت في الانتخابات التشريعية بالنسبة لمغاربة العالم.
وأوضح رأي المجلس أن من شأن تمثيل مغاربة العالم في المؤسسات الاستشارية وهيئات الحكامة الجيدة والتقنين، أن يتيح لهم على الأقل التعبير عن آرائهم وتطلعاتهم بطريقة ممنهجة ومؤسساتية، بما يمكنهم من المشاركة في النقاش المواطن وفي سيرورة اتخاذ القرار.
تسھيل تنقل الكفاءات
وأوصى المجلس بتعزيز التعاون اللامركزي الدولي بين الجماعات الترابية في المغرب ونظيرتها في الخارج، والتي تضم في عضويتها منتخبين من مغاربة العالم، الذين يقدر عددهم بالآلاف في المجالس المنتخبة عبر العالم، داعيا لتسخير خبرات مغاربة العالم وشبكات الكفاءات المغربية المقيمة بالخارج، في بلورة وتنفيذ برامج ثنائية وإقليمية ودولية مرتبطة بالهجرة عموما.
وحث المجلس على تكلیف وزیر منتدب لدى وزارة الشؤون الخارجیة والتعاون الإفریقي والمغاربة المقیمین بالخارج، مكلف بشؤون مغاربة العالم، بمھمة ومسؤولیة الحرص على تصمیم وتأمین التنفیذ السلیم لاستراتیجیة مغاربة العالم، ودعم المواھب المھاجرة، وتقلیل العقبات التي تحول دون مشاركتھم في الشبكات العلمیة والتكنولوجیة والأنشطة الثقافیة.
وشدد المجلس على ضرورة إقرار أحكام ضمن الترسانة التشریعیة والتنظیمیة تسھل تنقل الكفاءات المغربیة العاملة في الخارج، خصوصا الأساتذة والخبراء والباحثین الجامعیین، موضحا أن مسألة التمثيلية السياسية لمغاربة العالم ينبغي أن يُنظر إليها في شموليتها، بحيث تتسع للمشاركة في آليات الديموقراطية التمثيلية والتشاركية، إضافة إلى الانخراط في الشأن العام والمساهمة بالمبادرات المواطنة.
إحداث صندوق استثماري
ودعا المجلس إلى فتح صندوق محمد السادس للاستثمار أمام مساهمة مغاربة العالم ، أو إحداث صندوق استثمار مخصص لمغاربة العالم بهدف توجيه بعض الموارد نحو الأنشطة ذات الانعكاسات الاجتماعية والبيئية الإيجابية، والاستثمار في أسهم الشركات، وأنشطة الاقتصاد الاجتماعي والتضامني، مع إحداث غُرف تجارية مغربية مع مشاركة فعالة لمغاربة العالم من الفاعلين الاقتصاديين في بلدان الإقامة.
وأوصى المجلس بالعمل في إطار شراكة بين القطاعين العام والخاص على إحداث منصة رقمية للتدبير التوقعي للوظائف والكفاءات خاصة بالكفاءات المغربية المقيمة بالخارج، على أن تشمل المهن الجديدة وتلك التي تعاني من الخصاص على المستوى الوطني وتعزيز الموارد البشرية العاملة في البعثات القنصلية من حيث العدد والكفاءة وتنوع القدرات والتدخلات، وتعزيز الوحدات القنصلية المتنقلة في البلدان.
وكشف المجلس عن روابط مغاربة العالم بالمملكة المغربية، موضحا أن على رأسها روابط شخصية وعائلية عبر الزيارات المنتظمة للأهل والعائلة بنسبة 94.3 في المائة حسب المستوجبين، والاحتفال بالمناسبات الدينية والعائلية بنسبة 37.3 في المائة، أو إقامة ثانوية لفترات بالتناوب مع بلد الاستقبال بنسبة 24.4 في المائة.
المساهمة بالنمو الاقتصادي
وأضاف المصدر أن الروابط تتخذ أيضا صبغة مهنية على شكل استثمارات بنسبة 34 في المائة من المستوجبين، ثم التجارة بنسبة 19.32 في المائة أو العمل لدى المقاولات أو في إطار مشاريع التعاون بنسبة 11.69 في المائة. أما باقي أنواع الروابط فهي تتعلق بالأنشطة الثقافية والسياحة وكذا الأنشطة المتعلقة بالتضامن.
ولاحظ المجلس بلوغ تحويلات مغاربة العالم 93.7 مليار درهم سنة 2021، أي ما يمثل 7.3 في المائة من الناتج الداخلي الإجمالي، مسجلة ارتفاعا بنسبة 37.5 في المائة مقارنة بسنة 2021، مضيفا أن هذه التحويلات سجلت على مدى العقد الماضي معدل نمو مطرد بلغ 6 في المائة سنويا، متجاوزا بذلك معدل نمو الاقتصاد الوطني.
يذكر أن المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي أطلق استشارة لمغاربة العالم عبر منصتھ “أشارك” من 8 إلى 29 أكتوبر 2022 لتكوين رأيه بناء على نتائج الاستشارة، وقد تم نشر الاستمارة بـ7 لغات وبلغ عـدد المشاركات 4654 مساهمة.