وتجود غزة لحفظ شرفنا – عبدالهادي باباخويا

إذا كانت غزة تجود بدمائها الزكية وبجراحها المؤلمة، وتنوب عنا في دفع شر كبير ومواجهة طاغوت عظيم، بصبر وثبات واحتساب.. وقامت بفك القيد عن معصم أمتنا، وإزالة الأقنعة عن الخونة والكذبة والمنافقين، وعرفتنا بمن باع ومن اشترى في شرفنا ورغيفنا، بعرض زائل وثمن بخس ونفس ذليلة.. 

 ألا تستحق منا غزة العظيمة هذه، وقدسنا ذات المهر الغالي، أن نجود عليهما نحن أيضا ببعضٍ من أوقاتنا، ونفدي هذا الجهاد بدعم فعاليات نصرته والتعريف بمعاناته، والتعاون مع المساندين لقضيته، وُقوفا وهُتافا وسَيْرًا ورفعا للأعلام، وترديدا لأناشيد ثبات المرابطين وتقوية لسواد الداعمين والمناصرين والمناهضين.. 

ألا تستحق منا هذه الدماء والأشلاء والدمار والخراب، وهذه الإبادة الشاملة للإنسان والعمران والخدمات المستدامة والبيئة الحاضنة.. أن نبذل بعضا من أموالنا وقوتنا ومصروفنا اليومي، لهؤلاء الفرسان في ساحة الجهاد، الذين يمتطون حرابهم وهم حفاة جياع، يواجهون عدوهم  المدجج بأحدث أنواع الأسلحة وبالخبرات العسكرية الفائقة الدقة، وبالدعم القوي والواسع من مختلف الجهات الراعية للوجود الصهيوني في منطقتنا العربية.. 

 إن المعركة اليوم فاصلة، إما أن تكون مع غزة قلبا وقالبا وفي الميادين، أو أن تكون مع شركاء الإحتلال وأنظمة الخذلان وأنشطة العار والبهتان.. 

 وطوفاننا الأقصى لا زال لهيبه مشتعلا حاميا، ومعركته الكبرى في عنفوانها كرا وفرا.. وإخواننا أهل الأنفاق الذين ءامنوا بالحق واعتصموا بحبله، فازدادوا إيمانا واحتسابا وتوهجا، هم وقود هذه المعركة، وقد وفرو بعد التوكل على الله ما استطاعو من أسباب القوة المطلوبة. ونحن بالموازاة معهم لا بد من صبر وطول نفس وعدم اليأس، ومع العمل الجماعي المنظم وتوجيه جماهير الأمة نحو واجب الوقت، بالإستعانة بنخبنا ومفكرينا وأساتذتنا.. 

مهرجان موازين كشف المحجوب: 

 نجاح حملة مقاطعة مهرجان “إفساد قيم المغاربة”، حيث صارت منصات المهرجان شبه فارغة على غير عادتها، يدفعنا للتساؤل عن طينة هؤلاء المسؤولين الذين أصروا على إقامته في هذه الظروف العصيبة..؟ 

الإحساس الإنساني اليوم في أعلى درجاته، تعاطفا مع قضية غزة وتأييدا لطوفان الأقصى وأهدافه النبيلة.. 

والوعي العالمي بدأت موازينه تعتدل نحو الإنصاف والعدل للشعب الفلسطيني، وصارت قضيته عنوانا بارزا في المحافل الدولية، وأغلب الجامعات الغربية لبت نداء الضمير الإنساني.. 

كما أن المغرب كبلد أصيل ومتجذر في التاريخ، له أعراف وتقاليد في نصرة القضايا العادلة، والشعب المغربي بمشاعره الحساسة له أسلوب خاص في التعاطف مع المكلومين. فالمواطن المغربي مثلا بطريقته الفطرية والتلقائية “تمغربيت” لا يرضى أن يحتفل إن أصاب جاره كرب عظيم أو مصيبة كبيرة كالموت. وهو لا يكتفي بالإلغاء بل يسارع لإعداد الطعام لأهل الميت وينشغل معه في مصيبته.. 

 المؤكد إذن أن هؤلاء المسؤولين، قد انقطع عنهم الإحساس الإنساني الذي يجمع بني آدم، وانسلخوا من “تمغربيت” وما تحمله من قيم التضامن والترابط.. 

 لا عليكم أيها المناضلون والمناضلات، أو بتعبير الهرم الصحفي وائل الدحدوح “معليش”، لنجتهد في تحويل هذه المقاطعة إلى رأي عام مساند للقضية وداعم لجهود المقاومة وحاضن لكل الفعاليات التضامنية في زخم متزايد وبإبداع متواصل.

أخبار / مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى