“التجديد الطلابي” تحتفي بمرور 20 سنة على تأسيسها بندوة حول الكسب والرهانات

رؤساء سابقون: المنظمة أسهمت في تخريج نخبة فاعلة 

احتفت منظمة التجديد الطلابي  بمرور عشرين سنة على تأسيسها بتنظيم ندوة بالرباط يوم الأحد 12 فبراير 2023 تحت عنوان “عشرون سنة من منظمة التجديد الطلابي.. الكسب والرهانات” 

وأكد رؤساء منظمة التجديد الطلابي لولايات سابقة، أن المنظمة أسهمت في تخريج نخبة مثقفة وفاعلة ساهمت في تدبير الشأن العام الوطني والمحلي من مواقع متعددة، موضحين أن المنظمة استطاعت تجاوز الانحسار الناتج عن حظر الاتحاد الوطني لطلبة المغرب، مما مكنها من نقل هموم ومشاكل الطلبة إلى الجهات المختصة، وكذا القيام بالدور الترافعي من أجل الجامعة.

 وشدد المتحدثون في الندوة على الدور الريادي للجامعة في العلم وإنتاج المعرفة وتخريج النخب المثقفة القادرة على تحقيق التغيير. وأوضح رئيس منظمة التجديد الطلابي السابق امحمد الهلالي أن تأسيس منظمة التجديد الطلابي، كان برؤية استشرافية للمستقبل، وجاء لفك الارتهان لمشاريع السابقة كانت تحكم الجامعة وتجاوزها الزمن، ولفك ارتهان الجامعة للعنف المكلف بشريا وماديا ومعنويا، وقال “لقد أسسنا منظمة التجديد الطلابي بعد أن أيقنا أن فكرة إحياء الاتحاد الوطني لطلبة المغرب أصبحت فكرة صعبة المنال”.

وأضاف الهلالي، أن منظمة التجديد الطلابي حققت مكاسب كبرى عبر مسارها الطويل، ممثلا لذلك بتخرج العديد من الشخصيات التي ساهمت في تدبير الشأن العام، سواء على المستوى الحكومي أو الجماعات الترابية أو المؤسسات المختلفة، موضحا أن ذلك ما كان ليتحقق لو لا فكرة المنظمة، وتمكنها من  فك الارتباط مع نظرية التغيير السائدة آنذاك، وفك الارتباط مع العنف، وفك الارتباط مع التقاطب.

واستعرض المتحدث محطات من تاريخ الحركة الطلابية، ابتداء من الاتحاد الوطني لطلبة المغرب وحظره، مرورا ببداية العمل الإسلامي في الوسط الجامعي، إلى حين تقديم ورقة الحل استثنائي لهيكلة الاتحاد منظمة الاتحاد الوطني لطلبة المغرب كحل سياسي، موضحا أن مؤتمر القطاع الطلابي لتأسيس منظمة التجديد الطلابي عرف حضور طلبة العدل والإحسان وطلبة الميثاق وطلبة من اليسار، مشيرا إلى أن ذلك قد شرع للتعددية النقابية والتنظيمية داخل الجامعة.

وأكد رئيس منظمة التجديد الطلابي السابق أحمد الحارثي(الرئيس السابع) أن منظمة التجديد الطلابي تعتبر بنت الصحوة الإسلامية التي بلغت أوجها في التسعينيات من القرن الماضي، حيث أصبحت حركة إسلامية متفردة عن باقي الحركات الإسلامية في العالم، مضيفا أن المنظمة استطاعت إخراج مشاكل الطلاب إلى المجتمع، ممثلا بالترفع وإصدار تقارير حول الفساد المالي والإداري بالجامعة وتحرك الرأي العام.

وطالب المتحدث قيادات المنظمة بعدم الارتهان لجيل التأسيس بسبب تغير الزمان والمحيط قصد تقديم أجوبة معاصرة للمشاكل الحالية، علاوة على إحياء وتجديد الفكرة الإصلاحية بعد الضربات التي تلقتها بسبب إفشال الربيع الديمقراطي وبعض الأخطاء المؤسساتية والتنظيمية المرتكبة، منبها إلى أن الفكرة الإصلاحية كغيرها من الأفكار يمكن أن تتراجع في بعض الأحيان لكنها تتجدد في ظروف أخرى.

ودعا الحارثي إلى الاعتزاز بفكرة الانتماء والدفاع عن الوحدة الترابية، وإعادة الاعتبار للهوية المغربية داخل الجامعة، مذكرا بوقت كان يمنع فيه رفع العلم الوطني في الجامعة بما يشكل من رمز من رموز الوطني، منبها إلى ضبابية الأفق على المستوى العالمي، عبر بروز أقطاب يعد العالمين العربي والإسلامي الأضعف فيها، منقدا تنامي موجة التطبيع، موضحا أن هناك ضبابية على المستوى الوطني أدى إلى الاحتقان الاجتماعي والتراجع عن التعاقد الاجتماعي لسنة 2011 في ظل ترهل الهيئات الوسيطة.

وحث الحارثي القيادات الطلابية على ضرورة مواكبة جامعة المستقبل عبر تحيين الملف المطلبي  لإضاف قضايا معاصرة من صميم البحث العلمي ومنها دمقرطة الولوج للتكنولوجيا الحديثة، والتمكين من الولوج لمنصات المكتبات العالمية، ولدخول للثورة الرقمية،  إلى جانب الرفع من قيمة المنحة، والترافع المدني، إلى جانب الموازنة بين الزمن البيداغوجي والزمن التنظيمي.

وأكد رئيس منظمة التجديد الطلابي الحالي (الرئيس التاسع) مصطفى العلوي في تعقيبه على المداخلتين أن المنظمة، كانت بمثابة فكرة رائدة في واقع مجمد بفعل الحظر المفروض على الاتحاد الوطني لطلبة المغرب بسبب مواقفه الراديكالية، مشيرا إلى أن هناك مجموعة من الأسئلة التي تحتاج إلى إجابة بعد هذا المسار.

واستعرض العلوي محطات من تاريخ الاتحاد الوطني لطلبة المغرب بداية بالتأسيس بعد الاستقلال في كنف الحركة الوطنية، مرورا بتحوله إلأى منظمة يسارية تابعة للاتحاد الوطني للقوات الشعبية، انتهاء بتحوله إلى منظمة يسارية راديكالية أوصلته إلى النفق المسدود بفعل انحرافه عن عمله الأساسي داخل الجامعة، واعتناق أطروحات راديكالية استهدفت الثوابت الجامعة للمغاربة.

يذكر أن منظمة التجديد الطلابي عقدت بشراكة مع حركة التوحيد والإصلاح النسخة العشرون من الجامعة الشتوية للقيادات الطلابية دورة “الأمانة والمسؤولية” أيام 19-20-21 رجب الموافق 10-11-12 فبراير 2023 وانطلقت فعالياتها يوم الجمعة بلقاء تواصلي بين قيادة اللجنة التنفيذية للمنظمة والمشاركين بالجامعة الشتوية، ولقاء تواصليا صباح السبت الماضي مع المكتب التنفيذي لحركة التوحيد والإصلاح.

 موقع الإصلاح 

أخبار / مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى