هذه أهم مضامين البيان الختامي للمؤتمر الوطني الثامن لمنظمة التجديد الطلابي

دعا المؤتمر الوطني الثامن لمنظمة التجديد الطلابي مختلف المتدخلين في قطاع التعليم إلى استحضار المصلحة العليا للوطن ومستقبل الأجيال المقبلة، وتحمل مسؤوليتهم في ضرورة ترصيد المكتسبات التي لا يمكن التغاضي عنها في هذا المجال، حيث توقف مليا عند الفشل الذريع لمنظومة التربية والتكوين والبحث العلمي، والتعثر الكبير في تطبيق الرؤية الإستراتيجية لإصلاح التعليم 2015-2030، رغم مرور أزيد من أربع سنوات على إصدارها وفق منهجية لم تحترم فيها المقاربة التشاركية، حيث تم تغييب صوت الفاعل الطلابي في مقابل الحضور القوي للجهات المدافعة عن مصالح اللوبي الفرنكفوني على حساب إرادة المغاربة ومقومات هويتهم الوطنية ومقتضيات دستورهم.

ودعا المؤتمر أيضا، في بيانه الختامي في 28 يوليوز 2019، إلى التعجيل بإصلاح هذا القطاع بالاستفادة من الخبرة العالمية، في إطار احترام الخصوصيات التاريخية والدينية والثقافية للمغاربة، وبعيدا عن الخضوع لضغط لوبيات الداخل والخارج، أو السقوط في الحسابات والمزايدات السياسية المقيتة، التي يعتبر التعليم بوصفه مجالا حيويا واستراتيجا مستعليا عنها بذاته، كما هو الشأن في التجارب المقارنة المتقدمة، كما حذر من أي مساس بمبدأ مجانية التعليم العمومي وأي محاولة للالتفاف على مكسب حذف إلزامية رسوم التسجيل من مشروع القانون الإطار والذي تم تحقيقه بفعل يقظة القوى الحية للمجتمع.

وحذر المؤتمر الذي رفع شعار “التزام نضالي.. من أجل تعليم وطني ومغرب ديمقراطي”، من عواقب الاستهتار بمكانة اللغتين الوطنيتين العربية والأمازيغية، ومن محاولات المساس بمجانية التعليم،منددا بتلكؤ الحكومة في تفعيل مبدأ ربط المسؤولية بالمحاسبة.

كما استنكر المؤتمر طريقة تعاطي الفاعل الرسمي مع قطاع التعليم كما لو أنه مجال غير استراتيجي من شأن سياسات ظرفية أن تعالج معضلاته، في مجافاة صريحة للخبرة التاريخية التي تنبئ بالفشل كمآل حتمي لهذا النهج، الذي سيفضي لا محالة إلى هدر إضافي للزمن الإصلاحي وتفويت لفرص الإصلاح على المجتمع والدولة.

إقرأ أيضا : مؤتمر التجديد الطلابي ينتخب قيادته الجديدة ويصادق على مجموعة من الأوراق

وندد المؤتمر بالتضييق والاستهداف الذي يطال أنشطة المنظمة انتقاما من مواقفها من جملة من القضايا التعليمية والجامعية والوطنية، مؤكدا على ضرورة تغيير جهات في الدولة لمنهجية تعاطيها مع المنظمة التي لن تتوانى إطلاقا في الدفاع عن حقوقها المشروعة التي يخولها لها الدستور والقانون، مؤكدا على اصطفاف المنظمة اللامشروط إلى جانب القوى الديمقراطية العاملة بدون كلل على تكريس مبادئ العدالة وسيادة القانون التي من شأنها ضمان الحريات والحقوق الأساسية للمواطنين والمواطنات، وبناء مغرب ديمقراطي حاضن لجميع أبنائه ومستوعب لاختلافاتهم وآرائهم السياسية والفكرية في إطار ثوابته الدستورية والوطنية.

وعلى المستوى الوطني، حيا المؤتمر الجهود الرسمية والشعبية في صيانة أمن الوطن ووحدته واستقراره، يجدد التأكيد على انخراط المنظمة كجزء من الحركة الطلابية المغربية في الإجماع الوطني حول وحدتنا الترابية غير القابلة للمساومة، وحقوقنا الثابتة في السيادة على الأقاليم الجنوبية وإنهاء الاحتلال الإسباني لمدينتي سبتة ومليلة السليبتين.

وعلى المستوى الدولي، فقد حيا المؤتمر الصمود الأسطوري للشعب الفلسطيني الذي يمضي بتضامنه ومقاومة فصائله الوطنية ودعم الشعوب العربية في إفشال المؤمرات التي تحاك من أجل مصادرة حقوقه التاريخية والشرعية، والتي تمثل آخرها في إفشال ما سمي زورا بورشة “السلام من أجل الازدهار” التي انعقدت بالعاصمة البحرينية المنامة للإعلان عن الشق الاقتصادي لمؤامرة “صفقة القرن” المشؤومة، كما حيا الشعبين الجزائري والسوداني على انتفاضهما في وجه الفساد والاستبداد وكفاحهما المستمر من أجل غد تسوده الديمقراطية والكرامة، وينعم في ظله الشعبان بالعيش الكريم والتوزيع العادل للثروات والتداول السلمي على السلطة.

يذكر أن منظمة التجديد الطلابي قد عقدت مؤتمرها الوطني الثامن بمدينة بوزنيقة تحت شعار “التزام نضالي من أجل تعليم وطني ومغرب ديمقراطي”، أيام 26-27-28 يوليوز 2019، والذي أفرز عن انتخاب الأخ محمد حمزة إدام رئيسا جديدا للمنظمة، كما تم انتخاب الأخ مصطفى العلوي نائبا أولا للرئيس والأخ عبد الرحمن الداكي نائبا ثانيا له.

س.ز / الإصلاح

أخبار / مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى