الأعمال الرمضانية بالقنوات العمومية .. مُشاهد متعطش للجودة والإبداع
يتجدد مع قدوم شهر رمضان من كل عام، النقاش حول جودة الإنتاجات المعروضة على القنوات العمومية، حيث تضج شبكات التواصل الاجتماعي بنقاشات حول مدى رقيها وتعبيرها عن تطلعات المشاهدين ودافعي الضرائب.
فالشركات تستفيد من المال العام الذي يبلغ الملايين من الدراهم مقابل برامج وإنتاجات يغلب عليها التكرار والرداءة، غير أن شركة “ماروك متري” المتخصصة في قياس المشاهدات تتحدث عن تحقيق أعمال “السيت كوم” الكوميدية الجديدة في رمضان الجاري نسباً عالية في المشاهدة.
وتشير شركة “ماروك متري” إلى أن “جيب داركم” على سبيل المثال تبوأ المرتبة الأولى في القناة الثانية بـ12 مليون مشاهدة، بمعدل يصل إلى 38 في المائة من مجموع مشاهدات هذه القناة.
أما انتقادات الجمهور والمتتبعين والنقاد على مواقع التواصل الاجتماعي، فتنصب أساسا على مضمون وجودة الأعمال والإنتاجات الدرامية والكوميدية وليس تحقيقها لنسب المشاهدة، علاوة على إخفاقها في تحقيق العدالة المجالية وتمثيل التعدد اللغوي.
ولا يتغافل النقاد والمتابعون عن ذكر نماذج برزت بين تلك البرامج في قنوات القطب العمومي واستأثرت باهتمام المتابعين، علاوة على الإشارة إلى وقت الذروة الذي يمكن أن ينجح فيه أي برنامج رغم عدم استجماعه لشروط الإبداع والجودة.
ويشدد الناقد الفني والسينمائي مصطفى الطالب على هذه الحقيقة بتأكيده أن المتابعة العالية لبعض الأعمال الرمضانية لا يعني نجاحها، ويرى أن المسألة ترتبط بتوقيت عرضها، أي في فترة الذروة، وذلك تزامنا مع وجبة الفطور، حيث تكون العائلة مجتمعة.
ويؤكد الطالب في تصريحات صحفية أن البرامج الفنية/ الكوميدية لهذه السنة، بقيت وفية لما ميزها خلال السنوات الماضية، وهي أنها في العموم جاءت دون المستوى المطلوب والمنتظر.
وهذا الانطباع لا يقف عند النقاد والنشطاء بل وجد صداه عند البرلمانيين، حيث شبق أن نبه البرلماني خالد الشناق وزير الشباب والثقافة والتواصل إلى جودة البرامج الترفيهية الرمضانية المعروضة على قنوات القطب العمومي.
وقال النائب البرلماني في سؤاله الكتابي “نلاحظ أن مضمونها لا يرقى إلى مستوى تطلعات المشاهدين الذين يعبرون كل سنة عن تدني محتوى السلسلات الفكاهية وغياب الإبداع”.