حامد تشوي.. صاحب أول ترجمة لمعاني القرآن الكريم للغة الكورية

يعد تشوي يونغ كيل (حامد) أول من ترجم معاني القرآن الكريم إلى اللغة الكورية، كما ابتكر جهازا رقميا لتحفيظ القرآن وشرحه.

وأعلن أستاذ الدراسات الإسلامية واللغة العربية والمترجم الكوري الجنوبي إسلامه مرتين: الأولى عام 1970 عندما كان طالبا في كوريا وأطلق عليه أستاذه المصري اسم “حامد”، والثانية بعد تخرجه في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة عام 1980.

وقال إن إسلامه آنذاك كان احتراما لأستاذه الذي أعطاه اسم حامد، بينما كان مسلما بالاسم فحسب بسبب جهله أصول الدين الإسلامي ومبادئه. وظل سنوات يفعل ما يفعله المسلمون ولم تكن لديه أي فكرة عن الإسلام، ثم تعلم تدريجيا مبادئ الإسلام بعد أن درس اللغة العربية.

وأعلن تشوي يونغ كيل إسلامه مرة أخرى بعد تخرجه في الجامعة الإسلامية عام 1980، وتوصل آنذاك إلى أن الدين الإسلامي الصحيح هو الذي تعلمه وليس الذي سمع عنه وقرأه في كوريا.

وعندما قرر حامد تشوي حفظ القرآن فكر في ترك الدراسة والعودة إلى كوريا، لأنه وجد في البداية صعوبة بسبب ضعفه في اللغة العربية، ولم يحفظ حينئذ سوى سورة الفاتحة وبعض قصار السور. وبدأ في حفظ القرآن في سن الـ26 من عمره، وشارك في فعاليات عديدة لتعريف الكوريين بالإسلام، وألقى محاضرات في الجامعات الكورية عن الثقافة الإسلامية، ونال أوسمة وجوائز دولية تقديرا لإسهامه في خدمة التعليم والتدريس.

وتعدّ هذه الترجمة اليوم المرجع الرئيسي والوحيد لنحو 200 ألف من مسلمي كوريا (0.38% من إجمالي السكان، حسب اتحاد المسلمين الكوريين).

بدأ حامد تشوي مسيرته العلمية في الترجمة عندما أدرك أن الشعب الكوري يواجه صعوبة في فهم حقيقة الإسلام، وكان ذلك بسبب حاجز اللغة العربية ونقص مصادر التعليم الإسلامية باللغة الكورية لأن الكتب الكورية كانت تزخر بالمعلومات الخاطئة التي تشوّه الإسلام.

ولم يكن المركز الإسلامي في سول قادرا على الاستجابة لأسئلة الكوريين المسلمين وتوقعاتهم، وكانت الأجوبة باللغة الإنجليزية أو اللغة العربية وهم لا يفهمونها، بالإضافة إلى حاجة الطلاب الذين يدرسون اللغة العربية والثقافية في 4 جامعات في كوريا وعددهم نحو ألف طالب.

 بدأ حامد تشويفي الأول من مارس1977  مشروع ترجمة معاني القرآن الكريم إلى اللغة الكورية بالاعتماد على النص الإنجليزي في ترجمة عبد الله يوسف علي، وتحت إشراف عمر عبد الله كامل. وانتهى منها بعد 5 سنوات في 29 مارس 1982 ثم أكمل الترجمة مع الشرح في مرحلة ثانية دامت سنتين ونصف السنة، اعتمادا على المراجع العربية مثل صفوة التفاسير ومختصر تفسير ابن كثير.

وقد صاغ الترجمة بأسلوب أدبي كوري تشوي شين أستاذ الأدب الكوري في كلية الآداب بجامعة “شونغشين” في سول. وشرح أحمد عبد الفتاح سليمان، الأستاذ في قسم اللغة العربية في جامعة “ميونغ جي”، المعاني القرآنية والأحكام، وراجع النص القرآني.

نقل حامد تشوي المعاني وجعل لكل سورة مقدمة ذكر فيها تاريخها وسبب نزولها نقلا عن التفاسير المعتمدة، كما صدّر كل سورة بتلخيص معانيها وبيان النقط المهمة التي تساعد على فهم محتوياتها. وكانت الترجمة حسب الترتيب القرآني للسور ووضع نص القرآن باللغة العربية في وسط الصفحة، وترجمة معانيه إلى الكورية في الجهة اليمنى، والترجمة باللغة الإنجليزية في الجهة اليسرى، وفي الأسفل شرح إضافي وخلفية نزول الآيات باللغة الكورية.

وقد أجازت رابطة العالم الإسلامي طباعة الترجمة التي استغرقت نحو 3 أعوام، مع ملاحظة أن يكون النص القرآني بالرسم العثماني في الطبعة الثانية وترجمة معانيه إلى اللغة الإنجليزية. وظل حامد تشوي بعد ذلك يلتمس العون والمساعدة على طباعة الترجمة من بعض السفارات العربية والإسلامية لدى كوريا.

وابتكر حامد أول جهاز رقمي لدراسة القرآن الكريم وحفظه، وأول كتاب إلكتروني متعدد صنع خصيصا للتعريف بأهم مبادئ الإسلام مثل: إرشادات شعائر الحج والعمرة، وأهم 40 حديثا نبويا مع ترجمة معانيها إلى اللغات المحلية.

وتم تسجيل البرنامج الذي أطلق عليه “المحفظ” رسميا لدى سلطات الحكومة الكورية وعدة مؤسسات شرعية في البلاد، وعُدّ نقطة تحول كبرى في نشر الإسلام في كوريا وبقية دول العالم.

مواقع إعلامية

أخبار / مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى