“القدس الدولية” تدعو إلى الدفاع عن المسجد الأقصى

دعت مؤسسة القدس الدولية إلى الدفاع عن المسجد الأقصى بشد الرحال والرباط والاعتكاف في وجه عدوان الاحتلال، فلم تكد العشر الأولى من رمضان تنقضي حتى كان المسجد الأقصى قد شهد ثلاثة أشكال من عدوان الاحتلال عليه:
الأول: هو منع الاعتكاف في الجمعة الأولى من رمضان للمرة الأولى منذ عام 2014، وطرد المصلين والمعتكفين منه بقوة السلاح.
الثاني: السطو على سماعتين في المصلى المرواني أول أمس الأحد 09 مارس 2025، بقصد تعطيل انتظام الصلاة فيه ومنع الصوت من الوصول إلى حشود المصلين فيه، زاعمة أن تركيبهما “تم دون تنسيق”، لتجدد بذلك مسعاها لوضع اليد على إعمار المسجد الأقصى المبارك الذي هو صلاحية حصرية للأوقاف الإسلامية في القدس والتابعة للحكومة الأردنية.
الثالث: تجديد حصار المسجد الأقصى: إذ باتت تفرض ثلاثة أطواق عسكرية لتقييد الوصول إليه في محيط المدينة وفي محيط البلدة القديمة ثم على أبوابه، بشكل جعل عدد المصلين في جميع أيامه حتى الآن أدنى من مثيلاتها في عامي 2021 و2022، علاوة على منع إدخال وجبات السحور والإفطار وتسيير دورياتها لتفتيش المصلين داخل المسجد.
وأكدت المؤسسة في بيان لها أمس الإثنين 10 مارس 2025، أن تجديد حرب الاحتلال على المسجد الأقصى يأتي في مسار واضح يسعى للإحلال الديني فيه، ويتطلع إلى إزالته من الوجود وتأسيس الهيكل المزعوم في مكانه وعلى كامل مساحته، وهي النية التي كانت معلنة بالرايات فوق دبابات جنوده في الحرب وفي شاراتهم حين اتخذوا من الهيكل عنواناً لحرب الإبادة على غزة، وأمام هذا الخطر الوجودي على الأقصى فإننا في مؤسسة القدس الدولية نؤكد على ما يلي:
أولاً: إن معركة المسجد الأقصى كانت وما تزال بوابة الحسم والإلغاء في فكر وممارسة الصهيونية الدينية واليمين الصهيوني عموماً، وهو ما يتجسد على الأرض منذ أربعة عقودٍ من الزمن.
ثانياً: إن الخطر الوجودي على المسجد الأقصى هو تجسيدٌ للخطر الوجودي على فلسطين وأهلها وهويتها بالإجمال، وهو ما يفرض ضرورة الدفاع عنه بشد الرحال والرباط وتجديد الاعتكاف رغم تغول الاحتلال وعدوانه وإجرامه، فمعركة الأقصى باتت معركة وجود.
ثالثاً: إن حماية هوية المسجد الأقصى المبارك مسؤولية الأمة الإسلامية جمعاء، وهو ما يفرض على الأمة بجماهيرها ونخبها وعلمائها أن تتوجه بوعيها وجهودها إلى المسجد الأقصى ومعركة الذود عنه وتحريره، فهي تبقى المعركة المركزية التي يمكن أن تؤسس لوحدة الأمة.
وجددت دعوتها للحكومة الأردنية أن تتحمل مسؤوليتها باتخاذ موقف عملي يفرض استئناف صلاحيتها الحصرية في ترميم الأقصى بما يحافظ على انتظام الصلاة فيه بكامل مساحته، أمام العدوان المستمر والمتجدد على كل أعمال الإعمار والصيانة في الأقصى، وتخريبها المتعمد، والمنع المستمر لترميم نظام الصوتيات بعد عدوان الاحتلال عليه وتدميره في 15 أبريل 2022، والذي يهدد بمنع انتظام الصلاة في أجزاء المسجد مجتمعة.