معجم “مصطلحات الكتاب العربي المخطوط” يضيف 700 مصطلحا جديدا

تعزّزت المكتبة المغربية، خلال شهر دجنبر 2025، بإصدار طبعة منقحة في المجال اللغوي من كتاب «مصطلحات الكتاب العربي المخطوط: معجم كوديكولوجي»، من تأليف الأستاذين أحمد شوقي بنبين ومصطفى الطوبي.
وصدر الكتاب عن منشورات الخزانة الحسنية بمطبعة أبي رقراق بالرباط، في طبعته السادسة وذلك في جزأين يضمان ما مجموعه 776 صفحة.
ويضم هذا المعجم المتخصص نحو 3050 مصطلحا مشروحا باللغة العربية، مع إيراد المقابل لكل مصطلح باللغتين الفرنسية والإنجليزية، في عمل علمي يندرج ضمن جهود توثيق وضبط مفاهيم علم المخطوط (الكوديكولوجيا)، باعتباره أحد الحقول الأساسية في دراسة التراث المادي العربي – الإسلامي.
وأُنجز هذا العمل وفق مقاربة استقرائية، تروم استعادة المصطلحات المرتبطة بثقافة المخطوط، في مواجهة هيمنة لغات العصر وإكراهاته، معتبرين أن المخطوط يمثل جوهر التراث المادي، وفضاءً تفاعلت فيه العلوم، وتشكّلت فيه المعارف، وتراكمت فيه آثار الفكر والكتابة عبر القرون.
ويستوعب المعجم مختلف الحقول المرتبطة بصناعة الكتاب المخطوط، من الوراقة بمفهومها الواسع، إلى الخط، والتسفير، والزخرفة، والتذهيب، والنمنمة، وإخراج الصفحة، وترتيبها، فضلا عن مصطلحات الترميم والصيانة، وخوارج النص، والتحبيسات، والهبات، وغيرها من المفاهيم التي تهم الباحثين والمؤرخين والممارسين.
وشهدت الطبعة المنقحة إضافة ما يزيد على 700 مصطلح جديد مقارنة بالطبعة الخامسة الصادرة سنة 2018، إلى جانب ترميم عدد من الثغرات المفاهيمية، ومراجعة المقابلات باللغتين الفرنسية والإنجليزية، مع منح المقابل الإنجليزي أولوية خاصة، بالنظر إلى اتساع استعماله عالمياً وقدرته على نقل الدلالة العلمية بدقة، خصوصاً في السياقات البحثية الدولية.
واعتمد المعجم على المصطلحات اللاتينية الشائعة في مجال علم المخطوط، مثل Stemma codicum وUnicum، حيثما كان تداولها العلمي أوسع من مقابلاتها الحديثة، مع الاكتفاء بالعربية في بعض الحالات التي يتعذر فيها إيجاد مقابل دقيق، أو اعتماد مقابل واحد عند الحاجة.
وتوقف المعجم أيضاً عند الفوارق بين التراث العربي والتراث الغربي في مجال علم المخطوط، حيث يرى المؤلفان أن المادة الكوديكولوجية في العالم العربي الإسلامي أوسع وأرحب، بالنظر إلى الامتداد الزمني الطويل لهذا التراث، وثراء اللغة العربية ودقتها المفهومية، مع الإشارة إلى تنوع الخصوصيات الجغرافية والثقافية داخل المجال الإسلامي نفسه.
وتجسد الطبعة السادسة مكانة الكتاب كمرجع علمي أساسي للباحثين في مجال المخطوطات، وتسهم في توحيد المصطلح الكوديكولوجي، وربط الدراسات العربية بأفقها الأكاديمي الدولي، في سياق يتزايد فيه الاهتمام بصيانة التراث المكتوب وفهم آلياته العلمية والتاريخية.




