باخوش يكتب: الدخول المدرسي في زمن كورونا  ورهانات التطوير والتجويد

يشكل الدخول المدرسي محطة مهمة تستأثر باهتمام الجميع خصوصا أمهات وآباء وأولياء التلاميذ وباقي الفاعلين المتدخلين في العملية التعليمية التعلمية، وفي مقدمتهم نساء ورجال التعليم. غير أن الدخول المدرسي لهذه السنة 2020-2021 مغاير تماما للسنوات الماضية بسبب تأثيرات وتداعيات جائحة كورونا.

بداية لابد من التنويه بالمجهودات التي قامت بها الوزارة الوصية منذ إعلان حالة الطوارئ وفرض الحجر الصحي والتحول إلى نمط التعليم عن بعد، مرورا بمحطة امتحانات الباكلوريا وباقي الامتحانات الوطنية ( شهادة التقني العالي – الأقسام التحضيرية – مباريات الولوج لكليات الطب …)، والمؤكد أن نجاح هذه  المحطات كان بتضافر جهود الجميع، وفي مقدمتهم نساء ورجال التعليم فلهم جزيل الشكر على مجهوداتهم الجبارة.

بيد أن الدخول المدرسي الحالي- بالمقابل- أبان عن نوع من الارتباك في تدبير بعض القضايا خصوصا في المناطق التي اعتمد فيها نمط التعليم عن بعد، ذلك أن واقع المؤسسات التعليمية لا يستجيب في كثير من الأحيان لهذا النمط في ظل غياب البنية التحتية المواتية (شبكة الانترنت– المعدات الرقمية…) ولعل نجاح هذا الخيار رهين بتحقق هذا الشرط المادي التقني.

ومن مظاهر هذا الارتباك كذلك الاستمرار في تأجيل الامتحان الجهوي للسنة الأولى باكلوريا، فبعد تحديد بداية شتنبر موعد إجراء الامتحان، وبينما المتعلمون يعدون للامتحان سيفاجأ الجميع بتأجيل الامتحان لموعد لاحق، وبعد أيام يحدد بداية أكتوبر موعدا جديدا، فكيف سيتقبل المتعلمون مثل هذه القرارات الفجائية؟ بل كيف سيستقبلون هذه السنة المصيرية في حياتهم وأعينهم على امتحان طال انتظاره؟

إن هذين المثالين وغيرهما يبرزان أن الوزارة الوصية مدعوة لمزيد من العمل والتفكير الجاد والمبدع لإيجاد حلول عملية وواقعية تراعي تكافؤ الفرص بين المتعلمين وتزيد من جودة العملية التربوية، وفي هذا الإطار يمكن تقديم جملة من المقترحات العملية لإنجاح هذا الورش المهم:

تعزيز التواصل مع كافة الفاعلين المتدخلين في العملية التعليمية التربوية، وإشراكهم في مختلف المحطات المقبلة

1– بما أن الوزارة حددت الأنماط التربوية (التعليم الحضوري – التعليم بالتناوب – التعليم عن بعد) فوجب عليها أن تعد العدة لإنجاح كل هذه الأنماط وتحقيق الانسجام والتناغم بينها، خصوصا نمط التعليم عن بعد وذلك من خلال العمل على تزويد المؤسسات التعليمية بشبكة الانترنت سواء بالعالم القروي أو الحضري، مع ضرورة توفير المعدات الرقمية بهذه المؤسسات، والعمل على التنويع في الوسائل الرقمية، دون إغفال تقديم دورات تكوينية للأساتذة للتمرس على نمط التعليم عن بعد.

2– العمل على وضع وتنفيذ خطة عمل ترمي إلى مساعدة الأسر في وضعية صعبة وكذا الموجودة في المناطق النائية، من خلال تمكينهم من مختلف الوسائل الرقمية وتسهيل الربط بالانترنت لمواكبة العملية التعليمية لأبنائهم، وذلك تحقيقا لمبدأ تكافؤ الفرص واحتراما لحق المتعلمين في التمدرس .

3– الحرص على إنجاز  الامتحان الجهوي في أقرب وقت ممكن تخفيفا من الضغط النفسي على المتعلمين، ومنح الصلاحيات للأكاديميات الجهوية لتدبير هذه الامتحانات وإنجازه خصوصا في  الجهات غير الموبوءة .

4– مواكبة مؤسسات التعليم الخصوصي، والحرص على احترامها لكافة الضوابط التربوية المحددة في المقررات الوزارية .

5– العمل على التخفيف من المقرر الدراسي، وتبعا لذلك تعديل الأطر المرجعية وملاءمتها مع الظرفية الاستثنائية التي تعيشها بلادنا .

6– تكوين لجان خاصة محليا وإقليميا وجهويا تحرص على احترام تطبيق البروتوكول الصحي الوارد في المقرر الوزاري، تضم كافة المتدخلين في هذا المجال .

7– تعزيز التواصل مع كافة الفاعلين المتدخلين في العملية التعليمية التربوية وخصوصا جمعيات أمهات وآباء وأولياء التلاميذ وباقي جمعيات المجتمع المدني، وإشراكهم في مختلف المحطات المقبلة .

ختاما لابد من الإقرار أن المرحلة التي تعيشها بلادنا جد حاسمة، فلا يمكن تحقيق النجاح إلا بتضافر جهود الجميع، والتعاون المثمر من أجل إنجاح هذا الورش المهم، وعملنا اليوم بجد ووطنية صادقة  في ظل هذه الظروف  بداية لمسار جديد من التحديث والتطوير في مجال التربية والتعليم.

ذ. جمال باخوش

عضو المكتب التنفيذي لحركة التوحيد والإصلاح

مسؤول قسم العمل الشبابي

-*-*-*-*-*-*-*-

اطلع أيضا على:

 

استمرار  رسالة المسجد في ظل جائحة كورونا

 

أخبار / مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى