10 سنوات على رحيل صاحب “البيان الدعوي” و”الفطرية” و”مجالس القرآن”

تمر اليوم عشر سنوات على رحيل الداعية والأديب الدكتور فريد الأنصاري وأحد قيادات مشروع حركة التوحيد والإصلاح.

المولد والمسار العلمي

ولد الدكتور فريد الأنصاري بإقليم الرشيدية سنة 1380هـ/ 1960م، وحصل على الإجازة في الدراسات الإسلامية من جامعة محمد بن عبد الله، كلية الآداب، فاس، المغرب. وحصل أيضا على دبلوم الدراسات العليا، السلك الثالث في الدراسات الإسلامية، تخصص أصول الفقه، من جامعة محمد الخامس، كلية الآداب، ­الرباط.

كما حاز على شهادة الدكتوراه في الدراسات الإسلامية تخصص أصول الفقه، من جامعة الحسن الثاني، كلية الآداب المحمدية. وعلى دبلوم الدراسات الجامعية العليا (نظام تكوين المكونين)، الماجستير في الدراسات الإسلامية، ­ تخصص أصول الفقه، من جامعة محمد الخامس، كلية الآداب، ­ الرباط.

المهام والمسار العملي

شغل عدة مهام ومناصب من بينها عضو المجلس العلمي الأعلى للمغرب، ورئيس المجلس العلمي المحلي بمكناس، وعضو اللجنة العلمية لكلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة مولاي إسماعيل، مكناس، وعضو مؤسس لمعهد الدراسات المصطلحية، التابع لكلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة محمد بن عبد الله، بفاس، وعضو رابطة الأدب الإسلامي العالمية.

والفقيد رئيس سابق لشعبة الدراسات الإسلامية بكلية الآداب، جامعة مولاي إسماعيل بمكناس، المغرب. لسنوات: 2000-2001م إلى 2002-2003م، وأستاذ زائر بدار الحديث الحسنية للدراسات الإسلامية العليا بالرباط لسنتي: 2003-2004م و 2004-2005م. وأستاذ بمركز تكوين الأئمة والمرشدات بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بالرباط. ورئيس وحدة الدراسات العليا: الاجتهاد المقاصدي: التاريخ والمنهج، بجامعة مولاي إسماعيل بمكناس.

بالإضافة إلى ذلك شغل أيضا مهمة أستاذ أصول الفقه ومقاصد الشريعة بجامعة مولاي إسماعيل بمكناس. وأستاذ كرسي التفسير بالجامع العتيق لمدينة مكناس. وخطيب جمعة وواعظ بعدد جوامع مكناس.

الأعمال العلمية والأدبية

أصدر الدكتور فريد الأنصاري ما يناهز عشرين إنتاجا علميا نذكر منها كتاب “قناديل الصلاة: مشاهدات في منازل الجمال” (كتاب في المقاصد الجمالية للصلاة)- “الفجور السياسي والحركة الإسلامية بالمغرب: دراسة في التدافع الاجتماعي” – “المصطلح الأصولي عند الشاطبي” (أطروحة الدكتوراه) – “ميثاق العهد في مسالك التعرف إلى الله” – “جمالية الدين: كتاب في المقاصد الجمالية للدين” – “سيماء المرأة في الإسلام بين النفس والصورة” (تُرجم للفرنسية Les Secrets du Hijab) – البيان الدعوي وظاهرة التضخم السياسي – نحو بيان قرآني للدعوة الإسلامية – “مجالس القرآن من التلقي إلى التزكية” (تُرجم للفرنسية Autour du Coran) – “مفهوم العالِمية من الكتاب إلى الربانية” – “الفطرية – بعثة التجديد المقبلة من الحركة الإسلامية إلى دعوة الإسلام”.

وإجمالا دعت مؤلفاته العلمية إلى الانطلاق من القرآن إلى العمران، كما بشر فيها بعودة البعث الإسلامي من الحركة الإسلامية إلى حركة الإسلام.

بالإضافة إلى الجانب العلمي، ترك الفقيد عددا من الانتاجات الأدبية من بينها: رواية “كشف المحجوب” – رواية “آخر الفرسان” – وقصيدة “كيف تلهو وتلعب ! ” – وديوان “القصائد”. كما ترك أيضا عددا من الدروس الصوتية والمرئية أبرزها سلسلة تفسير القرآن “بصائر القرآن الكريم” وسلسلة تربوية بعنوان “منازل السائرين”. بالإضافة إلى عدد من المقالات العلمية والتربوية منشورة في جرائد ومجلات مختلفة بالمغرب وخارجه.

