وسائل إعلام غربية: “إسرائيل” فشلت في تحرير الأسرى ومنحت حماس مكانة متينة
رغم انصرام 48 يوما من عدوان الاحتلال “الإسرائيلي” على قطاع غزة، لم يحقق الكيان الصهيوني أيا من أهدافه المعلنة إلا إذا كان الأمر يتعلق باقتراف جرائم الحرب والإبادة الجماعية وقتل الأطفال والنساء والمدنيين.
وكانت الأهداف المعلنة من العملية التي سماها الاحتلال “الإسرئيلي” بعملية “السيوف الحديدية” تتلخص في القضاء على حركة المقاومة الإسلامية حماس بقياداتها وقدراتها العسكرية، علاوة على تحرير الأسرى عبر عملية برية في القطاع.
فشل ظاهر
فشل الاحتلال “الإسرئيلي” في تحرير الأسرى عبر العملية العسكرية البرية التي واجهتها الفصائل الفلسطينية بمقاومة شديدة يدل عليها قدرتها على تدمير آليات الاحتلال والإجهاز على جنوده والقدرة على قصف كل الأراضي المحتلة رغم وجود قوات الاحتلال في غزة.
وما فشل الاحتلال في تحقيقه بالقوة، يسعىإلى تحقيقه عبر الصفقات وما تعنيه من شروط توافقات وتنازلات، وفي هذا الإطار يأتي اتفاق الهدنة الإنسانية في غزة الذي أعلن عنه يوم الأربعاء 22 نونبر 2023، وتستمر لمدة 4 أيام قابلة للتمديد، وتشمل إطلاق سراح 50 من أسرى الاحتلال من النساء والأطفال مقابل الإفراج عن 150 امرأة وطفلا فلسطينيا.
جنوح للتفاوض
و تناول الإعلام الغربي والعبري هذا المسار التفاوضي وما توجب طاولة المفاوضات من تنازلات، يقول الكاتب “عاموس هرئيل” في مقال نشرته “هارتس” بعنوان “السنوار غير عقلاني؟ هذا أفضل للصفقة” إن “الاعتقاد في إسرائيل والولايات المتحدة أن الطرف الفلسطيني هو الذي ستكون له الكلمة الأخيرة”.
وبعد حديث هرئيل عن قطع القيادي يحيى السنوار الاتصالات حول التفاوض بعد اقتحام مستشفى الشفاء، قال في المقال الذي ترجمته صحيفة “الأيام“ الفلسطينية “هناك من يعتقدون أنه يجب على إسرائيل استغلال الفرصة من أجل عقد الصفقة، رغم أنها لن تؤدي إلى إطلاق سراح جميع المخطوفين في المرحلة الأولى”.
وكتب الباحث في معهد القدس للإستراتيجية والأمن “إيتان غلبوع” في صحيفة “إسرائيل اليوم” مقالا بعنوان “لننقل الكرة إلى الطرف الآخر بنعم، لكن”، “تتصدى إسرائيل بشكل مختلف لثلاث مسائل تجوب في فضاء الحرب في غزة: “المخطوفون”، “وقف النار” و”اليوم التالي”.
وقال في المقال الذي ترجمته “الأيام”، “في موضوع تحرير المخطوفين، تقول إسرائيل “نعم” للمفاوضات؛ بالنسبة لوقف النار، تقول “لا”؛ وبالنسبة لليوم التالي، “ليس الآن، بعد القتال”. بالنسبة للمخطوفين- الموقف صحيح ومحق. السياسة حول المسألتين الأخريين يجب تغييرها، استراتيجيا وإعلامياً”.
قتل وتدمير
ومما يدل على أن الاحتلال لم يحقق أي هدف إلا القتل والتدمير ما أوردته “بوليتيكو” الأمريكية من أن واشنطن زودت تل أبيب بمواقع منظمات إنسانية بغزة لكن إسرائيل قصفتها، وضمنها مستشفى الشفاء ، موضحة أن المعلومات الأميركية تضمنت إحداثيات “جي بي إس” لمرافق طبية وتحركات فرق الإغاثة.
واعتبر متطرفون صهاينة ممن دعموا مسار الدمار أن الهدنة “هزيمة” لدولة الاحتلال، وعلى رأسهم وزير الأمن الاحتلال “الإسرائيلي” اليميني المتطرف إيتمار بن غفير الذي عارض الاتفاق، ونقلت وكالات ما كتبه بن غفير على منصة إكس إذا قال “لقد أرادت حماس هذا الوقت المستقطع أكثر من أي شيء آخر”.
حنكة السنوار
وكتبت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية “لم تتعلم إسرائيل من حنكة السنوار شيئا، لقد خدعنا قبل 7 أكتوبر وها هو اليوم يسير بخطته كما يريد”. وفيما وصفت وكالة “أسوشيتدبرس” الأمريكية اتفاق الهدنة الذى تم التوصل إليه، بأنه أكبر إنجاز دبلوماسى منذ بدء عملية طوفان الأقصى.
وقالت صحيفة “التليجراف” البريطانية إن العديد من الدبلوماسيين يأملون أن يكون اتفاق وقف إطلاق النار في حرب غزة بداية جديدة لسلام أطول أمدا، وأن يدرك كلا الجانبين أنهما لن يكسبا الكثير من الاستمرار فى الحرب.
وفي مقال تحليل سياسي نشرته صحيفة “هارتس” لـ”تسفي بارئيل” بعنوان “الروح الفلسطينية الجديدة تحمل توقيع حماس، والحرب لن تغيّر هذه الحقيقة”، يخلص إلى أن “الحرب في غزة منحت حماس الآن مكانة وطنية متينة، لن يكون بمقدور أي زعيم فلسطيني في المستقبل تجاهلها أو التنصل منها، لأن الحرب تستولد الآن الروح الفلسطينية الجديدة ـ وهي بتوقيع حماس”.
موقع الإصلاح