الدكتور الموس يكتب: رسالة إلى كل معلم ومرب

 قال الدكتور احمد الريسوني حفظه الله: ”  لا يوجد شيء يمكن القول عنه: إنه يصنع الإنسان ويصوغه معنويا كالتعليم، لا سيما التعليم الشرعي، ولذلك جعل التعليم من الوظائف الأساسية للرسل والأنبياء”[1]. ولا شك أن أعز ما يطلب في التعليم هو ما يثمره من تهذيب وتربية، وهذه الثمرة لن تتحقق ما لم يوجد المربي القدوة، الذي يُعلّم بسلوكه وأدبه قبل أن يعلم بقوله وتلقينه.

قال مالك رحمه الله: ” كانت أمي تعممني وتقول لي اذهب إلى ربيعة فتعلم من أدبه قبل علمه”[2]. ونقل عن الزُّهْرِيِّ قَالَ: ” كُنَّا نَأْتِي الْعَالِمَ فَمَا نَتَعَلَّمُ مِنْ أَدَبِهِ أَحَبُّ إِلَيْنَا مِنْ عِلْمِهِ”[3].  ولأجل ذلك نوه القرآن الكريم بأهمية القدوة في التربية والتزكية من خلال النصوص الآمرة بالتأسي، أو من خلال ضرب الأمثال من سيرة الصفوة المختارة كإبراهيم عيه السلام.

 وهذه كلمات خطها فرد من أفراد أسرة التربية والتعليم، يعاني ما تعانيه، ويكتوي بما تكتوي به من جسامة المسؤولية، عسانا نرتقي جميعا إلى حسن أداء الأمانة، وإلى صناعة جيل من الشباب يبني الوطن ويحميه، ويدافع عن قيمه ومبادئه.

أولا: معرفة قيمة  الاصطفاء لهذه المهمة

  من أول ما ينبغي أن تنتبه له أخي المدرس أختي المدرسة أن تعلم أن الله اصطفاك لأمر عظيم، واختارك لتكون في زمرة الأنبياء والعلماء الربانيين، الذين يدلون الناس على ربهم، ويعلمونهم ما ينفعهم في دنياهم وأخراهم، فلا تضجر من مهنتك، ولا تتأفف من ثقل مسؤوليتها، وتذكر قول الشاعر أحمد شوقي  رحمه الله:

                       قم للمعلم ووفه التبجيلا    كاد المعلم أن يكون رسولا

وقد قال الحق سبحانه في مهمة النبي الخاتم: {هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ} [الجمعة: 2]. وقد كان ابن رجب الحنبلي كثيرا ما يتذكر مكانة الاصطفاء لهذه المهنة كي يُلزم نفسه بالمرابطة فيها والصبر على مشاقها، وكان يقول في خواطره: ” …. أو ما تسمعه يقول لنبيه صلى الله عليه وسلم: ” وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْماً “. ثم ألست تبغي القرب منه؟ فاشتغل، بدلالة عباده عليه، فهي حالات الأنبياء عليهم الصلاة والسلام. أما علمت أنهم آثروا تعليم الخلق، على خلوات التعبد، لعلمهم أن ذلك آثر عند حبيبهم؟…..”. 

فلا تنس – ي- أنك صاحب رسالة تربوية، وأنك لست موظفا كباقي الموظفين يعمل على قدر أجرته التي ينتظرها في آخر الشهر. كلا فأنت رُشحت لأمر عظيم ثمرته وجزيل ثوابه كما سترى في الفقرة الموالية:

ثانيا: معرفة جزيل الأجر والفضل:

   مما يعينك أخي المدرس على الصبر في أداء رسالتك، وتحمّل مشاقها أن تعرف عظيم الأجر والثواب الذي خص الله به معلمي الناس الخير. روى الترمذي عن أَبي أُمَامَة – رضي الله عنه – : أنَّ رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ، قَالَ : (( فَضْلُ العَالِمِ عَلَى العَابِدِ كَفَضْلِي عَلَى أدْنَاكُمْ )) ثُمَّ قَالَ رسول الله – صلى الله عليه وسلم – : (( إنَّ اللهَ وَمَلاَئِكَتَهُ وَأهْلَ السَّماوَاتِ وَالأَرْضِ حَتَّى النَّمْلَةَ في جُحْرِهَا وَحَتَّى الحُوتَ لَيُصَلُّونَ عَلَى مُعَلِّمِي النَّاسِ الخَيْرَ )) فانظر رحمك الله كيف سخر لك سبحانه الكائنات تدعو لك؟ وكيف جعلك فضلك لا يقارن مع فضل العابد غير العالم. ولأجل هذا الأجر الجزيل رابط من رابط على التربية والتعليم وظل فيها إلى آخر عمره، وكان الإمام أحمد يقول حين يسأل إلى متى في العلم والتعلم: ” مع المحبرة إلى المقبرة”.

ثالثا: صفات تحتاجها أهي المدرس فاحرص عليها

يحتاج المنتسب للتربية والتعليم إلى أن يتحلى ويتزين بصفات تعينه على حسن أداء رسالته، فمن كانت فيه فطرةً فليحمد الله وليجتهد في الزيادة منها، ومن افتقد بعضها فليجتهد في اكتسابها، فإنما العلم بالتعلم، والحلم بالتحلم، ومن جد فيما طلب هان عليه ما وجد، فإليك بعض أمهات الصفات:

  • الرحمة والشفقة بالمتعلمين:

  من أهم الصفات اللازمة لك أخي المدرس أن تتحلى بالشفقة والرحمة في تعاملك مع المتعلمين، وألا تقسو عليهم.  قال ابن جماعة في ذكر بعض أدب العالم مع طلابه: ” وينبغي أن يعتني بمصالح الطالب، ويعامله بما يعامل به أعز أولاده من الحنو والشفقة عليه والإحسان إليه والصبر على جفاء ربما وقع منه” [4]. وتذكر أخي ما كان عليه النبي عليه السلام وهو القدوة من الرفق والرحمة بأصحابه. قال تعالى: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ } [آل عمران: 159].

   ومن تجليات الشفقة والرحمة حسن التعامل مع أخطاء المتعلمين، والرفق عند تصويبها أو التنبيه عليها. والأسوة في ذلك نبينا عيه السلام. روى النسائي عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ الْحَكَمِ السَّلَمِيِّ قَالَ بَيْنَا أَنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الصَّلَاةِ إِذْ عَطَسَ رَجُلٌ مِنْ الْقَوْمِ فَقُلْتُ يَرْحَمُكَ اللَّهُ فَحَدَّقَنِي الْقَوْمُ بِأَبْصَارِهِمْ فَقُلْتُ وَا ثُكْلَ أُمِّيَاهُ مَا لَكُمْ تَنْظُرُونَ إِلَيَّ قَالَ فَضَرَبَ الْقَوْمُ بِأَيْدِيهِمْ عَلَى أَفْخَاذِهِمْ فَلَمَّا رَأَيْتُهُمْ يُسَكِّتُونِي لَكِنِّي سَكَتُّ فَلَمَّا انْصَرَفَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَعَانِي بِأَبِي وَأُمِّي هُوَ مَا ضَرَبَنِي وَلَا كَهَرَنِي وَلَا سَبَّنِي مَا رَأَيْتُ مُعَلِّمًا قَبْلَهُ وَلَا بَعْدَهُ أَحْسَنَ تَعْلِيمًا مِنْهُ قَالَ إِنَّ صَلَاتَنَا هَذِهِ لَا يَصْلُحُ فِيهَا شَيْءٌ مِنْ كَلَامِ النَّاسِ إِنَّمَا هُوَ التَّسْبِيحُ وَالتَّكْبِيرُ وَتِلَاوَةُ الْقُرْآنِ” .

  • إتقان العمل وحسن الاعداد

    ومن الصفات اللازمة لك اخي المربي، والتي تحببك للطبلة أن تكون من المحسنين.

فاتقن عملك وأحسن إعداد درسك واستعن بالوسائل العصرية التي استجدت، واعلم أن أجرك عظيم عند الله تعالى، وأنه بسلوكك هذا تحبب مادتَك لطلابك وتلامذتك، وتغرس فيهم الاتقان والإحسان الذي هو مرتبة من مراتب الايمان. وقد روي عن النبي عليه السلام أنه قال: “إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه”. وأخلص في مهنتك، ولا تأتها متثاقلا كسلانا، بل عند خروجك  من بيتك توكل على الله تعالى واستعذ به من العجز والكسل، واترك همومك ومشاكلك المادية وراء ظهرك وأعلم أن الله تعالى سيكفيك مصالح نفسك بسعيك في مصالح غيرك.

  • التحلي بالتيسير وتجنب التعسير وكظم الغيظ إزاء الهفوات:

     هذه أيضا خصلة هامة تجعلك محبوبا عند طلابك، وهي ثمرة للشفقة والرحمة، إنها التيسير وتجنب التعسير، فما خُيّر عليه السلام بين أمرين إلا اختار أيسرهما ما لم يكن إثما. وأكد عليه السلام هذه الصفة التي هي من مقاصد الشريعة حين قال فيما رواه مسلم عن جابر بن عبد الله:  رضي الله عنه أن النبي عليه السلام قال لعائشة رضي الله عنها: «  إِن الله لم يبعثني مُعْنِتا ولا مُتَعَنِّتا. ولكن بعثني مُعَلِّما مُيَسِّرا ».  فاحذر بارك الله فيك من أن تُعسر ما هو سهل، أو أن تُظهر لطلابك وتلامذتك صعوبة المادة وعسر استيعابها، بل اجتهد في تبسيطها ولو كانت صعبة .

وإذا كان الخطأ مما فطر عليه الناس فإن المطلوب منك أن تنبّه عليه برفق، وأن تتغاظى أحيانا عن بعض هنات طلابك وهو من التغافل المحمود. ولا تسترسل مع الغضب فهو أصل كل بلية؛ بل كن من الكاظمين الغيظ والعافين عن الناس. روى البخاري ومسلم عن عبد الله بن مسعود – رضي الله عنه – : قال : « لما كان يومُ حُنين آثرَ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- [ناسا] في القسمة ، … فقال رجل : والله إن هذه لَقِسمَة ما عُدِلَ فيها ، ولا أُرِيدَ فيها وجهُ الله ، قال : فقلتُ : والله لأُخْبِرنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- قال : فأتَيتُهُ فأخبرتُهُ بما قال ، فتغير وجهه،حتى كان كالصِّرْف ، ثم قال : فمن يَعدلُ إِذا لم يعدل الله ورسولُهُ ؟ ثم قال : يرحم الله موسى ، قد أُوذِيَ بأكثر من هذا فَصَبَر».

  • الحرص على العدل في معاملة الطلاب والابتعاد عن الجور والمحاباة

   اعلم أخي المدرس أن من قيم الاسلام الكبرى قيمة العدل والقسط، وقد أمر الله بها في الكثير من آيات القرآن. وجعل النبي عليه السلام الامام العادل على رأس السبعة الذين يظلهم الله في ظله . والعدل يدخل في مجالات متعددة، وبإمكان المدرس أن يغرس هذه القيمة بسلوكه وبعدله بين تلامذته وطلبته وتجنب محاباة بعضهم على حساب البعض.

     وإن من الصفات التي تصيب العملية التربوية في مقتل تفضيلَ المدرس بعض طلبته على بعض دون موجب لذلك، والأدهى من ذلك أن يجور في التنقيط ووضع العلامات عند امتحانهم. قال بدر الدين بن جماعة محذرا من هذه الصفة: ” ألا يُظهر للطلبة تفضيل بعضهم على بعض عنده في مودة أو اعتناء مع تساويهم في الصفات من سن أو فضيلة أو تحصيل ديانة فإن ذلك ربما يوحش منه الصدر ويُفر القلب…”[5]

  • حسن العناية بالمظهر واللباس الوقور والجميل:

     مما يحسن  بك أخي المدرس – ة – أن تعتني بهندامك، وأن تأخذ بتوجيهات نبيك في حسن الملبس والمظهر. وروى الحاكم المستدرك على الصحيحين وصححه الذهبي عن قيس بن بشر التغلبي قال :” كان أبي جليسا لأبي الدرداء رضي الله عنه بدمشق و بها رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم من الأنصار يقال له ابن الحنظلية و كان متوحدا قلما يجالس الناس إنما هو في صلاة فإذا انصرف فإنما هو تكبير و تسبيح و تهليل حتى يأتي أهله فمر بنا يوما و نحن عند أبي الدرداء فسلم فقال أبو الدرداء: كلمة تنفعنا و لا تضرك فقال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : “إنكم قادمون على إخوانكم فاحسنوا لباسكم و اصلحوا رحالكم حتى تكونوا كأنكم شامة في الناس إن الله لا يحب الفحش و التفحش“.

 وأخذ الصحابة والتابعون وعلماء الإسلام بمبدأ العناية بالمظهر، فكان أبو ذر رضي الله عنه يلبس أحسن ما يجد ويختاره لغلمانه أيضا. روى البخاري عن عَنِ الْمَعْرُورِ، قَالَ: لَقِيتُ أَبَا ذَرٍّ بِالرَّبَذَةِ، وَعَلَيْهِ حُلَّةٌ وَعَلَى غُلاَمِهِ حُلَّةٌ”. وروي عن مالك أنه كان يتطيب ويتزين قبل الجلوس لمجلس العلم. وأصّل القرافي بدوره للمسأالة فقال: ” وأما التجمل فقد يكون واجبا في ولاة الأمور وغيرهم، إذا توقف عليه تنفيذ الواجب فإن الهيئة الرثة لا تحصل معها مصالح العامة من ولاة الأمور”. ومن فرّط في العناية بملبسه ومظهره على الدوام مع استطاعته اعتُبر مُقصرا في نظر الشارع، ويشهد لذلك ما رواه مالك عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيِّ أَنَّهُ قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي غَزْوَةِ بَنِي أَنْمَارٍ، قَالَ جَابِر: وَعِنْدَنَا صَاحِبٌ لَنَا نُجَهِّزُهُ يَذهَبُ يَرْعَى ظَهْرَنَا. قَالَ فَجَهَّزْتُهُ ثُمَّ أَدْبَرَ يَذهَبُ فِي الظَّهْرِ وَعَلَيْهِ بُرْدَانِ لَهُ قَدْ خَلَقَا، قَالَ فَنَظَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَيْهِ فَقَالَ:«  أَمَا لَهُ ثَوْبَانِ غَيْرُ هَذَيْنِ » فَقُلْتُ بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ لَهُ ثَوْبَانِ فِي الْعَيْبَةِ كَسَوْتُهُ إِيَّاهُمَا قَالَ:« فَادْعُهُ فَمُرْهُ فَلْيَلْبَسْهُمَا » قَالَ: فَدَعَوْتُهُ فَلَبِسَهُمَا ثُمَّ وَلَّى يَذْهَب. قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:« مَا لَهُ ضَرَبَ اللَّهُ عُنُقَهُ أَلَيْسَ هَذَا خَيْرًا لَهُ »[6].

     واعلم أخي المدرس أن من فوائد العناية بالمظهر والتوسط والاعتدال في ذلك ألا تُشغل طلابك بما يصدهم  عن التركيز في درسك، وقد ينشغلون بالتغامز حول ما يرونه عليك.

  • التوجيه التربوي للطلاب ونصحهم ورفع معنوياتهم

  ختاما أذكرك أخي المدرس أن مقامك مقام التوجيه والتربية، وأن من أهم ما يحتاجه طلابك أن تمسح على قلوبهم، وأن تزيل اليأس والقنوط من أذهانهم. ولاشك أن غرس الايمان في النفوس من أهم ما يزيل القنوط عن النفس. قال الله تعالى: { وَلَا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ} [يوسف: 87]. وإن كثير من أسباب انقطاع الطلبة عن التحصيل وتوقفهم يعود لما تسرب إلى نفوسهم من يأس بسبب الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية التي يعيشونها.

فاجتهد  أخي المدرس في غرس القيم ومبادئ الدين، واغتنم المناسبات والأحداث التي تقع والتي تكون موضعا مناسبا للتوجيه. وتذكر أن رياضة وتربية النشء من أعظم ما يوصي به العلماء الربانيون. قال الغزالي في إحياء علوم الدين: ” اعلم أن الطريق في رياضة الصبيان من أهم الأمور وأوكدها، والصبي أمانة عند والديه وقلبه الطاهر جوهرة نفيسة ساذجة خالية عن كل نقش وصورة، وهو قابل لكل ما نقش، ومائل إلى كل ما يمال به إليه.  فإن عود الخير وعُلمه نشأ عليه وسعد في الدنيا والآخرة وشاركه في ثوابه أبوه وكل معلم له ومؤدب وإن عود الشر وأهمل إهمال البهائم شقي وهلك وكان الوزر في رقبة القيم عليه والوالي له…”. ولاشك أنك أخي المدرس تقوم اليوم مقام الوالدين، وقد يتيسر على يديك ما لا يتيسر بتوجيه الوالدين، فالتلميذ يقضي معك وقتا أطول مما يقضيه مع الأسرة، وقد يكون لك من المهابة والمكانة ما يعزز تأثيرك التربوي عليه، فاجتهد في ذلك وتذكر ما رواه البخاري ومسلم عن سهل بن سعد – رضي الله عنه – : أَنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- قال لعلي رضي الله عنه: « واللهِ لأن يهديَ الله بكَ رجلا واحدا خير لكَ من حُمْر النَّعَم ». واعلم أخي المدرس أن مادتك كيفما كانت لن تحول بينك وبين التوجيه الحكيم، فأخلص لله تعالى ولا تتردد  في ما يجب عليك. والحمد لله رب العالمين

الدكتور الحسين الموس

——–

[1] كتاب الاختيارات الدينية  الكبرى للأمة الاسلامية للريسوني، ص

[2] ترتيب المدارك وتقريب المسالك (1/  130)

[3] تاريخ الإسلام ت بشار (3/  509)

[4]  تذكرة السامع والمتكلم بآداب العالم والمتعلم، ابن جماعة، ث 49.

[5] تذكرة السامع والمتكلم في آداب العالم والمتعلم، ابن جماعة، ص 59.

[6] الموطأ، كتاب الجامع، باب ما جاء في لبس الثياب للجمال بها، ج2، ص 244.

أخبار / مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى