30 مليون شخص في العالم مصابون بألزهايمر منهم قرابة 200 ألف بالمغرب

يصادف 21 من شتنبر اليوم العالمي لمرض ألزهايمر، الذي يتسبب للمصابين به بفقدان تدريجي للذاكرة، ويطال أكثر من ثلاثين مليون شخص في مختلف أنحاء العالم، فيما لم يتوصل العلم بعد إلى علاج شاف له.

وبلغ عدد مرضى الزهايمر في المغرب 200 ألف شخص تقريبا، 80% منهم تفوق أعمارهم 70 سنة، وأغلبهم لا يلجؤون إلى الطبيب الأخصائي للتشخيص والعلاج، مما يساعد على زيادة حدة هذا المرض وتداعياته على الشخص المصاب.

وتعتقد بعض الدراسات أن هذا المرض قد يكون السبب الثالث الأكثر شيوعا للوفاة لكبار السن، بعد السرطان وأمراض القلب. وتم اكتشاف معظم حالات هذه الحالة لدى المرضى فوق سن 65. ويُعتقد أن مرض الزهايمر سبب ما يقرب من 60 إلى 80 في المائة من حالات الخرف.

ويعتبر ألزهايمر-الذي حدده للمرة الأولى الطبيب الألماني ألويس الزهايمر سنة 1906- أحد أمراض التنكس العصبي، ويتسبب في تدهور تدريجي لقدرات المصاب به المعرفية يصل إلى درجة فقدان قدرته على العيش باستقلالية.

وتشمل أعراض ألزهايمر النسيان المتكرر، ومشاكل في تحديد الوجهات، واضطرابات في المهام التنفيذية (التخطيط ، التنظيم ، ترتيب الأفكار، مراودة المريض أفكار غير واقعية) وحتى اضطرابات في الكلام.

وتشير منظمة الصحة العالمية إلى أن أكثر من 55 مليون شخص في العالم يعانون الخرف، الذي يشكل ألزهايمر أكثر أشكاله شيوعا، إذ أن 60 إلى 70% من المصابين بالخرف يعانون ألزهايمر، أي أكثر من 30 مليون مريض.

ويتوقع أن يرتفع عدد المصابين ثلاث مرات بحلول سنة 2050، بسبب ارتفاع عدد الحالات في البلدان ذات الدخل المنخفض أو المتوسط، بحسب منظمة الصحة العالمية. ومن شأن هذا الارتفاع في الحالات أن يزيد العبء المجتمعي الكبير أصلا على أقارب المرضى والقطاع الصحي في البلدان.

ويعتبر الخرف والزهايمر من بين الأسباب الرئيسية للإعاقة والاعتماد على الآخرين لدى كبار السن. وترصد ظاهرتان لدى مرضى ألزهايمر، تتمثل الأولى في تشكيل لويحات بروتين، تسمى أميلويد تضغط على الخلايا العصبية وتدمرها على المدى البعيد، فيما تتمثل الثانية بنوع آخر من البروتين يسمى تاو وموجود في الخلايا العصبية، من شأنه أن يشكّل لدى المرضى مجموعات منه تؤدي في النهاية إلى موت الخلايا المصابة.

ولا يزال ترابط هاتين الظاهرتين مسألة غير مفهومة بشكل واضح، كما أن العلم لم يتوصل بعد بصورة حاسمة إلى أسباب ظهور هذين النوعين من البروتين وإلى مدى علاقتهما بالمرض. وسُجل منذ 20 سنة تقدم في هذا الشأن يتمثل في علاج قدّمه مختبر “بايوجين” الأميركي، ويستهدف بروتينات الأميلويد. ومع أن العلاج سجل بعض النتائج الإيجابية وأجازت السلطات الأميركية استخدامه في بعض الحالات، إلا أن تأثيره يبقى محدودا وتخضع فائدته العلاجية للمناقشة.

ويرتفع خطر الإصابة بألزهايمر عندما تُترك أمراض القلب والأوعية الدموية، كمرض السكري وارتفاع ضغط الدم من دون معالجة في سن مبكرة. ولا تُعرف بعد الآلية التي على أساسها يصاب هؤلاء الأشخاص بألزهايمر، كما يشكل الخمول عاملا إضافيا يزيد من خطر الإصابة به، هذا بالإضافة إلى الإصابات الصغيرة في الجمجمة التي لوحظت لدى بعض الرياضيين (كلاعبي الرغبي أو الملاكمين).

وفي المقابل، تشكل الدراسة والنشاط المهني المحفز والحياة الاجتماعية النشطة عوامل، تؤخر ظهور أعراض المرض الأولى وحدتها. ويستفيد الدماغ ضمن هذه الظروف من “احتياطٍ معرفي”، يعوّض لفترة معينة وظيفة الخلايا العصبية المفقودة. ويرتبط هذا التأثير بمرونة الدماغ، أي قدرته على التكيّف.

وينصح المختصون بتوسيع دائرة الوعي بهذا المرض، والتحسيس بضرورة التّشخيص في الوقت المبكر لظهور المرض من قبيل إجراء فحوصات سريرية لتقييم الحالة العصبية والعضلية وفحوصات واختبارات ذهنية لتقييم الحالة العقلية، إلى جانب إجراء التحاليل المخبرية والتصوير الدماغي كخطوة استباقية عند ظهور الأعراض الأولى للمرض.

موقع الإصلاح

أخبار / مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى