قسم العمل العلمي والفكري يختتم ندواته الرمضانية بمدارسة كتاب المنهجية المعرفية الإسلامية لمحمد السائح

اتفق المشاركون في الندوة الرمضانية الرابعة لقسم العمل العلمي والفكري لحركة التوحيد والإصلاح الخاصة بكتاب “المنهجية المعرفية الإسلامية: محاولة في الإحياء تأصيلا وتنزيلا” على أن المؤَلَف جدير بالنظر والمناقشة لما طرحه من قضايا من زاوية علمية نقدية، توخى منها مراجعة عددا من المعارف والقضايا والمواقف، والانتقادات للتجارب والمشاريع الإصلاحية المعاصرة.

وأكد صاحب الكتاب، الدكتور محمد السائح في بداية الندوة -التي نظمت مساء أمس الأربعاء على الساعة العشرة (22:00) عبر تقنية التناظر عن بُعد- أن مُؤلَفه مساهمة في النقاش الفكري والمعرفي والمنهجي في الساحة الإسلامية. وأوضح أنه سعى في مؤلفه للتنسيق بين المناهج المستعملة في العلوم الشرعية من فقه وأصول وعلم حديث وعلم الكلام، التي نتج عنها مئات القواعد للنظر السديد في المرجعية.

وقال الكاتب :” من هنا جاءت كلمة إحياء في عنوان الكتاب” بمعنى انه لم يأت بجديد بل سعى لإحياء ماهو موجود لفهم المرجعية الإسلامية والتنسيق بين المناهج، لأنه بدون هذا المنهج التنسيقي-اذا صح التعبير- وتدقيق أصول المنهجية يقع الخلط، مؤكدا أن من شأن المنهج الذي اعتمده ويقوم على تحديد أصول المعرفة الإسلامية ومصادرها، وترتيبها وإعمالها أن يشكل رؤية إسلامية للعلوم والواقع، ويكفي التنازع الداخلي بين العلوم الإسلامية ويحفق ماسماه بكفاية الإسلام.

إصلاح الإصلاح

ورحب الدكتور مصطفى قرطاج في مداخلته -التي ركز فيها على مفهوم إصلاح الإصلاح- بنقد الكتاب للتجارب والمشاريع الإصلاحية المعاصرة انطلاقا من المنهجية التي تبناها والمرجعية التي انطلق منها، معتبرا الكتاب مجهودا فكريا معتبرا، وضع نفسه موضع الطبيب الذي لايعالج الأعراض المرض بل اتجه لأصول وأسباب الأعراض.

واعتبر قرطاح أن الأمة تحتاج لمثل هذه المؤلف، داعيا الكاتب لمزيد من الاجتهاد  لحاجة الحركات الإسلامية لمثل هذه الكتابات، مؤكدا في الوقت نفسه أن حركة التوحيد والإصلاح تؤمن بإعمال النظر والمراجعات الفكرية والتصورية وهو من اختيارتها المعروفة.

ووجه قرطاح عدد من الملاحظات والانتقادات لبعض ماورد في الكتاب، ومنها اعتبار الكاتب “البصيرة” أصلا للمعرفة وإن كان أصلا تبعيا، وناقشه في هذا الأمر بالإضافة لمسألة ترتيب الأصول وإعمالها لما في ذلك من صعوبة وإشكالات، معتبرا في الوقت نفسه أنه لا يوجد مايدعو ويبرر لانتقاد السننية وإبطالها، والحاجة لعدم الخلط بين السننية والسببية.

نقد المقاصد

أشاد الدكتورعبد النور بزا بالكتاب موضوع الندوة، وقال إنه جدير بالنظر المتجدد لأنه كتاب علمي نقدي، توخى مراجعة عددا من المعارف والقضايا والمواقف وخاصة لدى المعاصرين، مفتخر بالذات ومعتزا بأصالة المرجعية الإسلامية.

و سجل عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين في مداخلته عددا من الانتقادات على الكتاب، وخاصة الفصل الثاني منه الذي تناول عددا من القضايا المرتبطة أساسا بالفكر المقاصدي. وخالف المتحدث المؤلف في جملة منها، منتقدا عليه عدم تحديد من يقصد فيمن انتقدهم وعدم تسميتهم، وعدم إعطاء نماذج واضحة لتفادي التعميم على كل من تعاطى للمقاصد، وسعى لتوظيفها سواء كانوا إسلاميين أوعلمانيين.

كما سجل عبد النوربزا عدم توضيح الكتاب لعدد من المصطلحات ودلالتها، وانطلاقه من من نص واحد في معالجة عدد من القضايا و الدعاوى.

مآخذ على المنهج التجزيئي

الدكتور البشير القنديلي من جهته، قال إن الكاتب آخذ على المناهج الحديثة في تعاملها مع المناهج العلوم الإسلامية عدم إحاطتها بأركان المنهجية الإسلامية المعرفية، وتعاملها التجزيئي معها حيث انتقد منهجية محمد عبده والمدرسة السلفية المعاصرة، و منهجية طه جابر العلواني في موضوع الردة في كتابه ” لا إكراه في الدين” وغيره ممن يجمع بينهم التعامل التجزيئي مع المنهجية الإسلامية، داعيا لاستصحاب منهج المتقدمين.

وانتقد القنديلي على المؤلف المبالغة و التعميم في مناقشته للقضايا، وعدم إعطاء أمثلة محددة، والخلط في انتقاده بين الاتجاهات التي اعتمدت المرجعية الإسلامية والاتجاه العلمانية، مع انتقاده المبالغ لاتجاه أسلمة المعرفة، معتبرا إياها نوعا من الترقيع وإضفاء الشرعية على الفكر الوافد برمته.

وقال المتحدث، إن هاجس الكاتب إيجاد خيط ناظم بين العلوم الإسلامية ومناهجها، وإعمال أركان المنهجية الإسلامية دون تجزيئ، لكن سلامة المنطلق لاتعني بالضرورة سلامة الفهم والتنزيل.

وقد تناول الدكتور محمد السائح الكلمة في ختام الندوة – التي أدارها الأستاذ مصطفى كرميط- وتفاعل مع عدد من الملاحظات والانتقادات، داعيا الحركات الإسلامية للمرجاعات الفكرية من الداخل وإعادة النظر في عدد من القضايا والمواقف.

يذكر أن كتاب “المنهجية المعرفية الإسلامية: محاولة في الإحياء تأصيلا وتنزيلا” من الحجم المتوسط ( 243 صفحة) صدر عن مؤسسة الوسيط ، قسكه المؤلف إلى 10 فصول وقسمين القسم النظري: التأصيل، والقسم التطبيقي: التنزيل .

موقع الإصلاح

أخبار / مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى