قيمة الأمانة في الإسلام
يُقصد بالأمانة اصطلاحا أن يحافظ المرء على الحقوق التي ائتمنه الناس عليها ويجب إعطائها لهم في الوقت الذي يريدونه دون أي نقصان أو تلف، كما أن الأمانة في الاصطلاح تعني رد الأمانات إلى أهلها وعدم التصرف فيها بأي شكلٍ كان.
ونجد في الإسلام أنواع كثيرة من الأمانات منها:
الأمانة في القول: والتي تعني شهادة المرء في أي شيء، فعلى المسلم أن يشهد دائمًا بالحق لأن قول الزور من أعظم المعاصي عند الله، كما يجب عليه ألا يتحدث على أخيه المسلم دون علمه.
الأمانة في حقوق الناس: والتي يقصد بها حماية أموال الناس إذا اؤتمنت عليها مثل ما كان يفعل رسولنا الحبيب محمد حتى يعرفه الناس بالصادق الأمين، وكما قال سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم:” من أخذ أموال الناس يريد أداءها، أدى الله عنه ومن أخذ يريد إتلافها أتلفه الله عز وجل”.
المسئولية: والتي تعني رعاية أولي الأمر من أولادكم ونسائكم وأهليكم، كما قال رسولنا الكريم:” كلكم راعٍ، وكلكم مسئول عن رعيته”، فكل شخص مسئول عن رعيته كالأب مسئول عن حماية ورعاية أولاده، والأخ الأكبر مسئول عن الأصغر منه، وهكذا…
الأمانة في القضاء: ويُقصد بها القاضي في حكمه، فإذا حكم يجب ألا يحكم سوى بالعدل، وأن يكون أمينًا في حكمه.
الأمانة في العلم: والتي تعني أن يقوم المرء بالعلم والمعرفة التي يمتلكها بدون أي تغيير فيها وذلك لكي يعطيها لما بعده كما هي دون تحريف.
الأمانة في الإرشاد: والتي تعني النصح بالخير دائمًا، وإذا جاءك أن شخص ليستشيرك في أي أمر من أمور الدنيا ويأخذ بنصيحتك فعليك ألا تخذله وأن تعطيه النصيحة الكاملة دون أي نقصان.
الأمانة في الرسالات: والتي يُقصد بها توصيل الرسالات إلى الأشخاص المطلوبين دون تحريف فيها بأي طريقة كانت لأن الله منعنا عن ذلك وأمرنا بأن نبعد أنفسنا وحواسنا عن الحرام، كما أن عليه أن يؤدي ما أمره الله به من صلاة وزكاة وأي عبادات أخرى.
الأمانة في الأعراض: وهي أن يمتنع فيها المرء عن قول السوء وعن القذف والخوض في أعراض البشر.
أمانة النفس: ويُقصد بها أن يبتعد الإنسان عن أذية نفسه أو أذية جسده، فلا يجب عليه أن يؤذي جسده عن عمد.
الأمانة في الولاية: والتي تعني حماية أموال الناس وردها لهم في الوقت الذي يرغبون به دون أي نقص، كما تعني حماية أرواح الناس وعقولهم وحفظها من أي شيء مضر، وصيانة الدين الذي أنزله الله علينا، بالإضافة إلى الكتمان على أسرار الدولة وأي شيء يمكن أن يصل إلى الأعداء يجب حمايته وحفظه.
الأمانة في الكتابة: ويُقصد بها الامتناع عن تحريف أي كتابة أُمرت بكتابتها، كل ما عليك فعله هو كتابتها كما هي دون تغيير أي طبق الأصل تمامًا، ولا يجب أن تحتوي على الكذب والتضليل ولا أي تلاعب بالحقائق المتواجدة بها، فهذا ما يسمى بالأمانة في الكتابة.
الأمانة في الأسرار: وهي حفاظ المرء على سرٍ اؤتمن عليه ولا يجب قوله لأي شخص آخر إطلاقًا لأن ذلك يسمى خيانة للسر.
وتعتبر الأمانة من الصفات المهمة في دين الإسلام فقد أوضحت الكثير من الآيات القرآنية أهمية الأمانة، مثل قوله تعالى:” إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل إن الله نعما يعظكم به إن الله كان سميعًا بصيرًا”، كما أن هناك العديد من الآيات أوضحت الثواب العظيم في حفظ الأمانات، مثل قوله تعالى:” والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون، والذين هم على صلواتهم يحافظون، أولئك هم الوارثون، الذين يرثون الفردوس هم فيها خالدون”، وهنا وصف الله الذين يصونون الأمانات كالذين أُورثوا الجنة في الآخرة.
بالإضافة إلى أن أهمية الأمانة تظهر في اتصاف جميع الأنبياء والرسل بها، فسيدنا محمد كان يُعرف بالصادق الأمين حتى قبل أن يُبعث إلينا رسولا، ونبينا موسى عليه السلام كان يتصف بالقوة والأمانة كما في سورة القصص:” قالت إحداهما يا أبت استأجره إن خير من استأجرت القوي الأمين”، كما أوضح لنا رسولنا الكريم الصلة بين الأمانة والإيمان في حديثه:” لا إيمان لمن لا أمانة له، ولا صلاة لمن لا طهور له، ولا دين لمن لا صلاة له، إنما موضع الصلاة من الدين كموضع الرأس من الجسد”.
وللأمانة أثار إيجابية عديدة في المجتمع فهي من أهم الصفات التي يجب على كل فرد أن يتسم بها حتى يحيا حياة كريمة، فلقد أمرنا الله تعالى بها وأوصانا بها نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وتشمل تلك الأثار الإيجابية الآتي: الحصول على رضا الله سبحانه وتعالى. الشعور بالسعادة في الحياة وبعد الممات. إحساس المرء بالأمن والأمان على أهله ونفسه وماله. حفظ العلاقات بين الأفراد وتقويتها. انتهاء جميع الصفات السيئة مثل الكذب والنفاق. الكثرة من العلم والعلوم. الثقة، فالأمانة تعلّم الثقة في الآخرين.
الإصلاح / منقول بتصرف