المسابقة الرمضانية الخامسة لفرع حركة التوحيد والإصلاح بإقليم تمارة : السؤال 18

في إطار المسابقة الرمضانية الخامسة التي ينظمها فرع حركة التوحيد والإصلاح بإقليم تمارة، بمناسبة حلول شهر رمضان الأبرك 1445هـ.

السؤال 18 :

إذا ذكر القرآن رقماً ما، فإنه قاصد له، ومريد لمضمونه. لكن هل المراد معلوم لنا أم غير معلوم؟ فقد يستبين لنا معناه، وقد يخفى عنا، وقد يعلمه الراسخون في العلم، ويخفى على غيرهم. فمثلاً، قوله عز وجل “عليها تسعة عشر”، فالتحديد بهذا الرقم لا يتبين لنا حكمة من ورائه، والمعتمد في مثل هذا التحديد أن نكل علمه إلى الله، ونؤمن به كما ورد. ونستطيع من خلال استقراء النصوص القرآنية التي ذكرت فيها أرقام معينة، أن نتبين شيئاً من مقاصد القرآن في ذكر الأرقام وفق التالي:

أولا: التحديد وبناء الحكم الشرعي على الرقم المذكور. من أمثلة هذا قوله تعالى في بيان عدة المطلقة: “والمطلقات يتربصن بأنفسهن ثلاثة قروء”، وقوله تعالى في عدة المتوفى عنها زوجها” والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجا يتربصن بأنفسهن أربعة أشهر وعشرا”، فالرقم في هاتين الآيتين ونحوهما مراد منه تحديد فترة معينة، يترتب عليها حكم شرعي.
ثانيا: تقرير حقائق كونية. من أمثلة ذلك قوله سبحانه “إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا” وقوله تعالى “وإن يوما عند ربك كألف سنة مما تعدون “، ونحو هذا قوله سبحانه ” إن ربكم الله الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام”، فالأرقام في هذه الآيات ونحوها تبين حقائق كونية.
ثالثا: بيان الكثرة والمبالغة من غير قصد للرقم نفسه. من ذلك قوله سبحانه ” إن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم” قال ابن عاشور: “و(سبعين مرة) غير مراد به المقدار من الرقم، بل هذا الإسم من أسماء الرقم التي تستعمل في معنى الكثرة”.
رابعا: أن يذكر الرقم لمجرد التنبيه من غير أن يحمل دلالة ما، ويُعبر عن هذا أهل الأصول بقولهم: العدد لا مفهوم له. ومن الأمثلة على هذا قوله تعالى في سورة المجادلة ” ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم”، قال الفراء: “الرقم غير مقصود؛ لأنه سبحانه مع كل عدد قلَّ أو كثر، يعلم السر والجهر، لا تخفى عليه خافية”؛ لذلك قال في الآية نفسها” ولا أدنى من ذلك ولا أكثر إلا هو معهم أين ما كانوا”.
خامسا: قد يذكر الرقم لمعنى يقتضيه سياق النص والحدث، من ذلك قوله سبحانه” إذ قال يوسف لأبيه يا أبت إني رأيت أحد عشر كوكبا”، قال الآلوسي: “ولم يطو ذكر الرقم؛ لأن المقصود الأصلي أن يتطابق المنام ومَن هو في شأنهم، وبترك الرقم يفوت ذلك”، يعني: أن عدد الكواكب التي رآها يوسف عليه السلام في منامه توافق عدد إخوته.
سادسا: قد يراد بذكر الرقم حقيقته الرقمية، من أمثلة ذلك قوله تعالى” ليلة القدر خير من ألف شهر” ، فالرقم هنا مراد به الحقيقة الرقمية، قال أبو حيان: “والظاهر أن (ألف شهر) يراد به حقيقة الرقم، وهي ثمانون سنة وثلاثة أعوام”.

السؤال : ما الرقم الأول الذي ورد ذكره في المصحف ؟ وفي أي سورة ورد؟

 

تذكير بكيفية المشاركة :

يتم الإعلان كل يوم من رمضان عن سؤال جديد، على المواقع التالية :

  • موقع حركة التوحيد والاصلاح: http://alislah.ma/وصفحة الحركة بتمارة على الفايسبوك:https://m.facebook.com/attawhid.wa.alislah/?ref=bookmarks
  • آخر أجل لإرسال الأجوبة هو 10 شوال 1445هـ   
  • يتم اختيار الثلاثة الأوائل ابتداء من 20 شوال 1445هـ، وفي حالة التعادل تجرى القرعة لاختيار ثلاث مشاركين و يتم الإعلان عن النتائج وموعد حفل توزيع الجوائز.
  • تتم الاجابة على جميع الأسئلة، وفق النموذج المعد (يتم نشره في أواخر رمضان)
  • المسابقة خاصة بالمغاربة فقط.

أخبار / مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى