10 أقنعة أسقطتها المقاومة الباسلة بعملية “طوفان الأقصى” – رشيد وجري
معركة “طوفان الأقصى” المباركة بإنجازاتها وأثرها الطيب أحيت القضية الفلسطينية من جديد قضية كل الأمة الإسلامية والعربية بل قضية كل إنسان حر في هذا العالم، وأعادت لها وهجها ومكانتها وحققت أغلب أهدافها منذ يومها الأول وإن كانت تكلفتها للأسف باهظة (نسأل الله تعالى أن يتقبل المتوفين الأبرياء من أطفال ونساء وشيوخ وغيرهم في عداد الشهداء، أسقطت الكثير من الأقنعة المتلونة وكشفت عورات وسوءات الكثيرين والوجه الخبيث والقبيح لعدد من الأطراف المنافقة نذكر منها لا الحصر:
1 – قناع الجيش الصهيوني النازي وقبة الكيان الغاصب الحديدية وأحلامه بأرض الميعاد:
سقطت مجموعة من الأقنعة المقززة كان يستر بها الكيان الخبيث الغاصب عورته النتنة ومنها:
- الجيش الذي لا يقهر “كذب”، ورابع أقوى جيش في العالم “بهتان”
- القبة الحديدية خرافة والنظام الأمني الذي لا يخترق “تضخيم”
- أقوى ديموقراطية في المنطقة ” افتراء”
- شعب الله المختار ” حنين”
- أرض الميعاد من البحر إلى النهر” أماني”
2 – قناع المتصهينين العرب الخبثاء:
سقط قناع المندسين فينا الذين يعيشون بيننا ويحملون نفس أسمائنا وألقابنا لكن همومهم غير همومنا وقضاياهم وهواهم من هوى العدو المغتصب وهم أخطر على الأمة من الصهاينة أنفسهم لأنهم شكل وصنف من النفاق الهدام وقد جعل الله أهله في الدراك أسفل من النار يقول عز وجل: (إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ [النساء:145].)، وقد تجد هؤلاء الخبثاء وزراء أو أشباه مثقفين أو فنانين أو رياضيين وغيرهم … وهذا من الحسنات الكبيرة لهذه العملية المذهلة التي تستحق الدراسة والتعليم..
3 – قناع الغرب الحاقد وأمريكا الظالمة وحضارتهم المزيفة:
وسقط قناع الدول الغربية الرسمية على الخصوص من أوروبا وأمريكا ومن على شاكلتها، التي أزعجتنا بشعاراتها الرنانة حول الحرية والديموقراطية وحقوق الإنسان وحق الشعوب في العيش بسلام وغيرها من الشعارات الرنانة والكاذبة المزيفة خاصة بعد الحرب العالمية الثانية لكن من يقرأ التاريخ ويستخلص منه الدروس والعبر يدرك أن هذا هو طبع وديدن هاته الدول وما الحروب الصليبية ومحاكم التفتيش و”استعمار” الدول واستنزاف خيراتها عنا ببعيد .
سقط قناعهم فهم الذين يمدون العدو المغتصب اليوم بأحدث أنواع الأسلحة ليضرب إخواننا وأخواتنا في غزة من أطفال أبرياء عزل ونساء وشيوخ لا حيلة لهم، بل وسكت عن استعمال الكيان المتوحش الهمجي للأسلحة المحرمة دوليا في قتل الأبرياء وقد يكون هو من أمده بها؟؟ وسكوته بل وتواطئه عن قصف الكيان المحتل والمختل للمستشفيات والمساجد والكنائس والمخيمات، وقصفه لسيارات الإسعاف والوقاية المدنية وقتله الصحافة حتى يخفي الحقيقة التي تزعجه، كل هذا والغرب الحاقد الغاشم يتفرج ويتلذذ ويبرر للعدو كل أفعاله بدعاوى ظالمة وكاذبة تارة بفزاعة محاربة الإرهاب وتارة بشماعة الدفاع عن النفس وهكذا.
خلاصة القول أن الغرب منافق وحقود، لا يؤتمن ويكيل بمكيالين وليس في موقع من له المصداقية كي يعطي الدروس في الحرية والعدالة وحقوق الإنسان عند كل نبيه لبيب، بل يجب عليه أن يخجل من نفسه وأن يكف عن خداع الناس والدول بشعاراته الجوفاء تلك، وقد أكد للعالم أجمع ما كان يعرف به منذ زمان من خبث وحقد وظلم كما أسلفنا.
بلى سقط قناع كل ما تلقناه عنوة وتعلمناه غصبا عنا عن الحضارة الغربية “المتنورة” و”الإنسانية “والمدافعة والمنافحة عن المستضعفين والمظلومين في الأرض، وكل هذا كذب في كذب وبهتان وافتراء و”طوفان الأقصى” خير من كشف وعلم ذلك بكل وضوح.
4 – قناع الحكام العرب الجبناء وجامعة الدول العربية ” المخزية” :
وسقط قناع الحكام العرب الواجلين خاصة منهم من يحبون البهرجة والتغني بالقضية الفلسطينية ويوظفونها لأغراضهم الضيقة الخسيسة والبئيسة في أوقات السلم المؤقت، أما وإخواننا في الحرب فقد سقط قناعهم قناع الذين يتفرجون ولا يستطيعون مد الإخوة الأبرياء العزل ولو بإبرة أو قنينة ماء إلا بعد موافقة الكيان الغاصب ومن ورائه الغرب وعلى رأسهم أمريكا عدوة الشعوب التي تمد العدو بالسلاح والجند والعتاد قاتلها الله تعالى ..
سقط قناع الجامعة العربية المفرقة والمخزية التي اجتمعت وهي فرق بينها برازخ لا تلتقي تحسبهم جميعا وقلوبهم ومآربهم شتى ولم تستطع كتابة حتى موقف موحد في ورقة تجاه القضية العادلة لشعب مظلوم يعاني منذ أكثر من سبعة عقود فانفض الجمع وهزم وولون الدًّبر، أي ذل وعار هذا الذي تعيشه هذه الجامعة المزيفة التي لا تشرف؟؟
5 – قناع السلطة الفلسطينية “الأراكوز” :
وسقط قناع السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية (محمود عباس وزبانيته) التي تتفرج اليوم في عز الحرب ولا تملك إلا الشجب والاستنكار، وهي لازالت وفية “للدولة المحتلة” في الحفاظ لها على أمنها وسلامتها ببدعة التعاون الأمني أو ما يسمى “بالتنسيق الأمني” العار، بل وتتصدى لكل متظاهر يريد أن يعبر عن غضبه تجاه ما يحدث لإخوانه في غزة الأبية وفي الضفة أيضا.
وإلى حدود يوم 21 نونبر 2023 ارتفع عدد الشهداء في الضفة الغربية المحتلة منذ بدء عملية طوفان الأقصى لأكثر من 82 شهيد والسلطة الفلسطينية لا تحرك ساكنا، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم !
6 – قناع علماء السلطان والمنصب والدنيا الفانية:
وسقط قناع علماء السلطان والمال والمنصب الذين يخلطون الحابل بالنابل والذين يقيمون الدنيا ولا يقعدونها في خلافات فرعية كدفع قيمة زكاة الفطر نقدا وحكم القراءة الجماعية للقرآن الكريم ويبلعون ألسنتهم في قضايا الأمة الكبرى كالحرب على إخواننا وأخواتنا في عزة بفلسطين وغيرها.
وقد طلع علينا بعضهم في فيديوهات مقززة منفرة يقدم النصيحة حسب زعمه للمقاومة بطريقة هزلية فيها من القرف وسوء الأدب والنفاق ما يجعلك ترفضها أول ما تسمعها ولو كانت على حق ، أما وهي باطلة ومضللة وقد تصدى لها ثلة من الفضلاء جزاهم الله خيرا انتصارا للمقاومة ولغزة العزة! ومثل هؤلاء الذين يطلق عليهم ” العلماء ” زورا وبهتانا هم من يصدق فيهم وصف ” أفيون الشعوب ” وهم كذلك بل هم من أحقر القوم وهم من حذر منهم رسولنا صلى الله عليه وسلم بقوله : “إِنَّمَا أَخَافُ عَلَى أُمَّتِي الْأَئِمَّةَ الْمُضِلِّينَ”، وصححه الألباني رحمه الله في ” صحيح سنن أبي داود ” !
7 – قناع بعض الدول العربية التي تعاطفت رسميا مع الكيان الصهيوني:
سقط قناع بعض الدول العربية التي تعاطفت مع الكيان الصهيوني حد التماهي معه والتغني بالتطبيع معه وساعدته معنويا على قصف إخواننا وأخواتنا في غزة فلسطين، ويظهرون الحقد والكره لفصائل المقاومة بغزة ويصفون عملياتها بالجرائم للأسف الشديد، وسقط قناع من أغلق المعابر في وجه إخوانه وهو يتفرج؟؟ وسقط قناع من كان يرقص على إيقاع القاذفات والصواريخ، يرقص وإخواننا في غزة يذبحون ويقصفون … أي ذل وعار هذا، وسقط قناع كل من على شاكلتهم ودربهم واندحارهم.
8 – قناع الإعلام الغربي الحاقد والعربي المرتزق :
سقط قناع الإعلام الغربي “المغرض” والمنحط والمنافق الذي بكى ويتباكى على حقوق الإنسان وحق الشعوب في تقرير مصيرها وغيرها من الشعارات الرنانة حين يتعلق الأمر بأكرانيا أو دولة أوروبيا ولو كانت ظالمة، وتجده اليوم يصفق للكيان الصهيوني الجلاد ويشهد له زورا وعدوانا وتنكر لحقوق الشعب الفلسطيني المظلوم المغلوب على أمره الذي اغتصبت أرضه وتعرض لشتى أنواع الظلم والغطرسة والتنكيل، ألا قبح الله وجوهكم وسودها يا إعلام العار والدمار، ويشترك مع هذا الإعلام الغربي الحقود الحسود لكل ما هو إسلامي أو عربي في الجريمة والضلالة إعلام عربي منحط مرتزق إعلام المتصهينين الذين تنكروا لهويتهم وثقافتهم وتاريخهم ودينهم فتجدهم يساوون بين الجلاد والضحية في أحسن أحوالهم , وقد تجد منهم من يناصر وساند “الكيان الصهيوني الغاصب” كذبا وزورا فيسمون المقاومة إرهابا والشهداء قتلى والمحتل الغاصب المتوحش حليف وهلم جرا، حسبنا الله ونعم الوكيل .
9 – قناع الهيئات الدولية ومنظمات حقوق الإنسان المزيفة:
سقط قناع الهيئات والمنظمات الدولية من جمعية لأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني وغير ذلك من الهيئات المزيفة التي لا تحمي إلا مصالح وهيبة الدول “المتقدمة” ليس إلا، سقط قناع من كانت تتباكى عن حقوق الحيوانات وتذرف دموع النفاق والتماسيح على الشواذ جنسيا في عالمنا الإسلامي وحديثهم على وجوب توفير الحماية لهم، واليوم بلعوا ألسنتهم ولم يستطيعوا قول كلمة حق واحدة في وجه ظالم همجي غاشم، وكأن من يستشهدون في غزة من إخوة لنا ليسوا من البشر، ألا تبا للغرب وبعدا له ومن والاه ومن ناصره..
10 – قناع التطبيع والمطبعين:
سقط قناع التطبيع مع الكيان سقطة مدوية لأنه يمني المطبع بحمايته وتأمينه من كل ما يخيفه ويزعجه ويهدد كرسيه ومنصبه، وفاقد الشي لا يعطيه من لم يستطع حماية نفسه لا يمكن أن يقدم الحماية للآخر (المطبع)، التطبيع مع العدو بالنسبة لنا محسوم أمره لكن بالنسبة للمشككين والمرجفين إن أرادوا دليلا ملموسا على عدم جدواه فيكفيهم “طوفان الأقصى”، وإن كانوا مغرضين وهواهم صهيوني فلا نملك إلا نقول حسبنا الله ونعم الوكيل ..
كل ما سبق ذكره أسقطت معركة “طوفان الأقصى” المتميزة أقنعته فبدا وجهه القبيح المشوه وانكشفت عورته الكريهة النتنة، فلا يزعجنا أحد من هؤلاء بعد اليوم، فقد أسقطكم امتحان “طوفان الأقصى” وضربته القاضية، وأحيا فينا القضية الفلسطينية من جديد قضية كل إنسان منصف حر في هذا العالم.
وأختم مقالي البسيط هذا بقول الشاعر:
جَزَى اللهُ الشَّدَائِدَ كُلَّ خَيْرٍ °°° وَإنْ كانت تُغصّصُنِي بِرِيقِي
وَمَا شُكْرِي لهَا حمْداً وَلَكِن °°° عرفتُ بها عدوّي من صديقي
وأحسن منه قول ربنا عز وجل في محكم تنزيله: ﴿أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ ﴿٢١٤﴾ [البقرة آية:٢١٤]
فاللهم كن لأهلنا في غزة فلسطين احقن دماءهم وتقبل شهدائهم وسدد رميهم وحقق لهم النصرة والعزة والغلبة والقوة والهيبة على عدوك وعدوهم.. آمين والحمد لله رب العالمين.