حركة التوحيد والإصلاح

انتخب الدكتور فريد الأنصاري عضوا بالمكتب التنفيذي لحركة التوحيد والإصلاح بعد الجمع العام الوطني الأول للحركة وخلال المرحلة الدعوية 1998 / 2002. وله إسهامات مهمة في الحقل الدعوي خصوصا في جانب التزكية والتربية.

الوفاة

 وتوفي الدكتور فريد الأنصاري بعد صراع مع المرض دام عدة سنوات، بتاريخ 17 ذو القعدة 1430 هـ/ 5 نوفمبر 2009، بمستشفى سماء باسطنبول، تركيا، ونقل جثمانه إلى مدينة مكناس، حيث دفن بمقبرة الزيتون. بعد أداء صلاة الجنازة بعد صلاة الظهر بمسجد الأزهر المعروف بجامع الاروى بحي السلطان محمد بن عبد الله. وقد كان المسجد يومها ممتلئا عن آخره رغم كبر مساحته وامتلئت الساحة أمام المسجد بالمصلين الآتين من كل حدب وصوب من المغرب وخارجه وكان هذا ملحوظا. كان عدد المشيعين للجنازة يقدرون بالآلاف في موكب مهيب حيث امتلئت الطرقات والأزقة المؤدية للمقبرة بالمشيعين كما امتلئت المقبرة ومحيطها بالناس بل حتى أسطح المنازل لمتابعة مراسم الدفن والجنازة.

تعزية الحركة

ووجهت حركة التوحيد والإصلاح تعزية عامة للمسلمين في وفاة الفقيد الذي مات عن عمر يناهز الـ49 عاما.

وقالت في بيان: “بهذه المناسبة الأليمة والحزينة نتوجه إلى الله العلي القدير سائلين إياه أن يتغمد الفقيد العزيز بواسع رحمته ورضوانه، وأن يسكنه فسيح جناته مع الذين أنعم الله عز وجل عليهم من الصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا، وأن يلهمنا جميعا وسائر الأمة الإسلامية وأسرة الفقيد وأهله ومحبيه جميل الصبر والسلوان، ولا يسعنا إلا أن نقول إنا لله وإنا إليه راجعون، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم”.

“وعرف الفقيد بعطائه العلمي والدعوي، حيث أثرت مؤلفاته الشرعية والحركية المكتبة الإسلامية في المغرب وخارجه، كان آخرها قبل شهر (من وفاته) كتابه حول “الدين هو الصلاة والسجود لله باب الفرج”، بعد كتابه السابق قبل شهور (من وفاته): “الفطرية”.

وبفقدان الداعية الأنصاري يكون المغرب بهيئاته الرسمية والشعبية والعالم الإسلامي قد فقد منارة من منارات العلم الأصيل”.

تعزية الملك محمد السادس

كما بعث الملك محمد السادس برقية تعزية ومواساة الى أسرة الفقيد فريد الأنصاري عضو المجلس العلمي الأعلى ، الرئيس السابق للمجلس العلمي المحلي بمكناس. وأعرب الملك محمد السادس بهذه المناسبة الأليمة لأسرة الفقيد ومن خلالها إلى كافة أهله وذويه عن عميق التأثر والأسى لرحيل السيد فريد الأنصاري ،كما أعرب الملك محمد السادس عن أحر التعازي وصادق المواساة ” في هذا الرزء الفادح الذي لاراد لقضاء الله فيه داعيا الله تعالى أن يلهم أسرة الفقيد جميل الصبر وحسن العزاء.

وقال الملك محمد السادس في هذه البرقية إن رحيل الفقيد إلى دار البقاء “لا يعد خسارة لأسرتكم فقط ، وإنما هو خسارة أيضا للمجلس العلمي الأعلى ، ولهيأة العلماء الموقرة بممكلتنا الشريفة ، نظرا لما كان يتحلى به الفقيد من سعة علم ، وتفقه في الفكر الإسلامي ، ولما خلفه من أبحاث واجتهادات فقهية وأصولية ، مشهود لها بالقيمة العلمية الكبرى ، والطابع الرصين والمتنور”.

الإصلاح

أخبار / مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى