في يوم البيئة العالمي، النظم البيئية الصحية تساهم في مواجهة تغير المناخ ووقف انهيار التنوع البيولوجي

يدعو يوم البيئة العالمي لعام 2021، الذي تستضيف باكستان الاحتفالات الرسمية به، إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لإحياء أنظمتنا البيئية المتضررة.

فلبقائنا جميعا علينا أن نعتمد على النظم البيئية الصحية من الغابات إلى السواحل، ويقصد بالنظم البيئية التفاعل بين الكائنات الحية – النباتات والحيوانات والأفراد – ومحيطها. وهذا لا يشمل الطبيعة وحسب، ولكن الأنظمة التي من صنع الإنسان مثل المدن أو المزارع كذلك.

استعادة النظام البيئي هي مهمة عالمية ذات نطاق واسع، ذلك أنه عملية تسلتزم إصلاح مليارات الهكتارات من الأراضي/ وهي مساحة أكبر من الصين أو الولايات المتحدة، ليتمكن الناس من الحصول على الغذاء والمياه النظيفة وسبل العيش، كما أنها تعنى كذلك إعادة النباتات والحيوانات من حافة الانقراض، من قمم الجبال إلى أعماق البحر.

وهي تشمل كذلك عديد الإجراءات البسيطة التي يمكن للجميع عملها يوميا، من مثل زراعة الأشجار، أو تخضير المدن، أو إعادة بناء الحدائق، أو تنظيف القمامة بجانب الأنهار والسواحل.

ولاستعادة النظم البيئية منافع جمة، فمقابل كل دولار يُستثمر في تلك العملية، يُتوقع الحصول على سبعة إلى ثلاثين دولارا من العائدات للمجتمع. كما تشجع الاستعادة إتاحة الوظائف في المناطق الريفية حيث تشتد الحاجة إليها.

واستثمرت بعض البلدان بالفعل في عملية الاستعادة تلك بوصفها جزء من خططها العامة الشاملة للتعافي من جائحة كوفيد – 19. وتتجه بلدان أخرى إلى الاستعادة لمساعدتها على التكيف مع مناخ يتغير بالفعل.

فلم نزل، منذ أمد طويل، نستغل النظم البيئية لكوكبنا وندمرها. ففي كل ثلاث ثوان، يفقد العالم من الغابات ما يساوي ملعب كرة قدم. وعلى مدار القرن الماضي، دمرنا نصف الأراضي الرطبة. وفقدنا بالفعل ما يصل إلى 50 في المئة من الشعاب المرجانية، ويمكن أن نفقد ما يصل إلى 90 في المئة منها بحلول عام 2050، حتى لو اقتصر الاحترار العالمي على زيادة بمقدار 1.5 درجة مئوية.

ويحرم فقدان النظام البيئي العالم من أحواض الكربون من مثل الغابات والأراضي الخثية في توقيت لا تستطيع البشرية تحمل تبعاته. وازدادت انبعاثات غازات الاحتباس الحراري على مستوى العالم لثلاث سنوات متتالية ويمثل كوكب الأرض إحدى وتيرة تغير المناخ الكارثي المحتمل.

وكشف انتشار جائحة كوفيد – 19 كارثية عواقب فقدان النظام البيئي. وبتقليص مساحة الموائل الطبيعية للحيوانات، هيئنا الظروف المثالية لانتشار مسببات الأمراض بما في ذلك فيروسات كورونا.

وباتضاح هذه الصورة الكبيرة والمعقدة، يركز يوم البيئة العالمي على استعادة النظام البيئي تحت شعار “إعادة التصور، إعادة الإنشاء، الاستعادة”.

إن استعادة النظام البيئي تعني منع ذلك الضرر وتغيير عواقبه: انتقالا من استغلال الطبيعة إلى علاجها. وسيكون اليوم العالمي للبيئة لهذا العام هو بداية عقد الأمم المتحدة لاستعادة النظام البيئي (2021 – 2030)، وهي مهمة عالمية لإحياء مليارات الهكتارات من الغابات والأراضي الزراعية، من أعالي الجبال إلى أعماق البحار.

فقط من خلال النظم البيئية الصحية يمكننا تعزيز سبل عيش الناس ومواجهة تغير المناخ ووقف انهيار التنوع البيولوجي.

الإصلاح

أخبار / مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى