الإدريسي: موضوع النجاح بشرف يحتاج إلى بناء وتراكم داخل الأسرة في كل مراحل الدراسة من الطفولة إلى الجامعة

أكدت الدكتورة حنان الإدريسي نائب رئيس حركة التوحيد والإصلاح، أن موضوع الغش في الامتحان مهم جدا وخطير جدا، باعتبار ارتباطه بالقيم والأخلاق الراقية، بحيث يعتبر النجاح بشرف صدق مع الذات والأمانة كسلوك، والقوة في طلب المعرفة والاجتهاد، والانضباط للتعليمات والقوانين الموضوعة في كل اختبار، فالنجاح بشرف هو الإحساس بالمسؤولية أولا أمام الله تعالى الذي يراك ويعلم ما تفعل، وأمام رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي تبرأ من كل وفعل أو سلوك فيه غش مهما كان صغيرا أو كبيرا، لقوله “من غش فليس مني”، وفي رواية “من غشنا فليس منا”.

وأضافت الإدريسي في تصريح حول حملة “لننجح بشرف” التي أطلقتها منظمة التجديد الطلابي بالجامعات المغربية، أن النجاح بشرف هو الإحساس بالمسؤولية أمام الوالدين وأمام الأساتذة وأمام الزملاء، وأمام الوطن الذي ينتظر كفاءات حقيقية، قادرة على تحمل الأمانة بمسؤولية وكفاءة في كل الأعمال المنوطة بها، مشيرة إلى أن النجاح بشرف هو أن تعتمد على نفسك ولا تلتجئ لأي وسيلة كيفما كانت لأجل نقطة أو ميزة وهو ما يعطي لنجاحك المصداقية.

وأوضحت الإدريسي أن موضوع الغش في الامتحانات خطير لأنه في غياب النجاح بشرف فالباب يفتح على مصراعيه أمام آفة خطيرة، أمام سرطان الغش الذي يجمع العديد من السلوكيات السيئة ومنها الكذب والاحتيال والسرقة وخيانة الأمانة، وتقديم الرشوة المالية، والأخطر من هذا كله ممارسة الإباحية من أجل امتياز ما، وهو ما يسمى بالجنس مقابل النقط، مشيرة إلى أن هذه السلوكيات تدل على انهيار منظومة القيم والأخلاق في أي مجتمع كان، في فضاء الأصل فيه أنه يبني تلك الأخلاق والقيم، وبالتالي، فالغش في الامتحان ينطلق من الفضاء المدرسي والجامعي ثم ينتشر في كل فضاءات وميادين المجتمع وعلاقاته، بحيث نجد الغشاش الصغير يصبح في المستقل غشاشا كبيرا في أي مكان كان فيه مما يؤدي إلى انهيار المجتمع.

وأشارت أيضا أن هذا الموضوع تحتاجه كل الفئات العمرية التي تخضع لتقييم واختبار، وبالتالي فهو موضوع يحتاج للاهتمام طيلة السنة الدراسية وليس فقط عند اقتراب الامتحانات الإشهادية، خاصة وأن الأرقام في ارتفاع مستمر، ففي السنة الماضية وبخصوص الأرقام المصرح بها كانت هناك زيادة بنسبة 116 في المئة في حالات الغش التي تم ضبطها في امتحانات الباكالوريا، بالإضافة إلى وجود العديد من الفيديوهات على مواقع التواصل الاجتماعي التي تشجع على الغش بل وتتفنن في توضيح وسائله وطرقه.

وختمت الإدريسي حديثها بالتأكيد على أن موضوع النجاح بشرف لصيق بالقيم والأخلاق، ويحتاج إلى بناء وتراكم داخل الأسرة في كل مراحل الدراسة من الطفولة إلى الجامعة بل وحتى المجال المهني، وتبقى المقاربة التربوية هي الرهان الأكبر فيما تبقى المقاربة القانونية والزجرية علاجية عند ممارسة الغش، مضيفة أن رصيد كل مجتمع هو وجود إنسان يستحي من نفسه أن يغش بل يعصى الله رب العالمين بهذا السلوك، ويستحي أن يتبرأ منه رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي قال “من غش فليس مني”.

الإصلاح

أخبار / مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى