المفكر الإدريسي: التحولات الإستراتيجية لغزوة بدر محققة ولطوفان الأقصى مرتقبة

أكد ‎المفكر المقرئ أبو زيد الإدريسي أن طوفان الأقصى له أبعاد إستراتيجية مرتقبة، على اعتبار أن إدراك التحولات الإستراتيجية يتطلب مرور مدة من الزمن وهو ما توفر لغزوة بدر التي حققت أبعادا إستراتيجية محققة، حيث مضى عليها 1400 سنة، بينما طوفان الأقصى لازالت مستمرة. 

جاء ذلك خلال تأطيره محاضرة بعنوان “التحولات الاستراتيجية التاريخية والواقعية في ضوء غزوة بدر وطوفان الأقصى، نظمها المكتب الإقليمي بالرباط لحركة التوحيد والإصلاح‎ بتنسيق مع قسم الدعوة والعمل الثقافي، اليوم السبت 30 مارس 2023 بالمقر المركز بالرباط.

وأضاف الإدريسي أن أول تحول إستراتيجي في غزة بدر هو أن الرسول صلى عليه وسلم صنع المبادرة وأربك العدو، والثاني كرس مبدأ الشورى كثقافة في الجانب العسكرى بعد الجانبين المدني والسياسي. والثالث كسر الحاجز النفسي وهو ما يتشابه مع طوفان الأقصى، علاوة على تحول جذري في مواقف العرب، والحصار الاقتصادي، والارتباك نتيجة قتل قادة المشركين.

وأوضح الإدريسي أن غزوة بدر أحدثت تحولات استراتيجية في العالم وليس فقط في حياة المسلمين أو العرب، مستدلا بكتاب تجديد التاريخ في تعليله وتدوينه، إعادة النظر في التاريخ  للمؤرخ عمر فروخ، الذي عقد مقارنة بين ما أحدثه ميلاد المسيح مقابل ما أحدثه الرسول صلى الله عليه وسلم.

وتوقف المحاضر عند كتاب “الربيع الأوّل قراءة سياسية وإستراتيجية في السيرة النبوية” لوضاح خنفر، موردا من الكتاب المبادئ الثمانية لإستراتيجية الرسول صلى الله عليه وسلم، الأول أن الرسول كان إصلاحيا أخلاقيا، الثاني لم يكن استئصاليا ولا نزاعا للسلطة واحتكار الثروة، والثالث التفاعل الطويل والتدافع المتدرج، والرابع التفاؤل العميق ورحابة المستقبل والصبر الإستراتيجي.

وتابع أن المبدأ الخامس هو المبادرة والإقدام دون التقوقع في مربع العدو، والسادس لم يكن رسول الله يسمح لجبهته الداخلية بالتشظي، والسادس كان حريصا على عدم مقاتلة عدوين في معركة واحدة، والسابع اعتماده استراتيجية مرنة استعمل فيها القوة الناعمة، والثامن قراءته الإستراتيجية للأحداث كانت منهجية وموضوعية.

وأكد المحاضر أن الإستراتيجية قواعد كلية تعلو على كل التفاصيل، مضيفا أن الإستراتيجية تفهم مقابل التحولات السياسية رغم أن الإستراتيجية والسياسية مترابطتان، مشيرا إلى أن السياسي غالبا ما يكون قصير المدى أو حتى متوسط المدى، بينما الإستراتيجي هو ينتقل من المدى المتوسط إلى المدى البعيد، منبها إلى ضعف ثقافة الإسلاميين في الجانب الإستراتيجي. 

وأشار الإدريسي إلى أن غزوة بدر وطوفان الأقصى تشتركان في أنهما معركتان جاهد فيهما المسلمون في رمضان، وكان هذا الجهاد جهاد طلب لا جهاد دفع، إضافة إلى تشابه في الأخلاق، ووجود عدو استئصالي، موضحا أن لكليهما منجز من التحولات الإستراتيجية.

موقع الإصلاح

أخبار / مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى