خلاف في برلين حول تعيين منسق لمكافحة الإسلاموفوبيا

أثار إعلان سناتورة العمل في برلين، كانسل كيزلتيبيه (SPD)، عن تعيين الباحثة يمنية يوجيل مهيرولوغلو كمنسقة لمكافحة الإسلاموفوبيا، جدلا داخل مجلس الشيوخ البرليني.

وكان الإعلان عن المنصب قد تم دون تنسيق مسبق مع باقي أعضاء الحكومة، ما دفع بعض المسؤولين، بينهم رئيس الحكومة كاي فيجنر (CDU)، إلى انتقاد الخطوة واعتبارها أحادية وغير شرعية سياسيا. ورأى المعارضون أن هذا التعيين تجاوز لجنة الخبراء البرلمانية التي لا تزال تعمل على وضع توصيات شاملة لمكافحة التمييز.

في مقابل ذلك، دافعت كيزلتيبيه عن القرار مؤكدة أن ارتفاع الهجمات المعادية للمسلمين يبرر الحاجة العاجلة لهذا المنصب. ويُعد القرار سابقة في حكومة برلين، لكنه يكشف في الوقت نفسه عن خلافات سياسية عميقة بشأن آليات مكافحة التمييز والعنصرية.

يذكر أنه لا يزال يوجد خلاف منذ إطلاق “مؤتمر الإسلام” في ألمانيا في عام 2006 بشكل متكرر حول من ينبغي أن يمثل مصالح المسلمين في ألمانيا؛ هل الاتحادات المحافظة أم جمعيات المساجد الليبرالية أم المسلمون العلمانيون؟

ودعا المجلس الأعلى للمسلمين في ألمانيا إلى اتخاذ إجراءات حازمة ضد انتشار كراهية الإسلام والتحريض على العنف، مطالبا الحكومة والإعلام والمجتمع المدني إلى تعيين مفوض مختص بالحياة الإسلامية ومكافحة الإسلاموفوبيا، بهدف تسليط الضوء على العنصرية الهيكلية وكراهية الإسلام.

وكان التقرير السنوي الصادر عن شبكة “كلين” الألمانية المعنية برصد التمييز ضد المسلمين، قد كشف عن تصاعد ملحوظ في حالات الإسلاموفوبيا خلال عام 2024 في ظل أجواء تسودها موجات الخوف، واليأس وتراجع الثقة بالمؤسسات الرسمية.

ووثّق التقرير 3080 حالة تمييز أو اعتداء ضد مسلمين في أنحاء ألمانيا، مقارنة بـ1926 حالة في عام 2023، مشيرا إلى عزوف غالبية الضحايا عن اللجوء إلى الجهات الرسمية، لا سيما في السياق المدرسي، حيث يخشى الأهالي من تعرض أبنائهم لإجراءات انتقامية في حال الإبلاغ عن الانتهاكات.

وارتفعت هذه الحوادث بشكل لافت عقب اندلاع الحرب “الإسرائيلية” في 7 أكتوبر 2023، حيث رُصِدت انتهاكات ذات طابع عنصري وديني، شملت تخريب مساجد، والتلفظ بإهانات بحق فتيات محجبات، بالإضافة إلى حالات استحضرت رموز نازية.

أخبار / مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى